نفاد المخزونات وذعر عالمي.. ذهب الفقراء الفضة يشهد أزمة غير مسبوقة! - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
الطلب الهندي: ارتفاع "جنوني" وغير مسبوق أدى لنفاد مخزون أكبر مصفاة في الهند (MMTC Pamb) لأول مرة. القمة التاريخية: قفز سعر الفضة الفوري فوق 54 دولاراً للأونصة الأسبوع الماضي. التقلب الحاد: شهد السعر هبوطاً مفاجئاً بنسبة 6.7% بعد تسجيل القمة، مما يعكس توتر السوق. العلاوات السعرية: وصلت العلاوات فوق السعر العالمي في الهند إلى دولار واحد، ثم قفزت إلى 5 دولارات في أسواق مومباي. استنزاف الصناديق: اشترى مستثمرو صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) أكثر من 100 مليون أونصة من الفضة هذا العام، مستنزفين المعروض المادي.

يشهد سوق الفضة العالمي أخطر أزمة إمدادات له منذ عقود، مدفوعة بطلب "جنوني" وغير مسبوق من الهند خلال موسم الأعياد، مما أدى إلى نفاد المخزونات لدى كبار الموردين وإثارة حالة من الذعر انتقلت إلى سوق لندن العالمي.

هذه الأزمة، التي دفعت أسعار "ذهب الفقراء" إلى مستويات قياسية قبل أن تشهد تقلبات حادة، تكشف عن هشاشة سلاسل الإمداد العالمية وتغيرات جذرية في سلوك المستهلكين والمستثمرين.

الشرارة الهندية.. من الأعياد إلى وسائل التواصل الاجتماعي بدأت الأزمة تتشكل في الهند، أكبر مستهلك للفضة في العالم. فمع ارتفاع أسعار الذهب لمستويات قياسية، اندفع ملايين الهنود خلال احتفالات "دهنتيراس" و"ديوالي" نحو شراء الفضة كبديل أرخص لتكريم إلهة الثروة.


وقال فيبين راينا، رئيس قسم التداول في "إم إم تي سي بامب إنديا" (أكبر مصفاة للمعادن الثمينة في الهند)، إن شركته نفدت مخزوناتها من الفضة لأول مرة في تاريخها.

ووصف الوضع بأنه "حالة جنونية لم ير مثلها في مسيرته الممتدة 27 عامًا"، حيث يشتري الناس الفضة بأسعار مرتفعة غير مسبوقة.

ولم يقتصر الأمر على الطلب الموسمي التقليدي. فقد لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً، حيث روّج مؤثرون لفكرة أن الفضة هي "الاستثمار القادم" بعد صعود الذهب، مستندين إلى نسبة سعر الذهب إلى الفضة المرتفعة.

هذا الترويج زاد من حدة الطلب ورفع العلاوات السعرية فوق الأسعار العالمية من بضعة سنتات إلى دولار كامل.

انتقال الذعر إلى لندن.. السوق "شبه متوقف" مع نضوب الإمدادات المحلية وإغلاق الصين (مصدر رئيسي آخر) بسبب العطلات، لجأ التجار الهنود إلى سوق لندن لتلبية الطلب. لكنهم وجدوا أن خزائن لندن شبه فارغة من الفضة المتاحة للتداول الفوري.

ورغم احتفاظ لندن بكميات ضخمة تزيد قيمتها على 36 مليار دولار، إلا أن معظمها مملوك لمستثمرين في صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs)، التي اشترت بنفسها أكثر من 100 مليون أونصة هذا العام، مستنزفة المعروض المادي.

ووصل الأمر إلى درجة أن بنك جيه بي مورغان، أحد أكبر الموردين للهند، أبلغ عملاءه قبل أسبوعين بأنه لا يملك كميات متاحة للتسليم الفوري.

هذا الشح الهائل أدى إلى حالة ذعر في سوق لندن، الذي وُصف بأنه "شبه متوقف"، حيث امتنعت بعض البنوك الكبرى عن تقديم عروض أسعار بسبب الضغط الهائل. ونتيجة لذلك، قفز سعر الفضة الفوري فوق 54 دولاراً الأسبوع الماضي، قبل أن يهبط فجأة بنسبة 6.7%، في تذبذب يعكس حالة التوتر الشديد.

تداعيات على الصناديق والأسواق المحلية أجبرت الأزمة مديري الصناديق في الهند على اتخاذ إجراءات سريعة، حيث أوقفت شركات كبرى مثل "كوتاك" و "يو تي آي" و "بنك الدولة الهندي" استقبال اشتراكات جديدة في صناديق الفضة التابعة لها بسبب نفاد المخزونات وارتفاع العلاوات.

وفي أسواق المجوهرات الشهيرة في مومباي، وصلت العلاوات السعرية إلى مستويات قياسية بلغت 5 دولارات للأونصة فوق الأسعار العالمية، وسط مزايدات من المشترين الأثرياء لتأمين أي كميات متاحة.

ووصف أميت ميتال، المدير العام لشركة تجارة سبائك في نيودلهي، الوضع بأنه استثنائي ولم يشهده طوال 28 عاماً، محذراً من أن هذه الأزمة تهدد بتغيير موازين تجارة المعادن الثمينة في العالم.

0 تعليق