مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وبدء عودة مئات آلاف الفلسطينيين إلى مدينة غزة وشمال القطاع، أعادت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، نشر مقتطف من كلمة سابقة للناطق باسمها، أبو عبيدة، تبشر فيه بـ"نصر الله"، في رسالة رمزية تعتبر أول تواصل مباشر للجماعة بعد توقف القتال.
وتربط القسام في رسالتها بين مشهد عودة المهجرين والفرح بالنصر الإلهي، في إشارة إلى التخفيف من معاناة المدنيين وتعزيز الروح المعنوية للسكان بعد سنوات من القصف والتدمير.
رسالة "نصر الله" مع عودة النازحين
جاء في الكلمة المقتطفة، التي ألقاها أبو عبيدة في 18 يوليو الماضي: "إننا نقبل رأس كل أبناء شعبنا الكبار الصابرين المرابطين المنصورين... ونبشرهم ببشرى ربنا سبحانه: لله الأمر من قبل ومن بعد، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله".
وأعيد نشر هذه الكلمة بالتزامن مع بدء عودة مئات آلاف الفلسطينيين إلى مدينة غزة بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من مناطق عدة، في إطار اتفاق إنهاء الحرب، ما يرمز إلى أولى خطوات إعادة الاستقرار النسبي للمدنيين.
عامان من "حرب الإبادة"
يأتي وقف إطلاق النار بعد عامين من حرب واسعة وصفت بـ"الإبادة الجماعية"، شنها الاحتلال بدعم أمريكي على سكان قطاع غزة، تخللتها عمليات قتل وتجويع وتدمير واسع للبنية التحتية والمنازل، إلى جانب التهجير القسري للسكان المدنيين.
وخلفت هذه الحرب أكثر من 67 ألف شهيد ونحو 170 ألف مصاب، إضافة إلى وفاة 460 فلسطينيًا نتيجة التجويع الممنهج، بينهم 154 طفلاً، حسب إحصاءات الجهات المحلية والدولية.
ويؤكد محللون أن رسالة القسام، التي ربطت بين العودة والفرح بالنصر الإلهي، تحمل بعدًا سياسيًا ورمزياً، يعكس موقف الحركة بعد انتهاء العمليات العسكرية المباشرة ويشكل مؤشرًا على تحرك الجماعة نحو تثبيت النفوذ والمناطق المحررة ضمن الاتفاقيات الميدانية الجديدة.
0 تعليق