طالبان تشن عملية عسكرية ضد باكستان رداً على ضربات جوية.. ودعوات إقليمية لضبط النفس - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
علن الناطق باسم وزارة الدفاع في حكومة طالبان، عناية الله خوارزمي، أن القوات المسلحة "نفذت بنجاح عمليات ضد قوات الأمن الباكستانية على طول خط ديورند"

أعلنت حكومة طالبان في أفغانستان، في ساعة متأخرة من مساء السبت، عن انتهاء عملية عسكرية واسعة أطلقتها ضد القوات الباكستانية على طول الحدود المشتركة، مؤكدة أن الهجوم جاء "رداً على ضربات جوية" منسوبة لإسلام آباد استهدفت العاصمة كابول.



ويمثل هذا الاشتباك المباشر تصعيداً خطيراً وغير مسبوق في العلاقات المتوترة أصلاً بين البلدين الجارين، مما أثار دعوات إقليمية عاجلة لضبط النفس.

اتهامات متبادلة وتصعيد خطير

بدأ التصعيد يوم الخميس الماضي بسماع دوي انفجارين في كابول، وسرعان ما وجهت وزارة الدفاع في حكومة طالبان أصابع الاتهام إلى باكستان، معتبرة ذلك "انتهاكاً لسيادتها".

وفي المقابل، لم تؤكد إسلام آباد دورها، لكنها طالبت كابول بـ"التوقف عن إيواء عناصر من حركة طالبان الباكستانية" (TTP)، وهي الجماعة التي تتهمها باكستان بالمسؤولية عن مقتل مئات الجنود منذ عام 2021.

وتعتبر إسلام آباد أن عودة طالبان إلى الحكم في كابول عام 2021 هي التي أدت إلى تصاعد عنف حركة طالبان باكستان، وهو ما تنفيه كابول.

تفاصيل المواجهة: روايتان متضاربتان

أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع في حكومة طالبان، عناية الله خوارزمي، أن القوات المسلحة "نفذت بنجاح عمليات ضد قوات الأمن الباكستانية على طول خط ديورند".

وأكد أن "العملية انتهت عند منتصف الليل"، لكنه حذر من أنه "إذا ما انتُهكت مجدداً الأراضي الأفغانية، فإن قواتنا المسلحة مستعدة للتحرك بحزم".

من جهته، قدم مسؤول باكستاني رفيع في بيشاور رواية مختلفة، قائلاً إن "قوات طالبان بدأت باستخدام أسلحة خفيفة ثم المدفعية الثقيلة في أربعة مواقع"، وأن القوات الباكستانية "ردت بإطلاق نار كثيف وأسقطت ثلاث مسيرات أفغانية".

علاقات متدهورة وسياسة حافة الهاوية

تمثل هذه المواجهة العسكرية المباشرة تدهوراً خطيراً في العلاقات، حيث انتقل البلدان من مرحلة الاتهامات المتبادلة إلى الاشتباك المباشر. وتأتي هذه العملية بعد أيام فقط من تصريحات وزير الدفاع الباكستاني، خواجة محمد آصف، التي أكد فيها أن جهود إقناع طالبان الأفغانية بالتوقف عن دعم حركة طالبان باكستان قد باءت بالفشل، محذراً: "لن نتسامح مع هذا الأمر بعد الآن".

يعكس هذا التصعيد فشل القنوات الدبلوماسية في احتواء الأزمة، ويدفع بالمنطقة نحو مزيد من عدم الاستقرار، خاصة وأن عام 2024 كان العام الأكثر دموية في باكستان بسبب عنف الجماعات المتشددة منذ عقد من الزمن.

ترقب حذر في ظل دعوات للتهدئة

في ظل هذا التصعيد، دعت كل من إيران والمملكة العربية السعودية الطرفين إلى "ضبط النفس وتجنب التصعيد وتغليب لغة الحوار".

وبينما توقفت الاشتباكات الآن، يسود ترقب حذر في المنطقة، حيث يبقى السؤال مطروحاً حول ما إذا كانت هذه العملية مجرد رد فعل محدود، أم أنها بداية لمرحلة جديدة من المواجهة المفتوحة على واحدة من أكثر الحدود توتراً في العالم.

0 تعليق