أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، الأربعاء، أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قدم له تعهداً بأن الهند ستتوقف عن شراء النفط الروسي، في خطوة وصفها ترمب بأنها "كبيرة إلى الأمام"، كاشفاً أن هدفه التالي هو إقناع الصين بأن تحذو حذو نيودلهي.
ضغوط اقتصادية لعزل موسكو
تأتي هذه التطورات في سياق الاستراتيجية الأمريكية الهادفة إلى عزل روسيا اقتصادياً وتجفيف مصادر تمويل حربها في أوكرانيا، التي دخلت الآن عامها الرابع.
وفي إطار هذه الاستراتيجية، فرضت إدارة ترمب في نهاية أغسطس الماضي، رسوماً جمركية عقابية بنسبة 50% على الصادرات الهندية إلى الولايات المتحدة، رداً على استمرار نيودلهي في شراء النفط الروسي، وهو ما شكل ضغطاً كبيراً على الهند التي تعتبر الولايات المتحدة شريكها التجاري الأول.
وعد هندي وتهديد لأوكرانيا
في تصريحات للصحفيين من المكتب البيضاوي، قال الرئيس ترمب: "كنت مستاءً من شراء الهند للنفط، وقد أكّد لي (مودي) اليوم أنهم لن يشتروا النفط من روسيا".
وأضاف: "هذه خطوة كبيرة إلى الأمام. الآن، عليّ أن أقنع الصين بأن تفعل الأمر نفسه". وأوضح ترمب أن هذه العملية "تستغرق بعض الوقت، لكنها ستنتهي قريباً".
وتأتي هذه التصريحات قبيل زيارة مرتقبة للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إلى البيت الأبيض يوم الجمعة، وهي الزيارة الثالثة له منذ عودة ترمب إلى السلطة.
وفي هذا السياق، كان ترمب قد لوّح، يوم الأحد، بإمكانية تزويد كييف بصواريخ "توماهوك" بعيدة المدى إذا لم توافق روسيا على إنهاء الحرب، وهو تهديد يمثل تصعيداً كبيراً في الموقف الأمريكي.
دبلوماسية "العصا والجزرة"
سياسياً، يمثل إعلان ترمب نجاحاً لدبلوماسيته القائمة على الضغط الاقتصادي المباشر، حيث يبدو أن الرسوم الجمركية العقابية قد أتت بثمارها في دفع الهند لتغيير موقفها. أما دبلوماسياً، فإن هذا التطور يمنح ترمب ورقة ضغط إضافية في تعامله مع الصين، ومع روسيا نفسها. إن ربط ملف الهند بأوكرانيا، والتلويح بتزويد كييف بأسلحة هجومية متطورة، يظهر أن الإدارة الأمريكية تتبع استراتيجية متعددة الأوجه، تستخدم فيها الأدوات الاقتصادية والعسكرية بالتوازي لإجبار خصومها على التراجع.
من الهند إلى أوكرانيا.. العالم يترقب
مع هذا التقدم الدبلوماسي مع الهند، يرفع الرئيس ترمب من سقف الضغوط على روسيا والصين.
وتتجه الأنظار الآن إلى زيارة الرئيس الأوكراني إلى واشنطن، والتي من المتوقع أن تحدد ملامح المرحلة المقبلة من الدعم الأمريكي لكييف، وما إذا كانت تهديدات ترمب بتزويد أوكرانيا بأسلحة نوعية ستتحول إلى واقع، أم أنها ستبقى ورقة تفاوضية في الصراع المعقد بين القوى العظمى.
0 تعليق