"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان المتواصل على القطاع - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب محمد الجمل:

 

رصدت "الأيام" مجموعة جديدة من المشاهد التي توثق جرائم الاحتلال المستمرة في قطاع غزة، في ظل تواصل العدوان والمجازر والحصار، منها مشهد يرصد سقوط نحو 105 شهداء منذ دعوة ترامب لوقف الهجمات بغزة، ومشهد آخر بعنوان "الممرضة الهمص.. مصير مجهول"، ومشهد ثالث يرصد صدمة المواطنين بعد الاطلاع على تفاصيل خرائط الانسحاب الإسرائيلية من القطاع، وفق الخطة الأميركية لإنهاء الحرب.

 

105شهداء منذ دعوة ترامب لوقف الهجمات بغزة
لا يزال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يتواصل، والقصف والغارات والمجازر لا تتوقف، خاصة في مدينة غزة، بينما يواصل الاحتلال قصف العمارات السكنية، والبنايات الكبيرة، في وقت يستمر فيه حصار المدينة، ومنع وصول الطعام والمساعدات، والمواد الأساسية للمدينة، واستمرار الضغط على المواطنين في المدينة لدفعهم إلى النزوح، من خلال القصف، وإصدار بيانات تحذير بشكل شبه يومي تُطالب بإخلاء المدينة.
كما يمنع الاحتلال وصول الإمدادات الطبية عن المدينة، ويواصل إجبار المستشفيات على وقف الخدمة، وتضطر مستشفيات أخرى مثل مستشفى الشفاء على العمل في ظل خطر شديد وظروف عصيبة.
كما واصل الاحتلال في الأيام الماضية استهداف طالبي المساعدات في مناطق متفرقة من القطاع، خاصة جنوبه ووسطه، ما أوقع المزيد من الضحايا، مع استمرار استهداف كل من يحاولون العودة لبيوتهم.
ويستمر الاحتلال في سيطرته الكاملة على أكثر من 80% من مساحة القطاع، منها محافظة رفح بالكامل، ومحافظة شمال القطاع، ونحو 75% من مساحة مدينة خان يونس، وتُسيطر طائراته على أجواء القطاع بشكل كامل.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن الاحتلال واصل عدوانه على القطاع، غير آبهٍ بدعوات وقف إطلاق النار التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولا بالرد الإيجابي الذي قُدّم على المقترح.
فمنذ فجر السبت الماضي وحتى نهاية أول من أمس الأحد، نفّذ الاحتلال أكثر من (131) غارة جوية ومدفعية استهدفت مناطق مكتظة بالسكان المدنيين والنازحين في مختلف محافظات القطاع، وارتكب مجازر واضحة، ما أسفر عن سقوط (94) شهيداً من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، ومن بينهم (61) شهيداً في مدينة غزة وحدها، بينما تخطى عدد الشهداء بنهاية يوم أمس حاجز الـ 105 شهداء.
وأكد المكتب الإعلامي أن هذه الجريمة المتواصلة تندرج في إطار جريمة الإبادة الجماعية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، وتؤكد أن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل الدعوات الدولية للتهدئة، ويصرّ على مواصلة القتل الممنهج للمدنيين وتدمير مقومات الحياة في القطاع.
وحمل المكتب الإعلامي الاحتلال كامل المسؤولية عن هذه الجرائم، داعياً الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي للتحرك الجاد والفعلي والعاجل لوقف العدوان وترسيخ المعنى الحقيقي لوقف الحرب في القطاع.

 

الممرضة الهمص.. مصير مجهول
مضت عدة أيام على حادثة اختطاف الممرضة الشابة تسنيم مروان الهمص، ابنة المسؤول بوزارة الصحة بغزة الدكتور المُختطف مروان الهمص، وما زال مصيرها مجهولاً حتى اللحظة، ولا يُعرف مكانها.
ووفق مصادر محلية وشهود عيان، فإن مركبة تحمل عفشاً وأثاث منزل، توقفت قبالة النقطة الطبية التي تعمل فيها الهمص بمواصي خان يونس، وبمجرد وصولها النقطة الطبية ترجل المسلحون من الشاحنة، وقاموا باختطافها، ونقلها إلى جهة مجهولة.
وأكدت مصادر متطابقة أنها الحادثة الأولى منذ بداية العدوان التي يتم خلالها اختطاف شابة في ظروف مماثلة، دون معرفة مصيرها.
وحمل "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان"، إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة الممرضة الهمص، بعد اختطافها وإخفائها قسراً.
ووفق تحقيقات المرصد، فإن مسلحين على متن شاحنة صغيرة اعترضوا طريق الهمص أمام النقطة الطبية التي تعمل بها في مواصي خان يونس، واختطفوها نحو منطقة تابعة للسيطرة الإسرائيلية شمال رفح.
وأضاف المرصد إن فريقه قابل شهود عيان على جريمة الاختطاف، وتوثّق من مسؤولية الجيش الإسرائيلي أو الميليشيات التابعة له عنها، وهذا يؤكده انسحاب الخاطفين نحو منطقة تقع تحت سيطرة الجيش، ما يؤكد المسؤولية الإسرائيلية عن الجريمة، سواء بصفتها الجهة المنفّذة أو التي قدمت الدعم العسكري واللوجستي.
وأوضح المرصد أن المنظمات المعنية لم تتلقَ من السلطات الإسرائيلية أي معلومات عن مصير الممرضة المختطفة أو مكان احتجازها.
وعبر المرصد عن قلقه الشديد خشية تعرض الممرضة "تسنيم" ووالدها الطبيب "مروان"، إلى تعذيب جسدي ونفسي في ظلّ إخفاء مكان احتجازهما وحظر تواصلهما مع العالم الخارجي.
وطالب المرصد اللجنةَ المعنية بحالات الإخفاء القسري بالتحرك الفوري لمساءلة إسرائيل عن مكان احتجاز الممرضة الهمص ووالدها، وضمان الإفراج الفوري عنهما.
وأصدرت عائلة الهمص بياناً عبرت فيه عن غضبها الشديد بعد حادثة اختطاف ابنتهم تسنيم، محملين الاحتلال المسؤولية عن الحادثة.

 

خارطة الانسحاب تشكل صدمة للمواطنين
شملت الخارطة التي نشرتها الإدارة الأميركية، لمراحل انسحاب الاحتلال من القطاع، صدمة للمواطنين، لما تتضمنه من بقاء طويل في بعض المناطق في القطاع، وتأخير الانسحاب من مناطق أخرى.
ووفق الخارطة المذكورة فإن الانسحاب الإسرائيلي من القطاع سيكون على 3 مراحل، الأولى انسحاب جزئي من بعض المدن، وبقاء الاحتلال في مناطق واسعة من القطاع، منها رفح، ومناطق واسعة من مدينة غزة وشمال وشرق القطاع كاملاً.
أما المرحلة الثانية فتمثل تراجعاً إضافياً لقوات الاحتلال من مناطق أخرى، مع استمرار سيطرة الجيش الإسرائيلي على نصف مدينة رفح، وكامل محافظة شمال القطاع، وبعض أحياء شرق قطاع غزة، بينما المرحلة الثالثة ستشهد انسحاباً آخر، مع تواجد دائم للاحتلال في ثلاث مناطق، وهي: محور صلاح الدين الحدودي مع مصر جنوب رفح، ومنطقة عازلة بعمق يصل إلى 1 كيلومتر شمال وشرق القطاع، وتلة المناطق التي تشرف على أحياء شرق مدينة غزة، وهي أعلى منطقة في المحافظة.
وأكد مواطنون أن ما يحدث كارثة، خاصة أنه لا توجد ضمانات لتنفيذ إسرائيل مراحل الانسحاب الثلاثة، وربما ترفض تنفيذ الاتفاقات وتبقى في القطاع، كما حدث في جنوب لبنان.
ويقول المواطن عبد الله جراد، إنه وفق الخارطة التي شاهدها، فلن يعود إلى بيته وأرضه شرق مدينة رفح، إلا بعد المرحلة الثالثة من الانسحاب، ما يعني أنه أمام مرحلتين قد يتخللهما الكثير من العراقيل والتعنت الإسرائيلي، وقد لا تحدث أساساً.
وأكد أنه شعر بصدمة كبيرة حين شاهد الخارطة المذكورة، ويتمنى على المفاوضين الفلسطينيين الضغط من أجل تعديلها، فلا يمكن القبول بالخارطة الحالية.
بينما قال المواطن شريف مصطفى، إنه وفق الخارطة المذكورة، فلا عودة لبيته وحيه في مخيم يبنا جنوب رفح، نظراً لأنه بيته يقع على بعد 500 متر فقط من محور صلاح الدين "فيلادلفيا"، الذي ينوي الاحتلال البقاء فيه، ما يعني أنه سيقضي سنوات طويلة من النزوح والعيش في خيمة.
وكان الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" قال في وقت سابق "بعد مناقشات، وافقت إسرائيل على خط الانسحاب الأولي، الذي عرضناه وأطلعنا حماس عليه، وعندما توافق حماس على ذلك، سيدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فوراً".
وأضاف إنه بعد ذلك "سيبدأ تبادل الأسرى وسنهيئ الظروف للمرحلة التالية من الانسحاب، والتي ستقربنا من نهاية هذه الكارثة التي استمرت 3 آلاف عام".

 

0 تعليق