نازحون: انتهاء العدوان لا يعني انتهاء مواجهة آثاره - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب خليل الشيخ:

 

تداخلت الأفكار في عقل النازح عبد الرحيم عفانة (55 عاماً) وهو يفكر كيف يمكن أن يتدبر أمره وأمر عائلته الممتدة التي فقدت خيمتها وما تبقى من منزلها المهدوم قبل النزوح منه في شهر أيار الماضي.
يقول عفانة: بمجرد أن تأكد نبأ قرب الاتفاق وسمعت بأني سأعود إلى منزلي في منطقة الفالوجا، لم أعد أستطيع ترتيب الأمور ولا أنكر أنني تلخبطت وكيف لي العودة ومعي كل هؤلاء الأطفال والنساء وأين سأعيش.
يسكن عفانة في خيمة كبيرة مع نحو 20 فرداً من أسر أبنائه في منطقة الزوايدة والتي وصل إليها قبل عدة أسابيع بعد أن نزح من منطقة غزة قبيل قيام قوات الاحتلال بتوسيع العدوان.
وكان قد نزح إلى وسط القطاع في أعقاب التهديدات التي أطلقها الاحتلال بالهجوم على مدينة غزة.
وأضاف لـ"الأيام": قد تنتهي مراحل النزوح هذه المرة وتنتهي مرحلة العدوان من الاحتلال لكننا نتوقع أن نخوض حرباً جديدة لكن هذه المرة مع ما خلفه الاحتلال والعدوان من موت ودمار.
وأوضح عفانة أنه يعلم أنه لن يعود لجدران ونوافذ منزله مثلما كان يتوقع قبل أن يعلم بقيام جرافات الاحتلال بتجريف مكان منزله وخيمته، مشيراً إلى أنه قد يعود إلى كومة ركام أو ساحة مجرفة وخالية حتى من ذكريات المنزل الذي أنشاه قبل 25 عاماً.
ويتابع غالبية النازحين في قطاع غزة أنباء الإعلان عن قرب الاتفاق بوقف العدوان بكثير من الارتياح والفرحة لكن هذه الفرحة وصفت بأنها منقوصة وبشكل كبير بحسب المواطن حسام الطنة (42 عاماً) الذي ينزح في مدرسة "الرازي" في مخيم النصيرات للاجئين.
وقال الطنة لـ"الأيام": نعم قد تكون الحرب انتهت وسأحمل حقائبي وأعود إلى ركام البناية التي كنت أعيش فيها مع إخوتي وأسرهم، وسأكون سعيداً وأنا أحضن أشقائي وأبناءهم وجيراني الذين نجوا من المجزرة التي وقعت في حي الزيتون شرق مدينة غزة.
من جانبه بدأ الشاب رياض المناصرة (33 عاماً) في جمع أغراضه وتجهيزها في حقيبة سيحملها على ظهرة وسيكون أول العائدين إلى منزله في حي الشجاعية في مدينة غزة.
قال المناصرة لـ"الأيام" إنه ترك ذويه وأهله بغزة والذين مروا بفترة صعبة من التنقل والنزوح داخل أحياء المدينة واستشهد والداه بينما هو كان ينزح في منطقة الزوايدة برفقة زوجته وأبنائه.
وأضاف: إذا سارت الأمور كما هو معلن ومتفق سأكون وزوجتي من أوائل العائدين من النزوح وسأتوجه إلى مكان منزل العائلة لأحتضن إخوتي ونقيم بيت عزاء لوالدينا اللذين استشهدا أثناء محاولتهما النزوح قبل عدة أسابيع.

 

وقف شلال الدم
"لا يهمني كثيراً إلى أين سأعود بعد طول فترة النزوح ما يهمني هو وقف القصف والقتل" بهذه الكلمات عبرت المسنة أم سعيد (64 عاماً) التي فقدت خمسة من أبنائها وأحفادها في مجزرة وقعت في مدينة غزة مطلع الشهر الماضي.
وأضافت أم سعيد: مات ثلاثة من أولادي واثنان من أحفادي وأصيب عدد آخر منهم بجروح وكل يوم بنسمع بموت ناس، معربة عن أملها في وقف الحرب للأبد كي يتوقف شلال الدم والدمار.
وأوضحت في سياق حديثها لـ"الأيام": أن منزل عائلتها دمر بالكامل ولن تأمل إلا بمساحة صغيرة لتقيم عليها خيمة بجوار الركام.

 

0 تعليق