في تطور مزدوج، وجّه وزير دفاع الاحتلال، يسرائيل كاتس، تحذيراً شديد اللهجة إلى قادة حماس، محمّلاً إياهم مسؤولية أي حوادث مستقبلية. ويأتي هذا التصعيد الخطابي بالتزامن مع استعداد سلطات الاحتلال لخطوة إنسانية، تتمثل في تسلم رفات أحد المحتجزين الإضافيين في وقت لاحق اليوم، الاثنين.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن وزير دفاع الاحتلال، يسرائيل كاتس، قوله إنه تم إبلاغ قادة حماس برسالة واضحة عبر الوسطاء الأمريكيين. وجاء في الرسالة: "يجب على كل عنصر لحماس ألا يجتاز الخط الأصفر".
وشدد كاتس، في تصريحاته، على أن "قادة حماس سيتحملون المسؤولية عن أيّ حادثة يمكن أن تحدث"، في إشارة إلى أن أي خرق للتفاهمات سيقابل برد فعل.
وفي سياق متصل، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن سلطات الاحتلال تجري استعدادات لوجستية، لتسلم رفات أحد محتجزيها في وقت لاحق ليلة الاثنين ، دون أن تكشف المصادر عن مزيد من التفاصيل حول هوية الرفات، أو الآلية التي ستتم بها عملية التسليم حتى اللحظة.
ويحمل تحذير كاتس دلالات سياسية ودبلوماسية هامة؛ فاستخدام الوسطاء الأمريكيين لإيصال الرسالة، يهدف إلى إعطاء التحذير وزناً دولياً، وإلزام واشنطن بالضغط على الأطراف لضمان الهدوء. كما يُظهر مصطلح "الخط الأصفر" رغبة الاحتلال في فرض معادلة ردع واضحة.
في المقابل، يُظهر الاستعداد لتسلم الرفات أن قنوات التفاوض، ولو بالحد الأدنى أو عبر ملفات إنسانية بحتة، لا تزال تعمل في الكواليس. ويشير هذا التناقض بين لغة التهديد العسكري، والتحرك في الملف الإنساني، إلى تعقيد المشهد، حيث يسعى كل طرف لتحسين موقعه التفاوضي دون التسبب بانهيار كامل للوضع.
ويبقى المسار العام للوضع مرهوناً بالتطورات الميدانية خلال الساعات القادمة، وبمدى نجاح الوسطاء في إدارة هذه الرسائل المزدوجة. وسيكون نجاح عملية تسلم الرفات الليلة، أو فشلها، مؤشراً هاماً على مستقبل المفاوضات، ومدى تأثير التحذيرات السياسية الأخيرة على المسار الإنساني للملف.
0 تعليق