ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت، اليوم الأربعاء، بنسبة تجاوزت 1.6%، لتعود وتتداول فوق مستوى 62 دولاراً للبرميل.
ويأتي هذا الانتعاش، الذي أوقف سلسلة من الخسائر الأسبوعية، مدفوعاً بشكل مباشر بإعلان واشنطن عن خطط لشراء الخام لإعادة ملء الاحتياطي البترولي الاستراتيجي، مما خلق طلباً جديداً في السوق، بالرغم من استمرار المخاوف بشأن فائض المعروض العالمي.
أظهرت شاشات التداول، أن عقود نفط برنت تسليم ديسمبر 2025 ارتفعت بنسبة 1.68% لتصل إلى 62.35 دولاراً للبرميل.
ويأتي هذا الارتفاع بعد أن لامس السعر أدنى مستوى له في 5 أشهر خلال تداولات الأمس، حيث تراوح التداول اليوم بين 61.37 دولاراً و62.46 دولاراً.
التحليل (العوامل المحركة للسوق): يأتي هذا الارتفاع قصير المدى في مواجهة اتجاه عام كان يميل للهبوط خلال الأسابيع الماضية. ويمكن تلخيص العوامل المتضاربة التي تشكل المشهد الحالي لسوق النفط كالتالي:
الدعم الفوري (سبب الارتفاع): المحرك الرئيسي لقفزة اليوم هو إعلان الولايات المتحدة عن خططها لشراء مليون برميل من الخام لإعادة ملء الاحتياطي البترولي الاستراتيجي (SPR).
يمثل هذا الإعلان تدخلاً حكومياً مباشراً في السوق، ويخلق طلباً فورياً ساهم في تعافي الأسعار من أدنى مستوياتها. كما ساهم انتهاء عقد خام غرب تكساس الوسيط لشهر نوفمبر يوم أمس في زيادة تقلب الأسعار.
الضغط النزولي (تراجع المخاطر الجيوسياسية): شهدت الأسواق في الأسبوعين الماضيين انخفاضاً كبيراً في "علاوة المخاطر الجيوسياسية" التي كانت تدعم الأسعار.
فمع نجاح "قمة شرم الشيخ للسلام" والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، تراجعت المخاوف من انقطاع الإمدادات من الشرق الأوسط. ووصف أحد المحللين هذا التطور، بالإضافة إلى المحادثات المحتملة بين ترمب وبوتين بشأن أوكرانيا، بأنه "كمية غير مسبوقة من المخاطر خرجت من السوق".
الضغط النزولي (فائض المعروض): العامل الأساسي الذي يضغط على الأسعار على المدى الطويل هو الخوف من "تخمة المعروض". فقد أصدرت وكالة الطاقة الدولية (IEA) الأسبوع الماضي توقعات متشائمة، حذرت فيها من أن السوق قد يواجه فائضاً كبيراً في 2026.
ويأتي هذا في وقت تستمر فيه مجموعة "أوبك+" في التراجع التدريجي عن تخفيضات الإنتاج، بالتزامن مع وصول الإنتاج الأمريكي إلى مستويات قياسية.
الضغط النزولي (ضعف الطلب): لا يزال نمو الطلب العالمي على النفط "ضعيفاً". ويُعزى هذا التباطؤ إلى المناخ الاقتصادي الكلي الصعب، والتوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين (أكبر مستهلكين للنفط في العالم)، بالإضافة إلى زيادة الاعتماد على السيارات الكهربائية.
يجد سوق النفط نفسه حالياً في حالة "شد حبل"؛ فبينما قدم إعلان إعادة ملء الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي دعماً قصير المدى للأسعار، لا تزال العوامل الأساسية (فائض العرض وضعف الطلب) تضغط بقوة على السوق.
ويترقب المستثمرون الآن أي تطورات جديدة بشأن النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، والذي قد يحدد اتجاه الطلب، وبالتالي مسار الأسعار خلال الربع الأخير من العام.
0 تعليق