اللطف الخفي - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حين يتفكر المؤمن بحاله وأحواله وبما تتقلب به الأيام والليالي؛ يدرك اللطف الخفي للخالق العظيم سبحانه، الذي لا يراه من هم حولك، ولكن يدركه القلب، ويوجه الجوارح للإحساس به. فكم من عبد زادت عليه هموم الدنيا، وعزم على السعي لتحقيق بعض ما يتمنى؛ فيأخذ بكل الأسباب، ويرى مراده عظيم المنال، وشيء من المحال، ويأتي اللطف الخفي من الله سبحانه وتقضى حاجته، فيظن الجاهل أنه أعطى الأمر أكثر مما يستحق، ويدرك المؤمن أنه لولا اللطف الخفي والتوفيق والعون من الله لما تم أمره وقضيت حاجته.

كم من محب تعرض المقربون إليه إلى حوادث عديدة لا ينجو منها بمقاييس البشر أحد، فيحيطه اللطف الخفي والرعاية والعناية فيدفع الرحمن عنه السوء ويرده إلى أحبابه سليماً معافى.

حين التأمل في اللطف الخفي ننسى كل قوانين العلوم الإنسانية، فالنار لم تحرق إبراهيم عليه السلام، وزمزم تفجر من تحت إسماعيل عليه السلام بوادٍ غير ذي زرع، وخير الخلق أجمعين حفظه الله في الغار وفي الإسراء والمعراج في رحلته بين السماوات.

عظمة لا يدركها البشر، وفضل لا غنى للخلائق عنه، ورحمة وسعت كل شيء؛ ذلك هو لطف الله اللطيف الخبير بالعالمين والخلق أجمعين وليس فقط بعباده المؤمنين الموحدين.

جعلنا الله وإياكم ممن يتفكر ويدرك لطفه، ويتعلق به سبحانه، فيرى عظيم رحمته وتمام رضاه.

أخبار ذات صلة

 

0 تعليق