التصنيع والسياحة والنقل والتجارة الرقمية ركيزة التعاون
أبوظبي ودبي والشارقة تمتلك صناديق استثمارية فاعلة
أكد عبد الله بن طوق المري، وزير الاقتصاد والسياحة، ورئيس إنفستوبيا، أن دول أوروبا الوسطى، تمتلك قدرات نوعية في الوصول إلى رأس المال والخدمات اللوجستية والأسواق، فيما توفر الإمارات بنية تحتية متقدمة وربطاً عالمياً واسعاً يضع أساساً متيناً لبناء الجسر الاقتصادي المستهدف بين الجانبين.
وأوضح، خلال جلسة جمعته مع ميلون زوجوفيتش، نائب رئيس الوزراء لشؤون البنية التحتية والتنمية الإقليمية في حكومة جمهورية الجبل الأسود، ضمن فعاليات «منتدى انفستوبيا الاستراتيجي الاقتصادي بين دولة الإمارات ودول أوروبا الوسطى والشرقية»، أن أوروبا الوسطى تقدم فرصاً مهمة في مجالات التصنيع والمهارات والتكامل ضمن سوق الاتحاد الأوروبي الموحدة، مشيراً إلى أن الدول التي يشملها نطاق التعاون تشمل الجبل الأسود والمجر وكرواتيا وصربيا ورومانيا وبولندا، باعتبارها أهم الأسواق ذات القدرات التكاملية.
وأضاف أن التعاون بين الإمارات ودول أوروبا الوسطى يرتكز على قطاعات التصنيع والسياحة والنقل والتجارة الرقمية، مؤكداً أن العلاقات الاقتصادية بين الجانبين تستند إلى سهولة ممارسة الأعمال وحركة المواهب والقدرة على التوسع التجاري والاستثماري.
وأشار إلى أن بولندا برزت كقوة اقتصادية صاعدة، حيث تجاوز ناتجها المحلي الإجمالي تريليون دولار ودخلت قائمة أكبر 20 اقتصاداً عالمياً، فيما تعد المجر نموذجاً مهماً في مجالات التصنيع واللوجستيات والصناعات الرقمية وشريكاً واعداً للمستثمرين الإماراتيين.
منصة رئيسية
وأكد أن الإمارات تمثل منصة رئيسية للصناعات الأوروبية بفضل دورها كمركز لوجستي متقدم للاستيراد والتصدير والعبور نحو أسواق إفريقيا وشمال إفريقيا، مشيراً إلى أن أبوظبي ودبي والشارقة تمتلك صناديق استثمارية فاعلة تدعم مشاريع الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتخزين، إضافة إلى توسع استثمارات شركة مصدر في أوروبا الوسطى.
وفي ملف الأمن الغذائي، أوضح أن الإمارات تستورد 90% من غذائها وتعمل على خفض النسبة إلى 60%، مشيراً إلى إطلاق «اقتصاد المجموعات الاقتصادية الإماراتية»، الذي يضم 5 مجموعات رئيسية تشمل الغذاء ومعالجة الأغذية والسياحة والخدمات المالية والبيانات وتحليلات البيانات والفضاء والدفاع، مع وجود ما بين 60 و70 عضواً ضمن مجموعة الغذاء ومعالجة الأغذية.
إزالة الكربون
وفي جانب التحول الأخضر، أكد أن الإمارات تسهم بنسبة 0.63% فقط من الانبعاثات العالمية، وتعمل على دعم الجهود الدولية لإزالة الكربون من خلال مبادرات صناعية خضراء، من بينها «منطقة الابتكار الاخضر» في إكسبو دبي كمجمع صناعي خفيف يعتمد الطاقة المتجددة بالكامل، مشيراً إلى أهمية المعادن الحيوية اللازمة للتحول الأخضر مثل النيكل والنحاس والليثيوم.
ولفت إلى أن الإمارات تمتلك قدرات صناعية كبيرة في مجال معالجة المواد، حيث تعالج الذهب رغم عدم وجود مناجم محلية، وتعالج البوكسيت لإنتاج الالمنيوم دون وجود مناجم بوكسيت، إضافة إلى صناعة الشوكولاتة رغم عدم وجود مزارع كاكاو، ما يعزز تنافسيتها في سلاسل التوريد العالمية.
واختتم عبد الله بن طوق مؤكداً أن العالم يتجه نحو ممرات اقتصادية إقليمية جديدة، وأن التعاون بين الإمارات ودول أوروبا الوسطى والشرقية يمثل فرصة استراتيجية لتعزيز الشراكات وتطوير سلاسل التوريد وتحقيق التكامل الاقتصادي بين الجانبين.
ممرات اقتصادية
من جهته، أكد ميلون زوجوفيتش أن العقد الأخير شهد تحولاً في مراكز الثقل الاقتصادي العالمي من أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية نحو آسيا والشرق الأوسط، وهو ما يعزز أهمية إنشاء ممرات اقتصادية جديدة تربط هذه المناطق ببعضها.
وأوضح أن اقتصادات أوروبا الوسطى ليست كما كانت قبل عشر سنوات، وأن التحول نحو الشرق الأوسط وآسيا بات واضحاً، مؤكداً أن الإمارات تلعب دوراً استراتيجياً في هذا المشهد.
وقال إن الجبل الأسود، رغم صغر حجمه وعدد سكانه البالغ نحو نصف مليون نسمة، يمتلك إمكانات كبيرة للنمو، ويتطلع إلى بناء علاقات اقتصادية أوسع مع الشرق الأوسط، لا سيما في ظل النجاحات الاقتصادية التي حققتها دولة الإمارات.
الطرق السريعة
وأوضح أن بلاده تعمل على خطة لإنشاء 600 كيلومتر من الطرق السريعة لربط الجبل الاسود ببلغراد والمجر، إلى جانب تطوير خطوط السكك الحديدية لربط البلاد بأوروبا، لافتاً إلى أن موقعها بين الشرق والغرب يمنحها فرصة لتكون جسراً اقتصادياً بين المنطقتين، مؤكداً أن قطاع السياحة يشكل ركيزة للنمو، حيث تستقبل البلاد نحو 3 ملايين سائح سنوياً رغم أن عدد سكانها لا يتجاوز 600 ألف نسمة، كما تمتلك البلاد شريطاً جغرافياً بطول 50 كيلومتراً يتيح سياحة صيفية وشتوية في الوقت نفسه.
كما اكد وجود فرص كبيرة في قطاع الطاقة المتجددة، مشيراً إلى أن الجبل الاسود يتمتع بنحو 250 يوماً مشمساً سنوياً، إلى جانب وفرة الموارد المائية التي تدعم توليد الطاقة الكهرومائية، فضلاً عن كون أسعار الكهرباء في البلاد هي الأدنى في أوروبا، ما يجعل القطاع جاذباً للاستثمار.
وأشار زوجوفيتش إلى أن بلاده تتوقع الانضمام الكامل إلى الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2028، ما سيحول سوقها من نصف مليون نسمة إلى سوق يضم نصف مليار مستهلك، مؤكداً أن الاتفاقيات الثنائية مع الإمارات تشكل أساساً مهماً لبناء ممرات اقتصادية مستدامة.
وختم بدعوة الحضور إلى زيارة الجبل الأسود للاطلاع على الفرص الاستثمارية في السياحة والطاقة والزراعة والمدن الذكية، مؤكداً حرص بلاده على بناء شراكات صادقة ومستقرة مع دولة الإمارات.

0 تعليق