تسعى شركة نيسان موتور، بقيادة رئيسها التنفيذي الجديد إيفان إسبينوزا، إلى إعادة بناء أعمالها. يُعدّ تحديث تشكيلة سياراتها جزءا أساسيا من هذه المساعي، فضلًا عن استعادة ثقة العملاء الذين يطلبون أحدث التقنيات.
مستفيدةً من شراكتها مع «ويفي تكنولوجز» Wayve، الشركة الناشئة البريطانية في مجال الذكاء الاصطناعي والمدعومة من «سوفت بنك»، تستعد نيسان لإطلاق أحدث جيل من نظام «بروبايلت» ProPilot لمساعدة السائق خلال السنة المالية المنتهية في مارس 2028.
منافسة العملاق
تؤكد شركة صناعة السيارات اليابانية أن أحدث نسخة من تقنية مساعدة السائق لديها ستكون على قدم المساواة مع نظام القيادة الذاتية الكاملة من شركة تيسلا، والذي يتطلب، على الرغم من اسمه، إشرافًا وتدخلًا بشريين. في حين أن هذه الأنظمة لا تزال تُمثل مستوى استقلالية من المستوى الثاني - ما يعني أن الشخص يجب أن يكون دائمًا على أهبة الاستعداد لتولي القيادة - يُمثل نظام «بروبايلت» أفضل إنجاز لشركة نيسان في منافسة عملاق صناعة السيارات الكهربائية الأمريكية و«وايمو» التابعة لشركة «ألفابيت». في سباق تطوير السيارات ذاتية القيادة.
في حين أن الإصدارات السابقة من نظام «بروبايلت» من نيسان كانت قادرة على التنقل عبر الطرق السريعة الكبيرة، فإن الإصدار التالي سيكون قادرًا على التعامل مع شوارع المدن المعقدة باستخدام عدد أقل من الكاميرات والشاشات بفضل برنامج الذكاء الاصطناعي الذي طورته «ويفي» Wayve.
نظامنا أذكى
صرح تيتسويا إيجيما، المدير العام لقسم هندسة تكنولوجيا القيادة المساعدة في نيسان: «نعتقد أن نظامنا أذكى من نظام تيسلا FSD، ولكنه ليس بنفس مستوى جودة المنتج».
أعلنت «ويفي» في أبريل أنها ستتعاون مع نيسان، لتكون هذه هي المرة الأولى التي تُدمج فيها شركة كبرى لصناعة السيارات تقنية الذكاء الاصطناعي الخاصة بها في سيارات الإنتاج. كما اختارت الشركة الناشئة اليابان كموقع تالي لتوسعها العالمي، حيث تخطط لافتتاح مركز اختبار في يوكوهاما، فيما سيكون موقعها الرابع بعد المملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا. طُرحت تقنية «بروبايلت»من نيسان لأول مرة عام 2016، وساعدت في ضبط مركز المسار والحفاظ على مسافة آمنة من المركبات الأمامية. أما الإصدار الثاني منها، فقد أتاح القيادة بدون استخدام اليدين على الطرق السريعة في عام 2019.
لكن شركات صناعة السيارات اليابانية متأخرة كثيراّ عما يحدث في الصين. فهناك، تتطور تقنية سيارات الأجرة الآلية بشكل ملحوظ، وتتميز بقدرات قيادة ذاتية من المستوى الرابع على نطاق واسع في برامج تجريبية في مدن مثل بكين وشنغهاي.
الشركات الصينية
تقدم بعض الشركات الصينية بالفعل خدمات طلب سيارات أجرة بدون سائق، وتتوسع في الخارج، وخاصة في الشرق الأوسط. وتقود شركات رئيسية مثل «أبولو جو» و«بوني دوت أيه آي» Pony.ai التابعة لشركة «بايدو». هذا التطوير، بدعم من الاستثمارات الحكومية والجهود التنظيمية، مما يضع الصين في طليعة سوق سيارات الأجرة الآلية العالمية.
في حين أن العقبات التنظيمية تُمثل تحديًا لتقنية القيادة المساعدة أو ذاتية القيادة في معظم أنحاء العالم، إلا أنها صعبة بشكل خاص في اليابان، حيث تعني القوانين الصارمة أن جميع المركبات ستتطلب في الوقت الحالي إشرافًا بشريًا مستمرًا. لكن اليابان، شأنها شأن الصين، تواجه أيضًا مجموعة فريدة من الظروف الديموغرافية التي من شأنها أن تجعل القيادة بمساعدة الآخرين مفيدة. فعلى سبيل المثال، أدى شيخوخة سكانها وتناقص عددهم إلى ندرة سائقي سيارات الأجرة. ولذلك، تهدف نيسان إلى إطلاق خدمة مشاركة ركوب السيارات ذاتية القيادة في عام 2027. وفي وقت سابق من هذا العام، تعاونت شركة تويوتا موتور مع وايمو لاستكشاف فرص التعاون في مجال برمجيات القيادة الذاتية.
على الرغم من ضخ مليارات الدولارات من الاستثمارات في هذا القطاع، إلا أن القفزة إلى المستوى الخامس - أو القيادة الذاتية الكاملة - لا تزال بعيدة المنال. ومع ذلك، لا تزال نيسان متفائلة.
وقال إيجيما خلال اختبار قيادة نموذج أولي في طوكيو الأسبوع الماضي: «إن وعيها بالظروف المحيطة قريب من الوعي البشري. أعتقد أن هذه التقنية ستغير حياة الناس».
0 تعليق