كينيا من دون رايلا أودينغا.. من يرث كتلة أصوات لملايين الناخبين؟ - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أحدثت وفاة رايلا أودينغا، أبرز زعيم معارض في كينيا، حالة من عدم اليقين داخل حزبه وحكومة الرئيس روتو، حيث تم تعيين السيناتور المخضرم أوبورو أودينغا، شقيق رايلا، زعيما مؤقتا لقيادة واحدة من أكثر قواعد التصويت ولاء في أفريقيا.

أثارت وفاة أودينغا صدمة وتحولا في المشهد السياسي الكيني؛ فقد كان قائدا معارضا هيمن لعقود على نضالات كينيا الديمقراطية وحركات المعارضة، تاركا وراءه حزبا وساحة سياسية في حالة ارتباك وتغير.

People react during the funeral service of Kenya's former Prime Minister Raila Odinga at Nyayo Stadium in Nairobi, Kenya, October 17, 2025. REUTERS/Monicah Mwangi
تدافع خلال مراسم جنازة رئيس وزراء كينيا السابق رايلا أودينغا في ملعب بالعاصمة نيروبي اليوم (رويترز)

منذ تأسيسه لحركة الديمقراطية البرتقالية عام 2005، ظل أودينغا زعيما لا ينازع، وقاد الحزب خلال 5 انتخابات رئاسية، وعدد لا يحصى من التحالفات، ومواسم متعددة من المقاومة.

وجاءت وفاته قبل أشهر من احتفاله المتوقع بالذكرى العشرين لتأسيس حركة الديمقراطية البرتقالية في نوفمبر/تشرين الثاني، والتي كان من المقرر إقامتها في مدينة مومباسا الساحلية، أحد معاقل دعمه الرمزية.

وقد توفي أودينغا من دون أن يسمي خليفة له علنا، مما ترك حزبه منقسما بشأن الاستمرار في دعم حكومة الرئيس وليام روتو ذات القاعدة الواسعة.

لكن يوم الخميس عين المجلس التنفيذي الوطني لحزب أودينغا شقيقه، السيناتور أوبورو أودينغا عن منطقة سيايا، زعيما مؤقتا حتى يتم اختيار خليفة دائم.

epa12460359 Kenya's President Wiliam Ruto speaks during the state funeral of late Kenyan Prime Minister Raila Odinga at Nyayo National Stadium in Nairobi, Kenya, 17 October 2025. Odinga, 80, who spent many years as an opposition leader, passed away in India on 15 October 2025, while receiving medical treatment. EPA/DANIEL IRUNGU
الرئيس وليام روتو يلقي كلمة خلال جنازة رئيس الوزراء الراحل رايلا أودينغا في الملعب الوطني بنيروبي (الأوروبية) 

التحالف بين حركة الديمقراطية البرتقالية والحكومة طمس الخطوط التقليدية بين المعارضة والسلطة، والآن يخيّم الغموض على مستقبل الحزب ودوره في انتخابات 2027 التي من المتوقع أن يسعى فيها روتو لإعادة انتخابه.

معركة خلافة أودينغا

في قلب الاضطراب السياسي يقف إدوين سيفونا، الأمين العام الصريح لحزب حركة الديمقراطية البرتقالية، الذي دعا إلى الوحدة خلال فترة الحداد، لكنه تعهد بعدم دعم ترشح روتو لولاية ثانية.

Former Kenyan Prime Minister Raila Odinga's brother and Senator, Oburu Odinga, addresses mourners during the funeral service at Nyayo Stadium in Nairobi, Kenya, October 17, 2025. REUTERS/Monicah Mwangi
السيناتور أوبورو أودينغا يلقي كلمة أمام المشيعين خلال مراسم الجنازة في الملعب الوطني بنيروبي (رويترز)

سيفونا، الذي يقود فصيلا متناميا من النواب الشباب الغاضبين من تحالف الحزب مع الحكومة، أطلق بهدوء حركة سياسية جديدة باسم "كينيا موجا"، وقدمها كبديل خارج حركة الديمقراطية البرتقالية ونواة لتحول سياسي بين الأجيال في المعارضة الكينية.

إعلان

يقول المحلل السياسي ديسماس موكوا إن وفاة رايلا تمثل ضربة قاسية لمستقبل حركة الديمقراطية البرتقالية، الذي يواجه الآن انقسامات داخلية عميقة.

ويضيف "حزب حركة الديمقراطية البرتقالية كان رايلا، ورايلا كان حركة الديمقراطية البرتقالية. من المرجح أن ينقسم الحزب في المستقبل".

من يسد الفراغ؟

يُعد تعيين خليفة لرايلا في قيادة حركة الديمقراطية البرتقالية التحدي الأكبر للحزب. فنوابه الثلاثة -جودفري أوسوتسي (سيناتور فيهيغا)، وسيمبا أراتي (حاكم كيسي)، وعبد الصمد ناصر (حاكم مومباسا)- اختيروا أساسا لتحقيق التوازن الإقليمي، لكن المحللين يرون أن أيا منهم لا يتمتع بالحضور الوطني الذي كان يحظى به أودينغا.

epa12460312 Mourners are caught in a stampede as they tried to reach the coffin of late Kenyan Prime Minister Raila Odinga during his state funeral at Nyayo National Stadium in Nairobi, Kenya, 17 October 2025. Odinga, 80, who spent many years as an opposition leader, passed away in India on 15 October 2025, while receiving medical treatment. EPA/DANIEL IRUNGU
بعض المشيعين سقطوا في تدافع أثناء محاولتهم الوصول إلى نعش رئيس الوزراء الكيني الراحل رايلا أودينغا (الأوروبية)

يشير المحلل ويكليف أوديرا إلى حاكم كيسومو أنيانغ نيونغو، الحليف القديم والأمين العام الأول للحزب، باعتباره الخليفة الأكثر ترجيحا.

ويقول إن "نيونغو يمتلك الذاكرة المؤسسية لحركة الديمقراطية البرتقالية، ويُنظر إليه كموحد يمكنه جمع الحرس القديم والجيل الجديد".

كما يُنظر إلى حاكم سيايا جيمس أورينغو، وهو شخصية بارزة أخرى في حركة الديمقراطية البرتقالية، على أنه خليفة محتمل. وهو حليف قديم ومدافع عن الحقوق، ويتشارك مع رايلا في النزعة الإصلاحية وجرأة قول الحقيقة للسلطة.

معركة زعامة نيانزا

خارج إطار حركة الديمقراطية البرتقالية، تترك وفاة أودينغا فراغا في قلب منطقة لوا-نيانزا، حيث كان الزعيم السياسي الأبرز منذ ورث الزعامة عن والده، نائب الرئيس الأول لكينيا، جراموجي أودينغا، عام 1994.

Kenyan Military Officer attempts to control crowds as supporters and mourners surged forward to get a glimpse of Kenya’s opposition leader and former Prime Minister Raila Odinga's body which lay in state for public viewing during his State Funeral in Nairobi on October 17, 2025.
ضباط الجيش يحاولون السيطرة على الحشود المندفعة لإلقاء نظرة الوداع على جثمان الزعيم الراحل رايلا أودينغا (الفرنسية)

المنطقة، التي تصوّت ككتلة واحدة منذ عقود، تواجه الآن سؤالا عما إذا كان زعيمها القادم سيأتي من عائلة أودينغا أو من جيل جديد.

ففي عام 2023 أعلن شقيق رايلا الأكبر، السيناتور أوبورو أودينغا، دعمه لوزير الطاقة أوبيو واندايي كخليفة محتمل في المنطقة. لكن الناخبين الشباب يدعمون النائب بول أونغيلي المعروف باسم "بابو أوينو" الذي يرونه ممثلا للتحول في الأجيال.

ويقول أوديرا إن "رايلا لم يعين أحدا. كانت رسالته واضحة: من يريد القيادة عليه أن يستحقها. لقد أنشأ منصة للتعلم، لا للتوريث".

من سيكون زعيم المعارضة القادم؟

أحدثت وفاة رايلا انقساما وغيابا للاتجاه داخل المعارضة الكينية. فقرار حزبه بالانضمام إلى حكومة روتو بعد احتجاجات 2024 طمس الخط الفاصل بين المعارضة والحكم، فخلق ذلك ارتباكا حول من تمثل المعارضة الآن.

TOPSHOT - An emergency worker tends to a supporter injured in a stampede at an entrance to Nyayo Stadium, where the body of Kenya’s opposition leader and former Prime Minister Raila Odinga lies in state for public viewing during his State Funeral in Nairobi on October 17, 2025.
فريق طوارئ يسعف مصابا في تدافع لإلقاء نظرة الوداع على جثمان زعيم المعارضة الكينية رايلا أودينغا (الفرنسية)

ويقول المحلل أوتشول إن الأمر "سيستغرق عقودا للعثور على زعيم معارضة شجاع مثل أودينغا. غيابه سيؤدي إلى نمط جديد من السياسة المعارضة".

ومن بين الشخصيات التي تسعى لملء الفراغ: الحليف القديم ورفيق الترشح السابق كالونزو موسيوكا، ونائب الرئيس السابق ريغاثي غاتشاغوا، ووزيرة العدل السابقة مارثا كاروا، ووزير الداخلية السابق فريد ماتيانغي.

إعلان

جميعهم يتنافسون على دور بدا كأنه حكر على رجل واحد، هو رايلا.

مصير حكومة روتو ذات القاعدة العريضة

قد تؤدي وفاة رايلا أيضا إلى زعزعة التحالف الهش الذي ساعد في بنائه مع الرئيس روتو. فبعد احتجاجات العام الماضي، كان دعم رايلا حاسما في استقرار الحكومة وتهدئة الاضطرابات.

تصميم خاص - خريطة كينيا -
خريطة كينيا (الجزيرة)

وقد منح الاتفاق عددا من حلفاء رايلا مناصب وزارية رفيعة، وكان يُنظر إليه على أنه هدنة بين أقوى معسكرين سياسيين في كينيا.

ويقول موكوا إن "رايلا كان الضامن لرئاسة روتو. لقد أنقذ حكومة روتو. ومن دونه، قد يتفكك التحالف".

والآن، بعد رحيله، يبدو أن التوازن الذي حافظ على تماسك ذلك التحالف بات أكثر هشاشة.

0 تعليق