وصف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، توقيع اتفاق إنهاء الحرب في غزة بأنه "يوم تاريخي انتظرناه لسنوات"، لكنه حذر في الوقت ذاته من أن الخطوات التالية لتنفيذ الاتفاق ستكون صعبة جداً، معبراً عن "تفاؤل حذر" بشأن المرحلة القادمة ومسار إدارة الملف الفلسطيني.
جاء ذلك في مقابلة حصرية أدلى بها الأنصاري لقناة "فوكس نيوز" الأمريكية يوم أمس الإثنين، عقب انعقاد قمة شرم الشيخ للسلام، التي شهدت توقيع الاتفاق بين جميع الأطراف المعنية، في خطوة وصفها الدبلوماسي القطري بالتاريخية على صعيد المنطقة بأسرها.
"يوم تاريخي" وشكر للرئيس ترمب
أعرب الأنصاري عن امتنانه للرئيس الأمريكي دونالد ترمب لدوره في الاتفاق، مشيداً بحضوره إلى المنطقة وتوقيعه على إنهاء الحرب، معرباً عن أمله في أن تكون هذه الخطوة الأولى من سلسلة خطوات لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بقيادة ترمب.
وأشار المتحدث إلى أن دعم الولايات المتحدة كان عنصراً رئيسياً في ضمان نجاح المرحلة الأولى من الاتفاق، مؤكداً على أهمية التعاون الدولي لتحقيق الأمن والاستقرار في غزة والمنطقة بشكل عام.
"الخطوات التالية صعبة جداً"
وحول المرحلة الثانية من الاتفاق، قال الأنصاري إن المناقشات بشأنها تم تأجيلها سابقاً لضمان نجاح المرحلة الأولى، مؤكداً أن تنفيذ المرحلة التالية يتطلب جهوداً دقيقة وتنسيقاً كاملاً بين جميع الأطراف.
وأضاف: "والآن جميع الرهائن في منازلهم... قد بدأت المناقشات الصعبة حول كيفية تأمين غزة وإدارة شؤونها والتأكد من أننا لن نعود إلى الحرب مجدداً".
وأوضح أن الفرق القطرية تعمل على ضمان عدم وجود أي فارق زمني بين المرحلتين، لتجنب أي فراغ أمني أو إداري قد يعيد التوتر.
"متفائلون بحذر"
على الرغم من صعوبة التحديات، شدد الأنصاري على أن قطر تحافظ على التفاؤل بحذر، مستندةً إلى خبرة البلاد في التعامل مع النزاعات الإقليمية السابقة.
وقال: "تعلمنا من خبرة هذه الحرب والنزاعات الأخرى في المنطقة أن نكون متفائلين بحذر، وإن لم نكن آملين لما كان لدينا طريق للمضي قدماً إلى الأمام".
وأضاف أن النجاح في المرحلة الثانية يعتمد على الالتزام الدولي والتنسيق المحلي بين كافة الأطراف، مع تأكيد الدور القطري كميسر رئيسي لضمان استقرار غزة بعد توقيع الاتفاق.
و في المجمل، تصف قطر الاتفاق الأخير بأنه يوم تاريخي، مع إدراك واضح لصعوبة المرحلة القادمة. ويظل الموقف القطري متوازناً بين الاحتفاء بالنجاح الأولي للاتفاق والتحذير من التحديات المقبلة، مع اعتماد استراتيجية "التفاؤل الحذر" لضمان استمرارية السلام والاستقرار في غزة.
0 تعليق