عاجل

ارتفاع ملحوظ.. استطلاع لـرويترز: 59% من الأمريكيين يؤيدون الاعتراف بدولة فلسطينية بعد اتفاق غزة - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تطرق الاستطلاع أيضاً إلى تقييم الرأي العام لدور الرئيس دونالد ترمب في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار

كشف استطلاع رأي حديث أجرته وكالة "رويترز" الأمريكية للأنباء عن ارتفاع ملحوظ في تأييد الرأي العام الأمريكي للاعتراف بدولة فلسطينية، حيث أعرب 59% من المشاركين عن دعمهم لهذه الخطوة.

ويمثل هذا الرقم زيادة طفيفة ولكنه لافت مقارنة باستطلاع مماثل أُجري قبل شهرين، ويأتي في أعقاب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بوساطة أمريكية.

ويشير هذا التحول في الرأي العام، وإن كان تدريجياً، إلى تأثير محتمل للأحداث الأخيرة على المواقف الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، ويكشف عن انقسام حزبي واضح تجاه هذه القضية المحورية.

تزايد الدعم للاعتراف.. الأرقام تتحدث

أظهر الاستطلاع الجديد، الذي شمل عينة تمثيلية من البالغين الأمريكيين، أن ما يقرب من ستة من كل عشرة أمريكيين (59%) يؤيدون الآن الاعتراف الأممي بدولة فلسطين.


ويمثل هذا ارتفاعاً بنقطة مئوية واحدة عن استطلاع أغسطس/آب الماضي، الذي أظهر تأييد 58% من الأمريكيين لنفس المطلب.

وفي المقابل، بلغت نسبة المعارضين للاعتراف بدولة فلسطينية في الاستطلاع الأخير حوالي 33%، بينما لم يبدِ 8% رأياً محدداً (انخفاض طفيف عن 9% في أغسطس).

انقسام حزبي حاد: الديمقراطيون في المقدمة

كشف الاستطلاع عن فجوة كبيرة في المواقف بين مؤيدي الحزبين الرئيسيين:

الديمقراطيون: أظهروا تأييداً قوياً وواسعاً للاعتراف بدولة فلسطينية، حيث بلغت نسبة المؤيدين بينهم 80%.

ويعكس هذا الرقم التحول المستمر داخل قاعدة الحزب الديمقراطي نحو مواقف أكثر تعاطفاً مع الحقوق الفلسطينية.

الجمهوريون: كانت نسبة التأييد أقل بكثير بين الجمهوريين، لكنها لا تزال لافتة، حيث أيد 41% منهم الاعتراف بدولة فلسطينية.

ورغم أن أغلبية الجمهوريين لا تزال تعارض أو غير متأكدة، إلا أن هذه النسبة تشير إلى وجود تيار غير قليل داخل الحزب قد يكون منفتحاً على هذا الخيار، ربما بتأثير من نهج الرئيس ترمب الذي يركز على "صنع الصفقات".

ترمب واتفاق غزة: انقسام حول استحقاق الثناء

تطرق الاستطلاع أيضاً إلى تقييم الرأي العام لدور الرئيس دونالد ترمب في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في غزة. وأظهرت النتائج انقساماً شبه متساوٍ:

51% من الأمريكيين يعتقدون أن ترمب يستحق الثناء إذا صمد وقف إطلاق النار.

42% لا يرون أنه يستحق الثناء على هذا الإنجاز.

ويعكس هذا الانقسام الاستقطاب السياسي الحاد في الولايات المتحدة، حيث يميل مؤيدو ترمب إلى منحه الفضل في الإنجازات الدبلوماسية، بينما يظل معارضوه متشككين في دوافعه ونتائج سياساته.

دلالات وتداعيات محتملة

على الرغم من أن التحول في الرأي العام لا يزال طفيفاً، إلا أن استمرار الاتجاه التصاعدي في تأييد الاعتراف بدولة فلسطينية يحمل دلالات هامة:

تأثير الحرب: قد تكون المشاهد المروعة للحرب في غزة على مدار عامين، والكارثة الإنسانية التي تلتها، قد ساهمت في زيادة التعاطف مع الفلسطينيين وتغيير وجهات نظر بعض الأمريكيين.

دور ترمب: ربما يكون انخراط ترمب المباشر ونجاحه (حتى الآن) في وقف الحرب قد شجع بعض مؤيديه على تبني مواقف أكثر براغماتية تجاه حل الدولتين.

ضغط مستقبلي؟: على المدى الطويل، قد يترجم هذا التحول التدريجي في الرأي العام إلى ضغط أكبر على الإدارات الأمريكية المستقبلية لتبني سياسات أكثر توازناً تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، على الرغم من أن السياسة الخارجية الأمريكية غالباً ما تتأثر بعوامل استراتيجية ولوبيات ضغط تتجاوز الرأي العام المباشر.

يبقى السؤال الأهم هو ما إذا كان هذا التحول في المزاج الشعبي سيستمر ويتعمق، وما إذا كان سيؤدي في النهاية إلى تغيير ملموس في السياسة الأمريكية الرسمية تجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو المطلب الذي طال انتظاره فلسطينياً وعربياً ودولياً.

0 تعليق