الزويدين.. قرية فلسطينية يخنقها المستوطنون لترحيل سكانها - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

الخليل- لم تُجد نفعا أوراق الملكية ولا الوجود التاريخي لسكان قرية الزويدين الفلسطينية بجنوبي الضفة في معركة صدّ اعتداءات المستوطنين وأطماعهم عنهم وعن ممتلكاتهم، إذا بات الاستيطان وبحماية رسمية ينهش أطرافها ويخنقها شيئا فشيئا.

تضاعفت معاناة السكان مع تزايد هجمات المستوطنين على فلسطينيي الضفة خلال العامين الأخيرين، بالتزامن مع حرب الإبادة على قطاع غزة، إذ أدت تلك الهجمات إلى تهجير 33 تجمعا بدويا فلسطينيا تتكون من 455 عائلة تشمل 2853 فردا، وفق هيئة مقاومة الجدار الفلسطينية.

يحرم سكان قرية الزويدين، وعددهم نحو 700 نسمة، من استغلال آلاف الدونمات من أراضيهم ذات الملكية الخاصة سواء للزراعة أو رعي الماشية، فقد أصبح المستوطن شمعون عطية خلال عامي الحرب أداة المشروع الاستيطاني في ترهيب السكان وملاحقتهم وحصارهم، وفق ابن القرية الناشط والباحث في منظمة بتسليم الإسرائيلية عدي طعميات في حديثه للجزيرة نت.

جيش الاحتلال والمستوطنين في قرية الزويدين
جيش الاحتلال إلى جانب المستوطنين في قرية الزويدين (الجزيرة)

حكاية شمعون

يقول طعيمات إن المستوطن الإسرائيلي أقام قبل نحو 3 سنوات بؤرة استيطانية بمحاذاة منازل المواطنين الفلسطينيين، وبحماية الجيش ودعمه بدأ يفرض سلطته وهيمنته في محيط البؤرة لدرجة منع الفلسطينيين من استغلال نحو ألفي دونم من أراضيهم.

وبعد فرض هيمنته على الأرض، بدأ المستوطن يقتحم القرية ويدهم أحياءها ويعتدي على السكان، ومن ذلك محاولة سرقة قطيع من الأغنام قبل أسابيع، لكن هبّة المواطنين أفشلت المحاولة، بينما تداعى المستوطنون من البؤر الاستيطانية المجاورة لمهاجمة الفلسطينيين وأصابوا أحدهم بالرصاص وآخرين برضوض وجروح، وأكمل الجيش المهمة باقتحام منازل الفلسطينيين وتفتيشها وتحطيم محتوياتها واعتقال 19 مواطنا من سكانها، بسبب منعهم اعتداءات المستوطنين.

يشير طعيمات إلى نشر مزيد من البؤر الاستيطانية في محيط القرية خلال حرب الإبادة، بينها بؤرة يسكنها مستوطن يدعى موشي في الجهة الشمالية يقوم بمراقبة أي تحرك في القرية ويبلغ الجيش والجمعيات الاستيطانية بما في ذلك أعمال الترميم والبناء إذ صودرت معدات أكثر من مرة، بل أُخطرت مدرسة بالهدم تبلغ مساحتها نحو 150 مترا مربعا.

إعلان

وأشار إلى قيام المستوطنين بمد شبكة مياه بلاستيكية مكشوفة بين بؤرتين استيطانيتين، تجتاز أراضي القرية، ويراقب المستوطنون حركة المركبات ويمنعون مرورها فوق الشبكة مما أدى إلى شلل تام في القرية.

مستوطن يرعى أغنامه في أرض فلسطينية
مستوطن يرعى أغنامه في أرض فلسطينية بقرية الزويدين (الجزيرة)

ضغط للترحيل

تحدث طعيمات عن حوادث واعتداءات متكررة، منها مهاجمة المركبات وتحطيم زجاجها وقطع المياه وتقطيع أشجار الزيتون وإتلاف خزانات المياه، والاعتداء على المتضامنين الأجانب، واعتراض طلبة المدارس، موضحا أن كل شكاوى السكان للشرطة الإسرائيلية يتم تجاهلها ولا تؤخذ على محمل الجد بعكس طريقة التعامل مع شكاوى المستوطنين.

ولفت إلى أن جزءا من سكان القرية كانوا يعملون داخل إسرائيل، في حين يشتغل الباقي في الزراعة والثروة الحيوانية، لكنهم اليوم محاصرون بلا عمل.

على الصعيد الصحي، ذكر أن الخدمات معدومة تماما، حيث لا تتوفر للسكان حتى عيادة طوارئ وهناك مشقة في نقل المرضى إلى المشافي بسبب ملاحقة مركبات السكان، موضحا أن المشكلة تتضاعف مع الحوامل والأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية ومطاعيم منتظمة.

وخلص إلى أن الهدف من المضايقة والهجمات المتكررة هو شلّ سبل المعيشة وجعل الحياة مستحيلة ومن ثم إجبار السكان على الرحيل والهجرة، لإتاحة الفرصة لمزيد من التوسع الاستيطاني وربط البؤر الاستيطانية ببعضها، لكنه يشدد "نحن هنا منذ قرون، ولدنا هنا ونموت هنا ولن نرحل مهما كان الثمن".

يحيى الكعابنة أصيب برصاص مستوطن إسرائيلي في 4 أكتوبر 2025
يحيى الكعابنة أصيب برصاص مستوطن إسرائيلي وضرب على رأسه في 4 أكتوبر/تشرين الأول 2025 (الجزيرة)

الهجوم الأكبر

وقرية الزويدين منسوبة إلى سكانها من "الزويدين" وهم جزء من عشيرة الكعابنة، وتقع ضمن بادية جنوب الخليل التي تتكون من 8 تجمعات قروية بدوية تمتد من قرية بني نعيم شمالا حتى حدود 1948 جنوبا، وهي على سفوح جبال الخليل المحاذية للبحر الميت، وفق محمد الكعابنة، أحد سكان القرية.

وقال -للجزيرة نت- إن معاناة القرى بدأت مع احتلال الضفة عام 1967، وتتمثل في "القتل والاعتقال والتهجير ومصادرة الأراضي والمنع من الوصول إلى المراعي وآبار المياه ومصادرة المواشي، وتدمير الغطاء النباتي عبر التدريبات العسكرية وعمليات النسف والتفجير والتجريف من خلال إنشاء معسكر للتدريب، وتشويه وجه الأرض تماما، إضافة إلى اشتداد سياسة هدم المنازل إما بذريعة وجودها في منطقة إطلاق نار أو مناطق ج (خاضعة لسيطرة إسرائيلية كاملة) أو قرب المستوطنات وغيرها".

وعن تفاصيل الهجوم الأكبر على القرية في 4 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، يوضح أن المستوطنين من بؤرة "شمعون" حاولوا الاستيلاء على قطيع أغنام لعائلة "الأتيمين" يرعاها أطفال قاصرون على بعد 150 مترا من منازل السكان، في منطقة تعتبر أرضا خاصة بوثائق أردنية وتركية، غير مصادرة ولا عسكرية ولا يمنع التواجد فيها.

وأضاف أن المستوطنين "رشقوا الأغنام والمواطنين بالحجارة، وتمت ملاحقة القطيع لسرقته والاعتداء على أصحابه حتى إن المستوطنين دخلوا بين المنازل واستمر الاعتداء بعنف شديد تخلله إطلاق النار أصيب فيه أخي يحيى برصاصة في الفخذ الأيسر وجراح بالغة في الرأس بحجر وعصا".

إعلان

وقال الكعابنة إن يحيى تعرض لإطلاق نار مباشر من قبل المستوطن ومكث في العناية المكثفة 4 أيام، وبعد ذلك الاعتداء اقتحم الجيش القرية مرات عدة نكّل خلالها بالمواطنين تحت التهديد والوعيد إذا تم "مجددا التعرض للمستوطنين (اعتراض طريقهم)".

وأشار إلى إصابة العديد من الشبان بجروح متفاوتة واعتقال ما يزيد على 19 شابا "تم التنكيل بهم بعد تقييدهم وعصب أعينهم ونقلهم إلى مركز للشرطة بمدينة الخليل، حيث استمر التحقيق حتى ساعات الفجر وأفرج عنهم بعد ذلك".

وأوضح أن الاعتداءات تصاعدت مع إنشاء بؤرة "شمعون" وتخللها "التعدي المتصاعد على المواطنين وأملاكهم وحقولهم، وإتلاف المحاصيل الزراعية، والمنع من الرعي، والتعدّي بالضرب على السكان واعتراض طريقهم".

0 تعليق