سجلت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت مستويات إغلاق قياسية مرتفعة، الخميس، بعد يوم من خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة ربع نقطة مئوية، فيما ارتفع سهم شركة إنتل لصناعة الرقائق الإلكترونية بعد أن قررت إنفيديا زيادة حصتها في الشركة.
وحققت إنتل أكبر مكسب يومي لها منذ أكتوبر/ تشرين الأول 1987 بعد أن أعلنت إنفيديا أنها ستستثمر خمسة مليارات دولار في شركة صناعة الرقائق الإلكترونية الأمريكية المتعثرة. وانخفض سهم شركة أدفانسد مايكرو ديفايسز المنافسة.
وارتفعت أسهم إنفيديا، متعافية من خسائرها التي تكبدتها، الأربعاء عندما أفاد تقرير بأن شركات التكنولوجيا الصينية قد تتوقف عن شراء رقائقها.
وعززت هذه التحركات مؤشر أشباه الموصلات الأوسع نطاقا، كما رفعت المؤشر ناسداك، الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا، والمؤشر ستاندرد اند بورز 500 لقطاع التكنولوجيا.
إقرأ أيضاً: «إنفيديا» تستثمر 5 مليارات دولار في «إنتل»
وأكد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، أن ضعف سوق العمل يمثل أولوية وأشار إلى إمكان إجراء المزيد من التخفيضات في اجتماعات السياسة النقدية المقبلة.
وقال سام ستوفال، كبير استراتيجيي الاستثمار في (سي.إف.آر.إيه ريسيرش)، «نتطلع إلى دعم النمو الاقتصادي وتبرير التقييمات المبالغ فيها، واحتمال خفض أسعار الفائدة يساعد في ذلك».
وعند الإغلاق ارتفع ستاندرد اند بورز 30.92 نقطة، أو 0.47 بالمئة، إلى 6631.27 نقطة، وصعد ناسداك المجمع 207.17 نقطة، أو 0.93 بالمئة، إلى 22468.50 نقطة. وزاد المؤشر داو جونز الصناعي 130.07 نقطة، أو 0.28 بالمئة، إلى 46148.39 نقطة.
أسهم أوروبا تصعد بفضل قطاع الرقائق
اختتمت الأسهم الأوروبية تعاملات، الخميس على ارتفاع قوي بدعم من قطاع الرقائق واستئناف دورة تيسير السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وأغلق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي على ارتفاع 0.79 بالمئة عند 554.97 نقطة، مع ارتفاع مؤشر التكنولوجيا الأوسع نطاقا 4.1 بالمئة، وهو أكبر تقدم يحرزه في يوم واحد منذ 23 أبريل.
وتلقى القطاع دعما من أسهم أشباه الموصلات الأوروبية التي اقتفت أثر نظيراتها في وول ستريت بعد إعلان إنفيديا خطط لاستثمار خمسة مليارات دولار في نظيرتها المتعثرة (إنتل).
وقفز سهم شركة (بي.إي لأشباه الموصلات) 7.9 بالمئة، في حين زاد سهما مصنعي المعدات (إيه.إس.إم.إل) و(إيه.إس.إم.آي) 7.7 بالمئة و8.7 بالمئة على التوالي.
وجاءت المكاسب مدعومة أيضا بقرار مجلس الاحتياطي الليلة الماضية خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية كما كان متوقعا، وهي أول خطوة تيسير نقدي يتخذها البنك منذ ديسمبر.
وتوقع البنك المركزي الأمريكي إجراء مزيد من التخفيضات خلال اجتماعيه في أكتوبر تشرين الأول وديسمبر كانون الأول، وسط تركيز على ضرورة وقف التدهور المتزايد في سوق العمل.
وفي أوروبا، أبقى بنك إنجلترا على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند أربعة بالمئة بعد تخفيضه الشهر الماضي بمقدار ربع نقطة مئوية. وارتفع المؤشر فاينانشال تايمز 100 البريطاني 0.2 بالمئة.
واقتقى البنك المركزي النرويجي أثر مجلس الاحتياطي الأمريكي في إجراء خفض بمقدار ربع نقطة مئوية، متوقعا تباطؤ وتيرة التيسير النقدي في المستقبل.
وأسهم أيضا في تحركات المؤشر ستوكس 600 قطاع السلع الفاخرة الأوسع نطاقا الذي صعد 1.8 بالمئة، إلى جانب مؤشر شركات تصنيع السيارات الذي صعد 1.2 بالمئة.
ومع ذلك، انخفض سهم مجموعة (إس.آي.جي) بنسبة 24.3 بالمئة بعد إصدار مجموعة التعبئة والتغليف السويسرية تحذيرا من الأرباح لعام 2025 وتعليق توزيعات الأرباح النقدية.
واستمر التوتر السياسي في فرنسا أيضا بعد أن اجتاحت البلاد احتجاجات مناهضة للتقشف اليوم، وطالب المحتجون الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الجديد سيباستيان لوكورنو بإلغاء إجراءات مقترحة في الموازنة.
تراجع أسعار النفط عند التسوية لمخاوف تتعلق بالاقتصاد الأمريكي
انخفضت أسعار النفط عند التسوية، الخميس مع قلق المستثمرين إزاء توقعات تتعلق بالاقتصاد الأمريكي، وذلك بعد يوم من خفض أسعار الفائدة للمرة الأولى هذا العام.
ونزلت العقود الآجلة لخام برنت عند التسوية 51 سنتا أو 0.8 بالمئة إلى 67.44 دولار للبرميل في حين انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 48 سنتا أو 0.8 بالمئة ليصل إلى 63.57 دولار.
وخفض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة ربع نقطة مئوية، الأربعاء وأشار إلى أنه سيخفض تكاليف الاقتراض بشكل مطرد خلال الفترة المتبقية من العام، مع استجابة صناع السياسات لمؤشرات الضعف في سوق العمل.
وعادة ما يحفز انخفاض تكاليف الاقتراض زيادة الطلب على النفط بما يرفع الأسعار.
وقال خورخي مونتيبيك المدير في أونيكس كابيتال جروب «لقد فعلوا ذلك الآن لأن الاقتصاد يتباطأ بشكل واضح... يحاول الاحتياطي الاتحادي إعادة تحفيز النمو».
وتراجع عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانة البطالة الأسبوع الماضي، لكن سوق العمل شهدت تدهورا مع انخفاض الطلب وأيضا المتاح من القوة العاملة.
استمرار تخمة المعروض
وتعرضت السوق لضغوط أيضا مع استمرار تخمة المعروض وضعف الطلب على الوقود في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، الأربعاء أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة تراجعت بشدة الأسبوع الماضي مع تراجع صافي الواردات إلى مستوى قياسي منخفض، في حين قفزت الصادرات إلى أعلى مستوى في عامين تقريبا.
ومع ذلك، أثار ارتفاع مخزونات نواتج التقطير أربعة ملايين برميل، مقابل توقعات السوق البالغة مليون برميل، القلق بشأن الطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم، وهو ما ضغط على الأسعار.
وتوقع طارق الرومي وزير النفط الكويتي، الخميس زيادة الطلب على النفط بعد خفض أسعار الفائدة الأمريكية، مع توقع ارتفاع الطلب من الأسواق الآسيوية بشكل خاص.
والكويت عضو في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك).
وفي قطر، وهي أيضا عضو في أوبك، رفعت شركة قطر للطاقة المملوكة للدولة سعر بيع العقود محددة المدة لخام الشاهين تحميل نوفمبر تشرين الثاني إلى أعلى مستوى في ثمانية أشهر.
وقالت إسرائيل اليوم إنها شنت غارات جوية جديدة على أهداف عسكرية تابعة لـ«حزب الله» في جنوب لبنان وقالت إنها لمنع الجماعة من معاودة بناء قدراتها في المنطقة.
الذهب يتراجع إلى 3643 دولاراً للأونصة
انخفضت أسعار الذهب، الخميس بسبب جني الأرباح بعد ارتفاعها لمستوى قياسي في الجلسة السابقة، في وقت تقيم فيه الأسواق موقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن خفض أسعار الفائدة مرات أخرى.
وبحلول الساعة 1751 بتوقيت جرينتش، نزل الذهب في المعاملات الفورية 0.4 بالمئة إلى 3643.40 دولار للأوقية (الأونصة).
وتراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر كانون الأول 1.1 بالمئة إلى 3678.30 دولار عند التسوية.
وكانت التداولات متقلبة في الجلسة السابقة حين لامست الأسعار في المعاملات الفورية مستوى قياسيا عند 3707.40 دولار لفترة وجيزة قبل أن تتراجع عنه.
وصعد مؤشر الدولار 0.5 بالمئة، مما يجعل السلع الأولية المقومة به أعلى تكلفة لحائزي العملات الأخرى.
وقال بيتر جرانت نائب رئيس شركة زانر ميتالز وكبير خبراء المعادن فيها «كان هناك بعض الالتباس إزاء تصريح باول بأن خفض أسعار الفائدة هو إجراء لإدارة المخاطر، ودفعت حالة عدم اليقين هذه إلى جني الأرباح».
وأضاف «لكنني أعتقد أن اتجاه الذهب الصعودي على المدى الطويل لا يزال قائما، وأن التراجع عن أعلى مستوى على الإطلاق سجله أمس هو تراجع تصحيحي بطبيعته... في كل مرة يصل فيها الذهب إلى أعلى مستوى جديد، يعزز ذلك من مصداقية هدف أربعة آلاف دولار».
ملاذ آمن
وعادة ما ينظر للذهب الذي لا يدر عائدا على أنه ملاذ آمن خلال فترات الضبابية الجيوسياسية والاقتصادية، ويميل إلى الانتعاش في ظل انخفاض أسعار الفائدة. وقفز 39 بالمئة تقريبا هذا العام.
وأكد محللون من شركة إس.بي إنجيل في مذكرة أن المحرك الرئيسي الحالي وراء ارتفاع أسعار الذهب هو تنويع البنوك المركزية في دول مجموعة بريكس، وخاصة الصين، للاحتياطيات الدولارية.
وجاء في المذكرة «من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه مما يدعم أسعار الذهب».
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، صعدت الفضة في المعاملات الفورية 0.3 بالمئة إلى 41.78 دولار للأوقية، وزاد البلاتين 1.6 بالمئة إلى 1384.95 دولار، وارتفع البلاديوم 0.5 بالمئة إلى 1160.25 دولار.
0 تعليق