Published On 6/10/20256/10/2025
|آخر تحديث: 13:37 (توقيت مكة)آخر تحديث: 13:37 (توقيت مكة)
وجهت محكمة أميركية اتهامات إلى رجل أعمال كيني بدعوى تورطه في مخطط ضخم لتحويل مساعدات صحية ممولة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، كانت مخصصة لعلاج مرضى الإيدز والملاريا وبرامج تنظيم الأسرة في كينيا.
وبحسب لائحة الاتهام المقدمة أمام محكمة المقاطعة في ساوث كارولاينا، يُتهم إريك ندونغو موانغي، مالك شركة "لينيار دايغنوستيكس"، بالاستيلاء بشكل منهجي على أدوات فحص فيروس نقص المناعة البشرية وغيرها من المستلزمات الطبية الممولة من الوكالة الأميركية عبر هيئة الإمدادات الطبية الكينية.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listوقال المدعي العام الأميركي برايان ستيرلينغ إن التحقيق كان "معقدا للغاية وامتد لسنوات عبر المحيط"، مؤكدا أن المتهمين "عرّضوا مهمة صحية حيوية للخطر وتسببوا بخسائر كبيرة لدافعي الضرائب الأميركيين".
وتشير الوثائق إلى أن موانغي قام بين عامي 2015 و2019 ببيع هذه المستلزمات إلى رجل أعمال من غيانا، يُدعى دافيندرا رامبرساد، الذي أعاد تسويقها عبر شركته "كاريبيان ميديكال سابلايز" مقابل أكثر من 177 ألف دولار، قبل أن يحصل على عقد حصري مع وزارة الصحة في غيانا.
وبينما ينتظر موانغي محاكمته في كينيا، فإنه يواجه عقوبة تصل إلى السجن 20 عاما في حال إدانته في الولايات المتحدة.
أما رامبرساد فقد اعتُقل في ميامي عام 2023، وأقر بالذنب، ليُحكم عليه بالاكتفاء بالمدة التي قضاها موقوفا، إضافة إلى 3 سنوات من المراقبة وغرامة قدرها 84 ألف دولار.

أزمة ثقة بين واشنطن ونيروبي
أعادت القضية تسليط الضوء على العلاقة المتوترة بين الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وهيئة الإمدادات الطبية الكينية، التي تعاني منذ سنوات من اتهامات بالفساد وسوء الإدارة.
ففي عام 2021، أنهت الوكالة تعاونها مع الهيئة وأسندت مهمة توريد الأدوية لشركة أميركية خاصة، وهو ما أثار جدلا واسعا في كينيا وأدى إلى تأخير وصول أدوية الإيدز إلى المرضى.
إعلان
وتزامنت هذه التطورات مع سلسلة فضائح داخلية طالت الهيئة، من بينها اتهامات بإساءة استخدام أموال مكافحة جائحة كورونا، وتقرير تدقيق مالي عام 2020 أشار إلى "احتمال وجود عمليات احتيال"، إضافة إلى إلغاء مناقصة لشراء ناموسيات بتمويل من الصندوق العالمي.
وقد دفعت هذه الأزمات الرئيس الكيني وليام روتو إلى حل مجلس إدارة الهيئة وتعليق عمل مديرها التنفيذي، متعهدا بإصلاحات جذرية.

تحولات في السياسة الأميركية تجاه أفريقيا
وتأتي هذه القضية أيضا في سياق تحوّل أوسع في السياسة الأميركية تجاه القارة، إذ يدفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب باتجاه تقليص المساعدات الطبية المباشرة لصالح مقاربة تقوم على تعزيز التجارة.
ويؤكد ترامب أن على الدول الأفريقية بناء أنظمة صحية مكتفية ذاتيا بدلا من الاعتماد على المانحين.
وقد دفعت هذه السياسة عددا من الدول الأفريقية إلى إعادة النظر في إستراتيجياتها الصحية.
فكينيا رفعت موازنتها الوطنية للصحة، بينما اعتمدت جنوب أفريقيا على خطط إصلاح التأمين الصحي، وتسعى نيجيريا إلى تعزيز إنتاجها المحلي من الأدوية.
كما تكشف قضية موانغي عن هشاشة أنظمة الإمداد الصحي في كينيا، وتعكس الضغوط المتزايدة على الحكومات الأفريقية لإيجاد حلول تمويلية محلية ومستدامة لقطاع الصحة، في ظل تراجع الاعتماد على المساعدات الخارجية وتزايد ربطها بالشفافية والمساءلة.
0 تعليق