أين سلمت كتائب القسام الدفعة الأولى من المحتجزين الإسرائيليين في غزة؟ - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أين سلمت كتائب القسام الدفعة الأولى من المحتجزين "الإسرائيليين" في غزة؟

في خطوة هي الأولى من نوعها لتنفيذ "اتفاق شرم الشيخ"، تم تسليم أول دفعة من المحتجزين لدى كيان الاحتلال، يوم الاثنين في مكان تم اختياره بعناية فائقة ليحمل رسائل سياسية وأمنية متعددة، وهو مقر "جمعية مجموعة غزة للثقافة والتنمية" في قلب مدينة غزة.

وقد تمت العملية الحساسة التي أشرفت عليها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في مشهد خلا تماماً من أي مظاهر إعلامية أو استعراضات عسكرية، تطبيقاً لأحد أهم بنود الاتفاق.

مقر ثقافي بدلاً من ساحة عامة: دلالات الاختيار

على عكس عمليات التسليم التي جرت خلال فترة الهدن المؤقتة منذ عام 2023، والتي تمت في أماكن عامة وشهدت احتفاءً شعبياً وتغطية إعلامية واسعة، جرت عملية اليوم في سرية نسبية داخل مبنى مدني مسور. ويعكس اختيار هذا المكان المدني والثقافي، بدلاً من ساحة عامة أو موقع عسكري، التزاماً دقيقاً بآلية التسليم "الصامتة" التي نص عليها الاتفاق، والتي كانت شرطاً أساسياً من جانب كيان الاحتلال.

ويهدف هذا الشرط إلى تجريد الحدث من أي بعد احتفالي أو إعلامي يمكن أن يفسره كيان الاحتلال أو جمهوره كـ"صورة نصر" لحركة حماس، والتركيز بدلاً من ذلك على الجانب الإنساني البحت لعملية لم شمل المحتجزين بعائلاتهم. وأظهرت اللقطات المصورة دخول مركبات الصليب الأحمر إلى داخل المبنى، حيث جرت عملية التسليم بعيداً عن أعين الجمهور، قبل أن تخرج المركبات وهي تحمل على متنها المحتجزين السبعة.

حضور أمني مكثف لوحدات النخبة.. رسالة قوة وانضباط
على الرغم من الطابع "الصامت" للعملية، كان الحضور الأمني لافتاً ومدروساً. فقد انتشر عناصر من وحدات النخبة في كتائب القسام، وتحديداً "وحدة النخبة" و*"وحدة الظل"* شديدة السرية، في داخل المبنى وفي محيطه، لتأمين العملية بشكل كامل.

ويحمل هذا الانتشار رسالة مزدوجة؛ فمن ناحية، يؤكد على القدرة الأمنية العالية للمقاومة وسيطرتها الكاملة على الأرض وقدرتها على تأمين عملية معقدة كهذه في قلب مدينة غزة بعد عامين من الحرب. ومن ناحية أخرى، فإن اقتصار دورهم على التأمين الصارم دون أي استعراض عسكري، ينسجم مع طبيعة الاتفاق، ويظهر انضباطاً والتزاماً ببنود الصفقة أمام الوسطاء والعالم.

وتعتبر عملية التسليم هذه هي الخطوة العملية الأولى في تنفيذ المرحلة الأولى من "اتفاق شرم الشيخ"، والتي من المقرر أن تستكمل بخطوات أخرى تشمل الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، وانسحاب قوات الاحتلال إلى ما يعرف بـ"الخط الأصفر"، وزيادة كبيرة في إدخال المساعدات الإنسانية.

0 تعليق