في خطوة غير متوقعة، أعلنت السلطات الفلبينية اليوم إلغاء الرئيس فيرديناند ماركوس جونيور لرحلته الرسمية إلى الولايات المتحدة، والتي كانت مقررة بين 19 و26 سبتمبر الجاري لحضور الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ووفقاً لقصر مالاكانيانغ، مقر الحكومة، سيتم تكليف وزيرة الخارجية ماريا ثيريزا لازارو بالمشاركة نيابة عن الرئيس في الاجتماعات المتعلقة بالأمم المتحدة.
يأتي هذا الإعلان في وقت حساس، حيث كان ماركوس قد أكد مشاركته في الجمعية العامة خلال أغسطس الماضي، بعد زيارة دولة إلى كمبوديا المقررة في أوائل سبتمبر.
وكانت الرحلة ستكون الزيارة السادسة لماركوس إلى الولايات المتحدة منذ توليه المنصب في 2022، وكان من المتوقع أن يلقي فيها خطاباً يدعم ترشيح الفلبين لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن الدولي للفترة 2026-2027، وهو هدف أعلن عنه لأول مرة في الدورة الـ77 للجمعية العامة عام 2022.
وتواجه الفلبين، التي تُعد أحد أكبر الاقتصادات في جنوب شرق آسيا مع عدد سكان يتجاوز 115 مليون نسمة، تحديات داخلية ملحة في السنوات الأخيرة، وتولى ماركوس الرئاسة في يونيو 2022، متعهدًا بتعزيز الاقتصاد ومكافحة الفساد، لكنه يواجه ضغوطًا متزايدة بسبب قضايا مثل مشاريع التحكم في الفيضانات الفاسدة، والتي أثارت تحقيقات برلمانية وتقارير إعلامية كشفت عن تضارب مصالح في شركات مرتبطة بأعضاء البرلمان.
وفي الـ15 من سبتمبر نفسه، أعلن ماركوس تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في مشاريع التحكم في الفيضانات والبنية التحتية خلال العقد الماضي، مما يشير إلى أن «القضايا المحلية» التي ذكرتها الحكومة قد تكون مرتبطة بهذه الأزمات.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني البلد من تأثيرات المناخ المتغير، حيث تسببت الفيضانات المتكررة في خسائر اقتصادية هائلة، وتوترات إقليمية في بحر الصين الجنوبي (المعروف محلياً ببحر الفلبين الغربي)، حيث تتنافس الفلبين مع الصين على السيادة الإقليمية.
وكانت الجمعية العامة من المفترض أن تكون منصة لماركوس للحديث عن قضايا مثل تغير المناخ، أمن الغذاء، السلام، وقانون البحار، بالإضافة إلى حماية العمال الفلبينيين في الخارج، ومع ذلك، يبدو أن الضغوط الداخلية، بما في ذلك التحقيقات الجارية والانتخابات المحلية القادمة، دفعته إلى إعطاء الأولوية للشؤون الوطنية.
يذكر أن هذا القرار يأتي في سياق الدورة الـ80 للجمعية العامة، التي تبدأ اجتماعاتها العامة في 23 سبتمبر، وتركز على الذكرى الـ80 للأمم المتحدة وإصلاح النظام الدولي متعدد الأطراف، وستمثل الفلبين، كدولة آسيوية-باسيفيكية، في المنافسة مع كيرغيزستان على مقعد في مجلس الأمن، ومن المتوقع أن تستمر جهود الدبلوماسية الفلبينية رغم غياب الرئيس.
أخبار ذات صلة
0 تعليق