كواليس الصفقة.. كيف انتزع ترمب اتفاق غزة من نتنياهو وحماس؟ - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف


خلف الإعلان الدرامي الذي شهده العالم عن التوصل لاتفاق بشأن غزة، والذي بدأ بقصاصة ورقية همس بها وزير الخارجية في أذن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، كانت هناك جهود دبلوماسية مكثفة ومعقدة.

ويكشف تقرير لوكالة "فرانس برس" أن الرئيس الأمريكي استخدم أسلوباً فريداً يجمع بين الضغط الخاص والتحركات العلنية المفاجئة لإجبار كل من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحركة حماس على القبول بالاتفاق.

الضغط على نتنياهو.. خطة بمشاورات عربية

على عكس الدعم المطلق الذي أظهره علناً، مارس ترمب ضغوطاً كبيرة على حليفه نتنياهو في الكواليس.

بدأت هذه الضغوط من خطته نفسها المكونة من 20 بنداً، والتي قدمها له بعد مشاورات معمقة مع قادة دول عربية وإسلامية على هامش اجتماعات الأمم المتحدة.

وعندما عُرضت الخطة على نتنياهو، وجد فيها نقاطاً اعتبرها غير مقبولة، وعلى رأسها ما يتعلق بإنشاء دولة فلسطينية. وبهذا، وضع ترامب حليفه أمام خطة مدعومة عربياً يصعب رفضها بالكامل.

استثمار الموقف العربي الموحد
استغل ترمب بذكاء الموقف العربي الموحد الذي ندد بهجوم "إسرائيل" على قطر، حليفة الولايات المتحدة، في وقت كانت فيه المفاوضات حساسة. وبدلاً من الانحياز لتل أبيب، استخدم هذا الموقف لدفع العرب للقبول بخطته، ثم فاجأ نتنياهو بجعله يتصل بأمير قطر لتقديم الاعتذار.

وعقب ذلك مباشرة، وقّع ترامب على مرسوم تنفيذي يمنح قطر ضمانات أمنية أمريكية، في خطوة عززت ثقة الحلفاء العرب وأظهرت لنتنياهو أن سياسات ترمب لا تصب دائماً في صالحه.

"أبواب الجحيم".. تكتيك العصا والجزرة مع حماس

في الوقت نفسه، اتبع ترمب سياسة "العصا والجزرة" مع حركة حماس. فمن ناحية، هدد بفتح "أبواب الجحيم" إن لم توافق الحركة على خطته بحلول الخامس من أكتوبر.

ومن ناحية أخرى، ركز على نقطة القوة التي تهم الرأي العام الأمريكي والإسرائيلي، وهي إطلاق سراح المحتجزين.

وقامت حماس بصياغة ردها بذكاء، مركزة على هذا البند.

وفي خطوة غير مسبوقة لرئيس أمريكي، قام ترمب بنشر بيان حركة حماس على حسابه في "تروث سوشال"، متجاهلاً تصنيفها كـ"منظمة إرهابية"، وقدم ردها على أنه موافقة مبدئية تحتاج فقط لنقاش التفاصيل، مما وضع الحركة وتل أبيب والوسطاء تحت ضغط هائل لإنجاز الاتفاق بسرعة.

"ليس لديك خيار".. ترامب يكشف حديثه مع نتنياهو

كشف ترمب لموقع "أكسيوس" عن الطبيعة الحاسمة لحديثه مع نتنياهو، والتي تلخص أسلوبه الدبلوماسي.

قال ترامب: "قلت له: +هذه فرصتك للانتصار+ وكان موافقاً على ذلك، وعليه أن يوافق على ذلك، ليس لديه خيار. معي، عليك أن توافق".

وبهذه الطريقة، فرض ترمب إرادته على الطرفين، محققاً اتفاقاً بدا مستحيلاً قبل أسابيع.

0 تعليق