قدّم المذيع والمحلل السياسي في شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فان جونز، اعتذاراً رسمياً بعد موجة غضب واسعة أثارتها تصريحات له اعتُبرت ساخرة ومستخفة بمأساة استشهاد الأطفال في قطاع غزة.
وكان جونز قد قال، خلال مشاركته في برنامج "Overtime with Bill Maher"، إن الشباب الأمريكيين أصبحوا ينظرون إلى تل أبيب بشكل "مختلف" بسبب ما يشاهدونه على وسائل التواصل الاجتماعي. وسخر من طبيعة المحتوى الذي يتعرضون له قائلاً: "عندما يفتح الشباب هواتفهم يرون أطفالاً غزيين موتى، ثم مغني الراب ديدي، ثم أطفالاً غزيين موتى مجدداً".
وزعم جونز أن إيران وقطر تقفان خلف "حملة تضليل ضخمة" عبر منصتي "تيك توك" و"إنستغرام" تهدف إلى "تقسيم الغرب من الداخل" عبر هذا المحتوى.
ردود فعل غاضبة
أثارت هذه التصريحات استياءً واسعاً، وكان من أبرز المنتقدين إمام المجتمع المسلم الأمريكي ورئيس معهد يقين، عمر سليمان، الذي وصف كلمات جونز عبر منصة "إكس" بأنها "مخزية ودنيئة"، مضيفاً بسخرية: "آسف يا فان جونز لأن أطفال غزة القتلى يزعجونك إلى هذا الحد".
الاعتذار
أمام هذه الانتقادات، أصدر جونز اعتذاراً علنياً أقر فيه بأن كلماته كانت "قاسية وغير حساسة". وأوضح أنه كان يحاول "لفت الانتباه إلى الفوضى التي يثيرها خصوم أجانب عبر الإنترنت"، لكنه اعترف بأن طريقة حديثه كانت "ببساطة غير إنسانية".
وقال جونز: "أطفال يموتون يومياً في غزة، ولا أحد يجب أن يستخف بهذه المأساة. أعتذر لكل من يعيش الخوف ويفقد أحبّاءه هناك".
وأكد المذيع الأمريكي أن "أطفال غزة أو أي ضحية مدنية لا ينبغي أبداً أن يكونوا موضوعاً للسخرية"، معرباً عن حزنه لما يجري في القطاع وداعياً إلى "وقف الهجمات وإنهاء المعاناة".
يأتي هذا الجدل في الوقت الذي تستمر فيه العدوان على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي خلّفت، بحسب أحدث الإحصائيات، 67,139 شهيداً و169,583 جريحاً، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى مجاعة أودت بحياة 460 فلسطينياً، بينهم 154 طفلاً.
0 تعليق