قررت سلطات الاحتلال، اليوم الاثنين، فتح معبري كرم أبو سالم وكيسوفيم، بهدف استئناف إدخال شاحنات المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة.
ويكتسب هذا القرار، الذي نقلته وسائل إعلام عبرية، أهمية خاصة كونه يمثل تراجعاً عن قرار سابق بوقف شامل للمساعدات، مما يعيد فتح شريان حيوي لغزة وسط ظروف إنسانية معقدة.بحسب ما نقلته القناة الـ12 العبرية، فإن قرار إعادة الفتح صباح الاثنين جاء بعد تعهد من سلطات الاحتلال بذلك. وأكد مسئول أمريكي، لم تُكشف هويته، هذه الأنباء، مشيراً إلى أن الاحتلال تعهد بإعادة فتح المعابر صباحاً، دون أن تذكر المصادر مزيداً من التفاصيل حول آلية الاستئناف أو حجم المساعدات المتوقع إدخالها.
ويشير هذا التراجع السريع عن قرار الإغلاق، إلى أبعاد سياسية ودبلوماسية هامة. ويبدو أن القرار الجديد جاء نتيجة لضغوط دولية، وتحديداً أمريكية، وهو ما يُستدل عليه من تأكيد المسئول الأمريكي لوسائل الإعلام العبرية. وتُبرز هذه الحادثة مدى ارتباط الملف الإنساني وإدخال المساعدات كأداة ضغط سياسي، كما تكشف عن هشاشة تفاهمات وقف إطلاق النار واعتمادها على وساطات خارجية.
ويأتي هذا التطور بعد يوم واحد فقط من إعلان سلطات الاحتلال، أمس الأحد، عن وقف إدخال جميع المساعدات إلى قطاع غزة. وقد وُصف هذا الإجراء في حينه بأنه "خرق فاضح" لاتفاق وقف إطلاق النار القائم مع الفصائل الفلسطينية، مما هدد بانهيار التفاهمات الهشة وزيادة التوتر الميداني.
ويمثل استئناف إدخال المساعدات خطوة ضرورية لتخفيف الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، ولكنه يُبقي الوضع رهناً للقرارات السياسية المتقلبة للاحتلال. ويبقى المسار العام للوضع في غزة معتمداً على مدى الالتزام بتفاهمات التهدئة، وسط ترقب دولي لضمان تدفق المساعدات بشكل مستدام ومنتظم، بعيداً عن المناكفات السياسية.

 
            
0 تعليق