مع بدء سريان وقف إطلاق النار ودخول الاستعدادات لصفقة تبادل المحتجزين والأسرى مراحلها التنفيذية، أظهر مقطع مصور مشاهد صادمة لعمليات تنكيل وإذلال يمارسها عناصر أمن الاحتلال بحق أسرى فلسطينيين، يتم تجميعهم في سجن النقب الصحراوي تمهيداً للإفراج عنهم.
نشر "مكتب إعلام الأسرى"، مساء السبت، مقطع الفيديو الذي نُقل عن وسائل إعلام عبرية، ويظهر فيه مجموعة من الأسرى الفلسطينيين مقيدي الأيدي إلى الخلف، وهم يسيرون في طابور معصوبي الأعين ورؤوسهم منحنية، بينما يحيط بهم جنود وعناصر من شرطة الاحتلال.
ووصف المكتب المشهد بأنه "مؤلم ويوثق تنكيل الاحتلال بوحشية" بالأسرى المقرر الإفراج عنهم.
وأوضح مدير نادي الأسير الفلسطيني، أمجد النجار، أن المعلومات المرفقة بالفيديو تشير إلى أن هؤلاء الأسرى هم من ذوي الأحكام المؤبدة، ويجري نقلهم تمهيداً لإبعادهم إلى غزة.
وتتزامن هذه المشاهد مع إجراءات قمعية أخرى في الضفة الغربية، حيث داهم جيش الاحتلال منازل عدد من الأسرى المقرر الإفراج عنهم، مثل منزل الأسير مراد ادعيس في الخليل، وقام بتحذير عائلات أخرى من إبداء أي مظاهر احتفالية، كما حدث مع عائلتي الأسيرين خليل أبو عرام وطالب مخامرة في بلدة يطّا.
وعلى الصعيد العملي، أكدت هيئة البث العبرية الرسمية أن إدارة سجون الاحتلال بدأت بالفعل عملية تجميع الأسرى من سجون مختلفة ونقلهم إلى سجني كتسيعوت وعوفر، تمهيداً لتنفيذ الصفقة التي من المتوقع أن تبدأ صباح يوم الاثنين المقبل.
ووفقاً للاتفاق، سيفرج الاحتلال عن 250 أسيراً فلسطينياً من أصحاب الأحكام المؤبدة، بالإضافة إلى نحو 1700 آخرين اعتقلهم من قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر 2023.
ورغم نشر وزارة عدل الاحتلال قائمة بأسماء 250 أسيراً، نفى "مكتب إعلام الأسرى" التوصل إلى "اتفاق رسمي ونهائي بشأن القوائم" حتى الآن.
تأتي هذه التطورات بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ظهر الجمعة، بناءً على الخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بعد مفاوضات غير مباشرة في شرم الشيخ.
وفيما تقدر سلطات الاحتلال وجود 48 محتجزاً لديها في غزة، يقبع في سجونها أكثر من 11 ألف أسير فلسطيني، في ظل حرب إبادة جماعية مستمرة منذ عامين، خلّفت أكثر من 67 ألف شهيد ومجاعة أودت بحياة المئات.
0 تعليق