رام الله - وفا: عقدت اللجنة المركزية لحركة "فتح" اجتماعاً لها، مساء أمس، في مقر التعبئة والتنظيم التابع للحركة، حيث بحثت التطورات الأخيرة المتعلقة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في ضوء الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقد رحبت اللجنة المركزية لحركة "فتح" بهذه الخطوة، مؤكدة على ضرورة الالتزام الكامل بها من قبل الأطراف كافة المعنية بما في ذلك إطلاق سراح الأسرى من الجانبين، والبدء الفوري بإرسال المساعدات الإنسانية الغذائية والصحية وغيرها من متطلبات الحياة، والانسحاب الفوري لقوات الاحتلال الإسرائيلي من كافة الأراضي الفلسطينية والمدن والمخيمات في قطاع غزة.
وقد عبّرت اللجنة المركزية عن إدانتها الشديدة لاستمرار عمليات القصف المدفعي والطيران الإسرائيلي في كافة أنحاء القطاع، معربة عن اعتزازها وتقديرها الكبيرَين لصمود شعبنا وتضحياته في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
كما ناقشت اللجنة المركزية الأوضاع الداخلية والتنظيمية للحركة، واتخذت عدداً من القرارات الخاصة بهذا الشأن، وأنها ستبقى بحالة انعقاد دائم لمتابعة ومواكبة التطورات والتحركات الخاصة بقضية شعبنا، كما ناقشت عدة قضايا تتعلق بالوضع الداخلي، حيث تمت الموافقة على عودة د. ناصر القدوة إلى حركة "فتح" واللجنة المركزية للحركة، وكذلك الموافقة على عودة أخوين آخرَين وفقاً لقرارات اللجنة المركزية.
وحيّت اللجنة المركزية لحركة "فتح" المسيرات والتظاهرات والاعتصامات في مختلف الدول الأوروبية والإسلامية، مقدرين عالياً مواقف الدول التي اعترفت مؤخراً بدولة فلسطين.
وفيما يتعلق بقرار اللجنة المركزية، فإن الدكتور ناصر القدوة كان قد بعث برسالة بهذا الخصوص إلى الرئيس محمود عباس، فيما يلي نصها:
سيادة الأخ الرئيس محمود عباس "أبو مازن" حفظه الله
رئيس دولة فلسطين،
تحية الوطن والوفاء...
في ظل هذه المرحلة المفصلية والحاسمة في تاريخ القضية الفلسطينية، ولمواجهة التحديات الراهنة، وفي إطار المداولات والمشاورات التي تمت خلال الفترة الماضية، والتي رشح عنها محضر بتاريخ 23 تموز 2025 ووصل سيادتكم نسخة عنه، وإسناداً للجهود التي تكللت بالنجاح عقب موجة الاعترافات الدولية بفلسطين الدولة، وجهودكم المبذولة في الحفاظ على مكانة فلسطين والإنجازات الوطنية الكبيرة خلال عقود من العمل، فإنني كنت وما زلت على استعداد وفق ما تم الاتفاق عليه لمقابلة سيادتكم أو من تكلفونه بذلك.
ولإيماني بأهمية هذه المرحلة الحساسة والمهمة، وما تواجهه فلسطين من تهديدات من قبل اليمين الإسرائيلي المتطرف ومواجهته للحفاظ على هذه الإنجازات، والمضي قدماً في نهج الإصلاحات الذي تبنيتموه، ولتعميق العلاقة الوطنية ما بين القيادة الفلسطينية وأبناء شعبنا بما يلبي طموحاتهم بالانعتاق من الاحتلال على كافة ترابنا المحتل عام 1967.
وإنه بناء على خطاب سيادتكم في اجتماع الجامعة العربية بفتح صفحة جديدة، وانتهاج جهود حقيقية في الإصلاحات الجذرية والعميقة، والتي وإن كان البعض يتخذها ذريعة للتهرب من مسؤولياته، إلا أنها في نفس الوقت حاجة وطنية ماسة وواجبة لتمتين دعائم النظام السياسي الفلسطيني، ولمّ الشمل، وإلغاء قرارات الفصل من اللجنة المركزية، ولمصلحة الحركة والشعب عبر نهج متجدد وشامل، ودعوتكم للانتخابات بعد نهاية حرب الإبادة الجائرة، فإنني وتحت هذه الغاية أتطلع للعمل معكم انطلاقاً من واجبي الوطني والأخلاقي تجاه حركتنا الرائدة وشعبنا الفلسطيني العظيم.
سيادة الأخ الرئيس
إنني أؤمن بضرورة إجراء الإصلاحات الواجبة، التي يجب أن تطال قطاعات مهمة في البناء الإداري والسياسي لنظامنا، والتي تؤمنون بها وأبديتم عزمكم على تنفيذها كما ورد في خطاباتكم في الجامعة العربية والقمة العربية، وفي رسالتكم للرئيس الفرنسي ماكرون.
إن تبني هذا النهج من سيادتكم يعزز من قوة الموقف الفلسطيني، وينعكس على العلاقات مع المحيط العربي وامتداداته السياسية دولياً، وإنني على كامل الاستعداد للعمل الجاد بجانب سيادتكم لتحمل المسؤولية الوطنية من أجل إنجاح كافة الجهود الرامية لإيجاد الحلول للأزمات الراهنة التي يمر بها شعبنا وقضيتنا.
إن ثقتي الدائمة بحكمتكم وأفكاركم السياسية والمجتمعية التي تبنت نهج الإصلاحات، ورغبتكم بتنفيذها بما يتناسب، مع حرصكم الدائم على ما هو خير ومصلحة شعبنا وقضيتنا، تحتم علي وضع إمكانياتي وعملي معكم لإخراج أفكاركم لحيّز التنفيذ.
بناء عليه، وتأكيداً على هذا المسار، فإنني على أتمّ الاستعداد للعمل معكم كما ترونه مناسباً.
سيادة الأخ الرئيس..
إن إعادة اللحمة والوحدة لحركة "فتح"، في كافة أطرها، تمثل الطريق الأسهل والأنجع لتوظيف قدراتنا وإمكانياتنا بإرادة قوية للوصول إلى أهدافنا الوطنية المتمثلة بنيل الحرية والاستقلال، وعليه فإنني أطالب سيادتكم بقبول عودتي إلى الإطار الشرعي للحركة، ولموقعي بجانبكم كي ننهض بواقعنا ونستمر في أداء رسالتنا الوطنية والإنسانية بروح المحبة والاحترام.
دمتم والله يحفظكم ويسدّد خطاكم.
أخوكم: د. ناصر القدوة
0 تعليق