رام الله – "الأيام": وثقت مشافي قطاع غزة سقوط 67,160 شهيداً، و169,679 مصاباً خلال عامين من حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة، بينما لا يزال مصير أكثر من 9500 مواطن مجهولا، يعتقد أن العديد منهم تحت أنقاض نحو 190,115 مبنى مدمراً، في وقت لا يزال طلاب قطاع غزة محرومين من الدراسة للعام الدراسي الثالث على التوالي.
فقد قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أمس، إن عدد المباني المتضررة نتيجة العدوان المتواصل على قطاع غزة منذ 07/10/2023 وحتى 08/07/2025، بلغ نحو 190,115 مبنى، منها 102,067 مبنى مدمراً بشكل كامل، وهو الضِّعف مقارنة بما كانت عليه في العام الأول من العدوان.
وأوضح الجهاز في بيانه، أن عدد المباني المتضررة بشكل متوسط، جراء العدوان، بلغ في الفترة ذاتها، نحو 41,895 مبنى، فيما بلغ عدد الوحدات السكنية المتضررة منذ 07/10/2023 وحتى 27/09/2025 نحو 330,500 وحدة سكنية.
وبين أن التقييمات الأولية تشير إلى أن أكثر من 85% من مرافق المياه والصرف الصحي وأصولها في قطاع غزة قد خرجت عن الخدمة كلياً أو جزئياً جراء العدوان، بتكلفة إعادة تأهيل تقديرية تتجاوز 1.5 مليار دولار. ويشمل ذلك محطات المعالجة والتحلية والضخ، والآبار، والخزانات، وخطوط النقل، وشبكات المياه والصرف الصحي. ما أدى إلى تراجع حاد في معدلات التزوّد بالمياه لتتراوح بين 3–5 لترات فقط للفرد يومياً؛ أي أقل بكثير من الحد الأدنى الإنساني المقدر بحوالى 15 لتراً وفق معايير منظمة الصحة العالمية.
وفيما يتعلق بالشق الاقتصادي، أشار "الإحصاء"، في تقرير صدر عنه، مؤخراً، حول النتائج الأساسية للحسابات القومية الربعية للربع الثاني 2025، إلى أن التقديرات الأولية تشير إلى تراجع حاد في الناتج المحلي الإجمالي في فلسطين خلال الربع الثاني من العام 2025 بالمقارنة مع الربع المناظر من العام 2023، حيث سجلت معظم الأنشطة الاقتصادية في فلسطين تراجعاً حاداً في القيمة المضافة.
وأشار إلى أن نشاط الإنشاءات في قطاع غزة سجل تراجعاً بنسبة بلغت 98% بينما تراجع نشاط التعدين، والصناعة التحويلية والمياه والكهرباء بنسبة 94% ونشاط الزراعة والحراجة وصيد الأسماك بنسبة 93% ونشاط تجارة الجملة والتجزئة بنسبة 91%.
وفيما يتعلق بأعداد الشهداء، قال مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة استناداً إلى ما توثقه المشافي في قطاع غزة، إن عدد الشهداء الذين نقلت جثامينهم إلى المستشفيات وجرى توثيقهم بلغ 64300 شهيد، بينهم أكثر من 20 ألف طفل، وأكثر من 450 مولودا وُلدوا واستشهدوا خلال الحرب، مشيرا إلى أن من بين الشهداء 12500 شهيدة، منهن 8990 أمّا فقدن حياتهن مع أطفالهن.
وبخصوص الطواقم المهنية والخدمية، فقد أكد استنادا إلى المعطيات نفسها استشهاد 1670 من الكوادر الطبية، و139 من عناصر الدفاع المدني، 252 صحافيا، إضافة إلى أكثر من 780 شرطيا وعنصر أمن مساعدات، و860 رياضيا.
وفيما يتعلق بتداعيات العدوان على القطاع الصحي، أكد وفاة 41% من مرضى الكلى نتيجة انعدام الغذاء والرعاية الصحية، مشيرا إلى توثيق أكثر من 12 ألف حالة إجهاض بسبب الحصار الصحي والغذائي، في حين استشهد 17 نازحا بسبب البرد القارس، منهم 14 طفلا.
وبخصوص الواقع الصحي في غزة، فقد أكد تضرر البنية التحتية والخدمات الأساسية بشكل بالغ، بعد قصف أو إخراج 38 مستشفى و96 مركز رعاية صحية عن الخدمة، واستهداف 197 سيارة إسعاف خلال عمليات الطوارئ.
وعلى الصعيد التعليمي، خلّفت الحرب على غزة أكثر من 25,000 طفل ما بين شهيد وجريح، منهم ما يزيد على 10,000 من طلبة المدارس، وسط تدمير 90% من مباني المدارس الحكومية البالغ عدد أبنيتها 307 وفق معطيات وزارة التربية والتعليم العالي.
وأكدت الوزارة أن غالبية المدارس التي تديرها "الأونروا" في قطاع غزة، تحولت إلى مراكز إيواء للنازحين، تعرضت 70% منها للقصف، ودُمر بعضها بالكامل، وتضررت أخرى بشكل كبير.
ولفتت إلى أن العدوان يواصل حرمان 788 ألف طالب في قطاع غزة من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم، للعام الدراسي الثالث على التوالي بينهم أكثر من 58 ألفا كان يُفترض أن يلتحقوا بالصف الأول في العام الدراسي 2024-2025، والعدد نفسه الذي كان يفترض أن يلتحقوا بالصف الأول في العام الدراسي 2025-2026.
وعلى الصعيد الصحافي، وثقت بيانات لجنة الحريات التابعة لنقابة الصحافيين الفلسطينيين، أول من أمس، استشهاد 252 شهيدا، منذ بدء العدوان وتدمير جيش الاحتلال أكثر من 150 مكتبا ومؤسسة إعلامية منذ العام 2023، بما في ذلك مكاتب تم استصلاحها.
0 تعليق