اتهام مسؤول كيني باختلاس مساعدات صحية أميركية بملايين الدولارات - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

وجهت محكمة أميركية اتهامات إلى رجل أعمال كيني بدعوى تورطه في مخطط ضخم لتحويل مساعدات صحية ممولة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، كانت مخصصة لعلاج مرضى الإيدز والملاريا وبرامج تنظيم الأسرة في كينيا.

وبحسب لائحة الاتهام المقدمة أمام محكمة المقاطعة في ساوث كارولاينا، يُتهم إريك ندونغو موانغي، مالك شركة "لينيار دايغنوستيكس"، بالاستيلاء بشكل منهجي على أدوات فحص فيروس نقص المناعة البشرية وغيرها من المستلزمات الطبية الممولة من الوكالة الأميركية عبر هيئة الإمدادات الطبية الكينية.

اقرأ أيضا

list of 2 items end of list

وقال المدعي العام الأميركي برايان ستيرلينغ إن التحقيق كان "معقدا للغاية وامتد لسنوات عبر المحيط"، مؤكدا أن المتهمين "عرّضوا مهمة صحية حيوية للخطر وتسببوا بخسائر كبيرة لدافعي الضرائب الأميركيين".

وتشير الوثائق إلى أن موانغي قام بين عامي 2015 و2019 ببيع هذه المستلزمات إلى رجل أعمال من غيانا، يُدعى دافيندرا رامبرساد، الذي أعاد تسويقها عبر شركته "كاريبيان ميديكال سابلايز" مقابل أكثر من 177 ألف دولار، قبل أن يحصل على عقد حصري مع وزارة الصحة في غيانا.

وبينما ينتظر موانغي محاكمته في كينيا، فإنه يواجه عقوبة تصل إلى السجن 20 عاما في حال إدانته في الولايات المتحدة.

أما رامبرساد فقد اعتُقل في ميامي عام 2023، وأقر بالذنب، ليُحكم عليه بالاكتفاء بالمدة التي قضاها موقوفا، إضافة إلى 3 سنوات من المراقبة وغرامة قدرها 84 ألف دولار.

KISUMU, KENYA - APRIL 24: A patient receives prescribed medicine at Kuoyo Sub-county Hospital in Kisumu, though some essential drugs remain out of stock following USAID funding cuts on April 24, 2025 in Kisumu, Kenya. Kisumu has one of the highest HIV rates in Kenya, with around 17.6% of the adult population are living with the virus, nearly five times the national average of 4.5%. In 2025, Kisumu has become a focal point of a growing healthcare crisis, as funding cuts from the United States Agency for International Development (USAID) ripple through the local health system. USAID sent KES 84.1 billion (around USD 600 million) to Kenya to support a range of sectors, including health, education, and economic development. KES 18.8 billion was allocated to HIV/AIDS programs, which served as a critical lifeline for high-burden regions like Kisumu. What appeared at first to be a bureaucratic adjustment as Donald Trump became president has translated to severe disruption of life-saving services. Clinics are shutting down, access to essential medicines is diminishing, and some mothers have been forced to ration antiretroviral treatments (ARVS), risking both their health and that of their children. Thousands of lives now hang in the balance, and without urgent, sustained intervention, the progress made in HIV prevention and treatment over the past two decades risks being rapidly undone. (Photo by Michel Lunanga/Getty Images)
كانت المساعدات مخصصة لعلاج مرضى الإيدز والملاريا وبرامج تنظيم الأسرة في كينيا (غيتي)

أزمة ثقة بين واشنطن ونيروبي

أعادت القضية تسليط الضوء على العلاقة المتوترة بين الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وهيئة الإمدادات الطبية الكينية، التي تعاني منذ سنوات من اتهامات بالفساد وسوء الإدارة.

ففي عام 2021، أنهت الوكالة تعاونها مع الهيئة وأسندت مهمة توريد الأدوية لشركة أميركية خاصة، وهو ما أثار جدلا واسعا في كينيا وأدى إلى تأخير وصول أدوية الإيدز إلى المرضى.

إعلان

وتزامنت هذه التطورات مع سلسلة فضائح داخلية طالت الهيئة، من بينها اتهامات بإساءة استخدام أموال مكافحة جائحة كورونا، وتقرير تدقيق مالي عام 2020 أشار إلى "احتمال وجود عمليات احتيال"، إضافة إلى إلغاء مناقصة لشراء ناموسيات بتمويل من الصندوق العالمي.

وقد دفعت هذه الأزمات الرئيس الكيني وليام روتو إلى حل مجلس إدارة الهيئة وتعليق عمل مديرها التنفيذي، متعهدا بإصلاحات جذرية.

U.S. Secretary of State Marco Rubio, right, and Kenyan President William Ruto shake hands before their meeting as part of the 80th session of the United Nations General Assembly, Wednesday, Sept. 24, 2025, in New York. (AP Photo/Heather Khalifa, Pool)
الرئيس الكيني وليام روتو (يسار) ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (أسوشيتد برس)

تحولات في السياسة الأميركية تجاه أفريقيا

وتأتي هذه القضية أيضا في سياق تحوّل أوسع في السياسة الأميركية تجاه القارة، إذ يدفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب باتجاه تقليص المساعدات الطبية المباشرة لصالح مقاربة تقوم على تعزيز التجارة.

ويؤكد ترامب أن على الدول الأفريقية بناء أنظمة صحية مكتفية ذاتيا بدلا من الاعتماد على المانحين.

وقد دفعت هذه السياسة عددا من الدول الأفريقية إلى إعادة النظر في إستراتيجياتها الصحية.

فكينيا رفعت موازنتها الوطنية للصحة، بينما اعتمدت جنوب أفريقيا على خطط إصلاح التأمين الصحي، وتسعى نيجيريا إلى تعزيز إنتاجها المحلي من الأدوية.

كما تكشف قضية موانغي عن هشاشة أنظمة الإمداد الصحي في كينيا، وتعكس الضغوط المتزايدة على الحكومات الأفريقية لإيجاد حلول تمويلية محلية ومستدامة لقطاع الصحة، في ظل تراجع الاعتماد على المساعدات الخارجية وتزايد ربطها بالشفافية والمساءلة.

0 تعليق