مقاطع قديمة توظفها إسرائيل في حملة ضد حماس بغزة - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

أطلقت حسابات إسرائيلية -وبعضها رسمي- حملة رقمية واسعة على منصات التواصل تهدف إلى تصوير الإجراءات التي تتخذها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة ضد الخارجين عن القانون والعملاء واللصوص على أنها عمليات قمع وعنف ضد المدنيين.

وركزت هذه الحسابات على مشاهد رافقت بعض عمليات الملاحقات الأمنية، متجاهلة السياق الذي جرت فيه وأنها حملة أعلنتها الحركة لـ"ملاحقة الخارجين على القانون" بعد أشهر من الفوضى الأمنية التي رافقت الحرب على غزة.

اقرأ أيضا

list of 2 items end of list

مشاهد قديمة

وبدأت الحملة بمقطع فيديو نشرته وزارة الخارجية الإسرائيلية عبر منصة "إكس"، يُظهر ملثمين يضربون شابا ويطلقون النار عليه في أحد شوارع غزة. وأرفقت الوزارة الفيديو بتعليق قالت فيه "مشاهد صعبة: كما حذّرت الإدارة الأميركية، تمارس حماس وحشية ضد المدنيين الفلسطينيين. يجب تطبيق وقف إطلاق النار بالكامل. يجب رحيل حماس. يجب نزع سلاح غزة".

لكن بعد التحقق من المقطع ظهر أنه ليس حديثا كما زعم، إذ يعود إلى أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، حين انتشر توثيقا لعملية نفذتها وحدة "سهم" -وهي قوة خاصة تابعة للأجهزة الأمنية في غزة- لمحاسبة شاب متهم بابتزاز فتيات خلال الحرب.

كما تداولت حسابات إسرائيلية مقاطع أخرى تُظهر مسلحين يضربون ويطلقون النار على مجموعة من الشبان، وقدمتها على أنها مشاهد جديدة توثق ما سمّته "عودة حماس إلى القمع بعد وقف إطلاق النار".

ومن بين تلك الحسابات حساب "غزة وود" (GAZAWOOD) الذي كتب "لقد عادت حماس"، بينما نشر آخر تغريدة تقول "حماس تواصل تعذيب سكان غزة. صمت الأمم المتحدة. صمت الإعلام الدولي".

إعلان

وانضمت وزارة الخارجية الإسرائيلية مجددا إلى الموجة بنشر المقطع ذاته مع تعليق قالت فيه: "حماس الدولة الإرهابية التي تسيطر على غزة ترتكب انتهاكات وحشية ضد الفلسطينيين في سعيها لاستعادة سيطرتها. ينبغي على الصحافة المسؤولة تسليط الضوء على هذا الأمر. ندعو جميع وسائل الإعلام إلى توفير تغطية مناسبة لهذا التهديد للأمن الإقليمي. يجب تطبيق وقف إطلاق النار. يجب رحيل حماس. يجب نزع سلاح غزة".

غير أن البحث العكسي الذي أجريناه كشف أن هذا المقطع قديم أيضا، إذ يعود إلى يونيو/حزيران الماضي، أي قبل بدء وقف إطلاق النار الأخير. ونُشر المقطع وقتها على قناة "وحدة سهم" عبر تلغرام مع توضيح أنه يوثق عملية أمنية ضد عصابات وجواسيس يتبعون للعميل ياسر أبو شباب خلال فترة الهدنة السابقة.

خطاب موجه

كما ضجّت الحسابات الإسرائيلية خلال الأيام الماضية بمقاطع مصورة جديدة خرجت من غزة، تُظهر عناصر من وحدة سهم وهم يحاسبون عددا من العملاء واللصوص وتجار المخدرات الذين كُشفوا خلال الحرب. وقدّمت تلك الحسابات المشاهد على أنها دليل على عودة حركة حماس للانتقام من سكان غزة وفرض سيطرتها بالقوة، متجاهلة طبيعة العمليات الموثقة وكونها جزءًا من حملة أمنية داخلية ضد الخارجين عن القانون.

وتعمّد حساب "غزة وود" إعادة نشر مقطع فيديو يُظهر مواطنا من غزة خلال ملاحقته من قِبل عناصر أمنية بتهمة ترويج المخدرات، بحسب ما أوضحت وحدة “سهم” في منشورها الأصلي، لكن الحساب الإسرائيلي قدم المقطع بصورة مختلفة، إذ كتب في تعليقه: "اختطفت حماس مواطنا من غزة ظهر في مقطع فيديو يشكر ترامب، وظهر وهو يُكسَر ساقيه. في الثانية 47 يمكنكم مشاهدة المقطع وهو يشكر ترامب".

كما أعادت الصحفية الإسرائيلية الأميركية إميلي شريدر نشر المقطع ذاته عبر حسابها على منصة "إكس"، وعلّقت بالقول: "حماس تكسر ساقي مدني في غزة لظهوره في فيديو قال فيه: شكرا ترامب"

لكن مراجعة المصدر الأصلي أظهرت أن الفيديو نُشر في 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري عبر حساب "وحدة سهم" على تطبيق تلغرام، مرفقا باسم الشخص وتهمته المعلنة وهي ترويج المخدرات، وهو ما يؤكد أن الواقعة جنائية الطابع وليست كما صُورت في الخطاب الإسرائيلي.

وتزامن هذا الزخم في تداول المقاطع والصور ضد حماس مع بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية تحدث عن "تقارير موثوقة" تشير إلى خرق وشيك لوقف إطلاق النار من قبل الحركة في غزة. وقال البيان إن أي هجوم محتمل من هذا النوع سيشكّل "انتهاكا مباشرا وخطيرا لاتفاق وقف إطلاق النار، وسيقوّض التقدم الذي تحقق بفضل جهود الوساطة".

إعلان

وفي المقابل، رفضت حركة حماس ما ورد في البيان الأميركي، ووصفت الادعاءات الأميركية بأنها باطلة وتتماهى مع الدعاية الإسرائيلية المضللة.

وقالت الحركة في بيان صحفي: "ترفض حركة حماس الادعاءات الواردة في بيان وزارة الخارجية الأميركية، وتنفي جملة وتفصيلا المزاعم الموجهة بحقها عن هجوم وشيك، أو انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار. إن هذه الادعاءات الباطلة تتساوق بشكل كامل مع الدعاية الإسرائيلية المضللة، وتوفر غطاء لاستمرار الاحتلال في جرائمه وعدوانه المنظَّم ضد شعبنا".

0 تعليق