عاجل

عاد من الموت مرتين.. الأسير المحرر سعد عزام يروي قصته للجزيرة نت - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لم يكن أحد من عائلة الفلسطيني سعد عزام (28 عاما) يتوقع أن يروه حيّا بعد أن فُقد أثره شمال مدينة غزة أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2024، عقب قصف كثيف ومعارك ضارية بمحيط منزله في حي الزيتون.

وبعد أن غادر الشاب بيته رفقة أصدقائه وأبناء عمومته، تعرّضوا لنيران القناصة الإسرائيليين في حي الزيتون، واستشهد البعض وجرح الباقون، ولم ينجُ من المجزرة سوى سعد وصديقه، قبل أن يتمكن جنود الاحتلال من أسره واقتياده إلى جهة مجهولة.

عاد من الموت مرتين.. الأسير المحرر سعد عزام يروي قصته
سعد عزام مدني من حي الزيتون في غزة نجا من قنص إسرائيلي وأُسر في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2024 (الجزيرة)

ويقول سعد -في حديث خاص للجزيرة نت بعد الإفراج عنه- إنه تنقل بعد اعتقاله بين مراكز الاحتجاز الإسرائيلية، حيث تعرّض هناك لـ"تعذيب وحشيّ وغير إنساني" على حد وصفه.

ويضيف أن جنود الاحتلال استخدموا الكلاب البوليسية ضده، وأطلقوا عليه الغاز والرصاص المطاطي داخل الزنزانة، وكان الطعام المقدم لهم "أدنى من مستوى الآدمية" مشيرا إلى أن كثيرين من المعتقلين المدنيين "تعرضوا للمصير ذاته".

ولم تعلم عائلة عزام مصير سعد بعد اختفائه شمال غزة، إذ ظنّوا في البداية أنه استُشهد خلال القصف، ونعاه جيرانه وأصدقاؤه بعدما انقطعت أخباره تماما.

عاد من الموت مرتين.. الأسير المحرر سعد عزام يروي قصته
سعد عاد إلى عائلته بعد شهور من الفقد والظن باستشهاده إثر الإفراج عنه بصفقة تبادل الأسرى (الجزيرة)

وبعد أسابيع من البحث والانتظار، تمكّن أحد المحامين من إبلاغ العائلة بأن سعد على قيد الحياة ومحتجز في أحد السجون الإسرائيلية، ليبدؤوا منذ ذلك الوقت رحلة المتابعة القانونية أملا في معرفة تفاصيل وضعه.

ويقول سعد إن جيش الاحتلال لم يكن يسمح له بمقابلة محاميه إلا مرات نادرة، وخلال تلك اللقاءات القليلة علم أن سكان غزة يواجهون المجاعة ونقص الغذاء، وهو ما زاد من قلقه على عائلته، خصوصا والده الذي يعاني إعاقة جسدية.

ويضيف "كنت أعيش قلقا مضاعفا، ليس فقط من التعذيب والجوع، بل من خوفي على أهلي بالخارج".

وبقيت العائلة تعيش حالة ترقب وقلق شهورا طويلة، إلى أن وصلها خبر إدراج اسم سعد ضمن قائمة المفرَج عنهم في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، لتتحول الصدمة الأولى إلى فرحة غير متوقعة.

عاد من الموت مرتين.. الأسير المحرر سعد عزام يروي قصته
سعد تعرّض لتعذيب شديد داخل السجون الإسرائيلية ومُنع من لقاء محاميه إلا مرات نادرة (الجزيرة)

سعد، الذي خرج من الأسر هزيل الجسد غائر الملامح، يؤكد أنه رغم ما مرّ به فإنه لن يغادر أرضه ولن يتخلى عن حقه في "الحياة الكريمة فوق ترابه".

إعلان

وجاء الإفراج عن سعد في إطار صفقة "طوفان الأحرار" التي أبرمتها المقاومة الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي بوساطة مصرية قطرية تركية، وشملت إطلاق مئات الأسرى الفلسطينيين من أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات، مقابل إفراج المقاومة عمن تبقى من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها في غزة.

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

0 تعليق