عاجل

دراسة: الصحة النفسية لطلاب فرنسا أزمة تهدد مستقبل جيل كامل - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

قالت مجلة لوبس إن دراسة حديثة أظهرت أن وضع طلاب الجامعات في فرنسا مقلق للغاية، مشيرة إلى أن أقل من نصفهم يعتبرون أنفسهم في صحة نفسية جيدة، في حين يعاني أكثرهم من الضيق والقلق.

وأوضحت المجلة -في تقرير بقلم ماري فياشيتي- أن الدراسة التي أعدتها مؤسسة "إبسوس بي في إيه" أوضحت أن طالبا من بين كل ثلاثة، يفكر في ترك دراسته بسبب شعوره بالضيق أو الاكتئاب، مما يسلط الضوء على أزمة صحية نفسية عميقة وممتدة يعاني منها جيل الشباب في التعليم العالي.

اقرأ أيضا

list of 2 items end of list

وحسب نتائج الدراسة، تبين أن 60% من الطلاب لديهم مؤشرات على معاناة نفسية، وهي نسبة تفوق بكثير المعدلات المسجلة في عموم السكان، إذ إن أكثر من نصف الطلاب يشعرون بتوتر غير معتاد، ويعانون من اضطرابات النوم، ويصف قرابة النصف أنفسهم بأنهم تعساء أو مكتئبون.

Students gather at Tolbiac Pantheon Sorbonne university in Paris, France, Thursday, Sept. 17, 2020. In France, overcrowded universities have seen the emergence of at least a dozen of virus hotspots, raising concerns in a country where the number of infections has steadily increased in recent weeks. (AP Photo/Francois Mori)
المجلة تشير إلى أن ثلث الطلاب في الجامعات الفرنسية تقريبا يشعرون بأن لا أحد يسعى لمساعدتهم، مما يشير إلى وجود شعور عميق بالعزلة (أسوشيتد برس)

وأشارت المجلة إلى أن هذه الأرقام تعكس هشاشة نفسية ليست مؤقتة، بل تبدو جذرية ومستمرة، مما ينذر بتداعيات سلبية على المدى القريب والبعيد، مشيرة إلى أن الوضع المالي الصعب يشكل عامل ضغط نفسيا لدى 60% منهم.

وتتعدد الأسباب الكامنة وراء هذا التدهور في الصحة النفسية لدى الطلاب، إذ يرى أكثر من 60% منهم أن دراستهم تساهم بشكل مباشر أو جزئي في شعورهم بالمعاناة، لكن الأمر لا يقف عند ذلك، بل إن القلق بشأن المستقبل المهني يصيب 68% من المستجوبين.

لا مساعد

من جهة أخرى، تكشف الدراسة عن تفاوت واضح بين الفئات المختلفة من الطلاب، إذ تعاني الطالبات بدرجة أكبر من أقرانهن الذكور، ويرجع التقرير ذلك جزئيا إلى تعرض النساء بشكل أكبر للعنف، كما أن طلاب السنة الأولى في التعليم العالي يعدون من بين الفئات الأكثر هشاشة، نتيجة صدمة الانتقال إلى الجامعة، وضعف شبكات الدعم، وتعرضهم للعزلة أو التنمر.

هذه الدراسة تحمل رسالة قوية، مفادها أن الصحة النفسية للطلاب لم تعد مسألة ثانوية أو فردية، بل هي قضية إستراتيجية تمس مستقبل التعليم والمجتمع عامة

ولا يقتصر التأثير على المشاعر أو الأحاسيس النفسية، بل يمتد إلى الحياة الدراسية اليومية، بحيث أفاد أكثر من نصف الطلاب -حسب الدراسة- بأنهم يواجهون صعوبات في متابعة الدروس وفي التركيز، ويصل الأمر ببعضهم إلى التفكير بجدية في التوقف عن الدراسة، مما ينذر بخسارة في الكفاءات البشرية ومواهب المستقبل، ويشكل تهديدا اقتصاديا واجتماعيا وطنيا.

إعلان

ومما يلفت الانتباه أيضا -حسب المجلة- أن ثلث الطلاب تقريبا يشعرون بأن لا أحد يسعى لمساعدتهم، مما يشير إلى وجود شعور عميق بالعزلة، في مجتمع لا يزال يعامل مشاكل الصحة النفسية كنوع من المحظورات المحاطة بالخجل أو الخوف من أحكام المجتمع.

وانطلاقا من هذا الواقع، يدعو معدو التقرير إلى تحرك عاجل من قبل المؤسسات التعليمية والسلطات العامة، موصين بتدريب الكادر الأكاديمي على كيفية التعامل مع هذه الحالات، وتسهيل الوصول إلى خدمات الدعم النفسي، وتخفيف العبء الأكاديمي، وتطبيق سياسة صارمة ضد كل أشكال العنف.

وخلصت المجلة إلى أن هذه الدراسة تحمل رسالة قوية، مفادها أن الصحة النفسية للطلاب لم تعد مسألة ثانوية أو فردية، بل هي قضية إستراتيجية تمس مستقبل التعليم والمجتمع عامة، وإذا لم يتم التعامل معها بجدية، فقد نجد أنفسنا أمام جيل يشعر بالهزيمة، ويختار الانسحاب من الحياة.

0 تعليق