في ليلة الخامس عشر من أكتوبر عام 1946، وقبل ساعتين فقط من الموعد المحدد لشنقه تنفيذاً لحكم محكمة نورمبرغ، نجح هرمان غورينغ، الرجل الثاني في النظام النازي وأحد أقوى مهندسي آلة الحرب الهتلرية، في خداع حراسه والهروب من حبل المشنقة، منهيًا حياته بكبسولة سم "سيانيد" في واقعة أغضبت الحلفاء وتركت وراءها لغزًا لم يُحل.
من الرجل الثاني لهتلر إلى مجرم حرب
كان غورينغ من أوائل داعمي أدولف هتلر، وتولى مناصب محورية بعد استيلاء النازيين على السلطة، حيث شغل منصب رئيس البرلمان وقائد سلاح الجو الألماني (اللوفتفافه).
والأخطر من ذلك، أنه كان مؤسس جهاز الشرطة السرية "الغستابو"، الذي أرهب معارضي النظام. خلال الحرب العالمية الثانية، كان مسؤولاً عن غارات جوية مدمرة وقرارات أدت إلى مقتل الملايين، لكنه نجا من أمر إعدام أصدره هتلر بحقه بتهمة الخيانة في نهاية الحرب، بعد أن سارع بتسليم نفسه للأمريكيين.
محاكمات نورمبرغ والحكم بالإعدام
بعد انتهاء الحرب، مثل غورينغ أمام محكمة نورمبرغ كأهم متهم بين 24 من كبار المسؤولين النازيين.
وبعد محاكمات استمرت قرابة عام، أُدين غورينغ بجميع التهم الموجهة إليه، بما في ذلك ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وحُكم عليه بالإعدام شنقًا، ليتصدر قائمة تضم 11 آخرين من قادة النظام النازي.
لغز كبسولة "السيانيد"
في خطوة فاجأت العالم، وفي حدود الساعة الحادية عشرة من ليل 15 أكتوبر 1946، وقبل ساعتين فقط من تنفيذ الحكم، تناول غورينغ كبسولة سيانيد كانت بحوزته ليفارق الحياة على الفور.
أثار انتحاره غضب الحلفاء الذين اعتبروه تحديًا لعدالة المحكمة، ورغم فتح تحقيق فوري لمعرفة كيفية تهريب السم إلى زنزانته شديدة الحراسة، إلا أن التحقيق لم يصل إلى نتيجة واضحة.
وعقب تنفيذ أحكام الإعدام ببقية المدانين، عُرضت جثة غورينغ إلى جانب جثثهم على الصحفيين، قبل أن يتم حرقها جميعًا ونثر رمادها في نهر إيزار، لمحو أي أثر لهم ومنع تحول قبورهم إلى مزارات للنازيين الجدد.
0 تعليق