Published On 19/10/202519/10/2025
|آخر تحديث: 00:43 (توقيت مكة)آخر تحديث: 00:43 (توقيت مكة)
يبدو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو راغبا في المراوحة عند ما تم تنفيذه من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار مستغلا مسألة ما تبقى من جثامين الأسرى الإسرائيليين، خوفا على مستقبله السياسي، في حين تبدو الولايات المتحدة عازمة على المضي قدما في تنفيذ الاتفاق، كما يقول محللون.
ففي الوقت الذي تواصل فيه المقاومة البحث عن هذه الجثامين بالإمكانيات البسيطة المتوفرة لديها، يسعى نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- لجعل استعادة الجثث المتبقية قضية إستراتيجية لتعطيل الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق.
إذ أكد مكتب نتنياهو في بيان السبت أن معبر رفح سيظل مغلقا لحين استعادة هذه الجثث، وذلك بعد ساعات من حديث السفارة الفلسطينية في القاهرة عن فتح المعبر أمام الراغبين في العودة للقطاع يوم الاثنين.
لكن المحلل الإستراتيجي في الحزب الجمهوري أدولفو فرانكو، نقل عن مصادر بالبيت الأبيض تأكيدها أن المعبر سيعاود العمل خلال الأيام الثلاثة المقبلة، و"ربما قبل وصول نائب الرئيس الأميركي دي جي فانس إلى تل أبيب.
ومن المتوقع أن يصل دي فانس إلى إسرائيل الاثنين لبحث تسريع تنفيذ الاتفاق، كما سيصل جاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب، ومبعوثه الخاص ستيف ويتكوف، في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
" frameborder="0">
نتنياهو يريد المراوحة في مكانه
وحسب ما أكده فرانكو خلال مشاركته في برنامج "مسار الأحداث، فإن الأميركيين يشعرون بإحباط كبير من تصرفات نتنياهو التي يرون أنه يريد من خلالها المراوحة في المرحلة الأولى من الاتفاق.
فقد أكد نتنياهو، في مقابلة مع القناة 14، أن الحرب لن تنتهي ما لم يتم نزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خلال المرحلة الثانية من الاتفاق.
ونقلت القناة ذاتها عن مسؤولين، أن تصريح نتنياهو "لم يعجب الأميركيين"، في حين أكد فرانكو، أن المرحلة الأولى من هذا الاتفاق قد انتهت من وجهة نظر واشنطن بغض النظر عما تقوله إسرائيل.
إعلان
ولم يختلف الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى، عن رأي فرانكو، بقوله إن نتنياهو يحاول التوقف عند ما تم إنجازه خلال الأيام الماضية بدون الانتقال لبقية المراحل.
فقضية جثامين الأسرى لم تكن يوما محورية في أي من الصراعات الدولية لأنها تتعلق بأمور لوجيستية قد تستغرق سنوات في بعض الحالات، فضلا عن أن جيش الاحتلال نفسه أعلن استعداده لتوفير إحداثيات لأماكن بعض الجثامين، كما يقول مصطفى.
لذلك، فإن تحويل جثامين الموتى إلى خلاف إستراتيجي وربط فتح معبر رفح وإدخال المساعدات بها، ليس سوى محاولة للضغط على المقاومة والوسطاء بل والأميركيين أيضا، من أجل ترتيب مرحلة ثانية وفق شروط نتنياهو، برأي مصطفى.
ورجح مصطفى أن يبدأ نتنياهو لعبة تفسيرات ما يجب القيام به في هذه المرحلة، سواء بشأن طبيعة قوة الاستقرار الدولية التي يفترض أن توجد بالقطاع، أو شكل الإدارة التي ستديره بعد الانسحاب.
فنتنياهو، كما يقول المتحدث، يريد الاكتفاء بما تم تنفيذه من الاتفاق ما لم يضمن مرحلة ثانية على مقاسه وقوة دولية وفق شروطه بحيث يتمكن من القول إنه حقق أهدافه من الحرب وفي مقدمتها نزع سلاح حماس.
كما أن إسرائيل لديها مخاوف من دخول قوات تركية إلى القطاع ضمن القوة الدولية أو للبحث عن جثث الأسرى، لأن تركيا تمثل خطرا إستراتيجيا لإسرائيل خصوصا بعدما أصبحت حاضرة في سوريا، كما يقول مصطفى.
ترامب يريد تنفيذ الاتفاق
لكن فرانكو أكد أن نتنياهو سيتعرض لضغوط أميركية كبيرة خلال زيارة دي فانس وويتكوف وكوشنر، حتى يمضي في تنفيذ الاتفاق الذي يقول إن مستقبل ترامب السياسي "أصبح مرهونا به".
وقد نقل أكسيوس عن 4 مسؤولين إسرائيليين وآخر أميركي أن زيارة دي فانس "تعبر عن رغبة ترامب في مواصلة الاتفاق حتى نهايته".
كما نقلت القناة 13 أن ضباطا أميركيين سيقيمون مركزا للقيادة في غلاف غزة لإدارة الفرق الدولية التي ستتولى مهمة البحث عن جثث الأسرى المتبقين في القطاع.
أما المقاومة الفلسطينية فلديها تقديرات بأن نتنياهو يريد وقف الاتفاق عند النقطة الحالية، بحيث يدخل المرحلة الثانية بدون فتح المعبر أو إدخال المساعدات، لأن استحقاقات هذه المرحلة قد تهدد مستقبله السياسي، كما يقول مدير المؤسسة الفلسطينية للإعلام إبراهيم المدهون.
وهذا ما دفع الجانب الفلسطيني لمطالبة الوسطاء بالضغط على إسرائيل ومنع استخدام المعبر ودخول المساعدات ومواصلة الخروقات، كسلاح لدخول المرحلة الثانية، حسب المدهون، الذي استبعد الدخول في مرحلة جديدة بينما لم تلتزم إسرائيل بما اتفقت عليه في المرحلة الأولى.
وفي السياق نفسه، قال مدير مركز عدالة الحقوقي والمختص في السياسيات الإسرائيلية حسن جبارين، إن حكومة إسرائيل لديها عقبات ذاتية تمنعها من الانتقال للمرحلة الثانية أو إبقاء الوضع كما هو عليه.
فقد أصبحت هذه الحكومة المتطرفة التي ترى استيطان غزة هدفا إستراتيجيا، تقف حاليا موقف الخاسر في الحالتين لأن انتقالها للمرحلة الثانية يعني الانسحاب من القطاع، وعدم انتقالها لها يعني منح حماس فرصة إعادة بناء قوتها بعدما استعادت سيطرتها بشكل كبير على عدد من المناطق، حسب المدهون.
إعلان
وتكمن مشكلة الحكومة المقبلة على انتخابات برلمانية ليست بعيدة، وفق المدهون، في أنها فشلت في تحقيق صورة النصر المطلق بعد عامين من الحرب لأنها لم تنه وجود حماس كما هو واضح للإسرائيليين، ولم تهجر الفلسطينيين، ومن ثم فإن الاتفاق برمته يمثل مشكلة جذرية لها.
0 تعليق