الحكومة تقر مشروع قانون للمصادقة على اتفاقية لاستغلال الذهب في أبو خشيبة في الاردن - الأول نيوز

قرَّر مجلس الوزراء يوم الأربعاء الموافقة على الأسباب الموجبة لمشروع قانون يهدف إلى التَّصديق على الاتفاقيَّة التنفيذيَّة المبرمة بين وزارة الطاقة والثروة المعدنية و"شركة وادي عربة للمعادن".

وتتعلق الاتفاقية بأعمال تقييم وتطوير واستغلال معدن الذهب والمعادن المصاحبة له في منطقة أبو خشيبة.

كما يصدّق مشروع القانون على الرخصة الممنوحة للشركة لممارسة أنشطة الاستكشاف والتنقيب والتطوير والتشغيل وإنتاج وتسويق الذهب والمعادن المصاحبة.

ويأتي إرسال الاتفاقية إلى السلطة التشريعية في شكل مشروع قانون التزاماً بمتطلبات دستورية، وتحديداً:

المادة 117 من الدستور الأردني: والتي تنص على أن "كلّ امتياز يعطى لمنح أي حق يتعلق باستثمار المناجم أو المعادن أو المرافق العامة يجب أن يصدَّق عليه بقانون".

قانون المصادر الطبيعية: تنفيذاً للمادة (9) من القانون، التي تؤكد على ضرورة المصادقة على اتفاقيات المشاركة في الإنتاج وفقاً للمادة 117 من الدستور.

وبعد موافقة مجلس الوزراء، سيتم استكمال الإجراءات القانونية والدستورية اللازمة لإقرار القانون.

وأكدت الحكومة أن هذه الاتفاقيَّة تأتي في إطار جهودها لدعم الاستثمار في قطاع التَّعدين والثَّروات الطَّبيعيَّة، لما له من دور في دعم الاقتصاد الوطني، وتنمية المجتمعات المحليَّة، وتوفير فرص عمل جديدة.

يتمتع الذهب في الأردن بمكانة خاصة تجمع بين الإرث التاريخي العريق، والدور الثقافي والاجتماعي الراسخ، والأهمية الاقتصادية المتزايدة كمكون رئيسي في سوق المجوهرات وكـ "ملاذ آمن" للادخار والاستثمار.

1. الذهب كصناعة وسوق

يُعتبر سوق الذهب الأردني من الأسواق المنظمة والنشطة في المنطقة، ويخضع لرقابة صارمة لضمان الجودة وحماية المستهلك.

الدمغة الأردنية (الختم الرسمي):

الجهة المسؤولة: مؤسسة المواصفات والمقاييس الأردنية (JSMO) هي الجهة الحكومية الوحيدة المخولة بفحص ودمغ (ختم) المصوغات الذهبية والفضية والبلاتينية.

أهميتها: لا يُسمح ببيع أي قطعة ذهب في السوق الأردني (سواء كانت محلية الصنع أو مستوردة) دون أن تحمل "الدمغة" الأردنية الرسمية.

كيف تعمل: تمر القطعة الذهبية بعملية فحص دقيقة في مختبرات المؤسسة لتحديد العيار الحقيقي. إذا طابقت العيار المعلن، يتم دمغها إما بالليزر أو بالختم اليدوي.

حماية المستهلك: هذه الدمغة هي ضمان للمستهلك بأن القطعة التي يشتريها مطابقة تماماً للعيار المدفوع ثمنه (مثل عيار 21 أو 18)، مما يمنع أي تلاعب أو غش.

العيارات الأكثر رواجاً:

عيار 21: هو العيار الأكثر شعبية وطلباً في الأردن، ويُستخدم بشكل أساسي في المجوهرات المخصصة للمناسبات الاجتماعية (كالزواج) والادخار.

عيار 18: يزداد الطلب عليه في قطع المجوهرات ذات التصاميم العصرية والمعقدة التي قد تحتوي على أحجار كريمة.

عيار 24: يُستخدم بشكل حصري تقريباً في سبائك الذهب (الأونصات) والليرات الذهبية المخصصة للاستثمار والادخار الخالص.

2. الأهمية الثقافية والاجتماعية

الذهب ليس مجرد سلعة في الأردن، بل هو جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والتقاليد.

الزواج: يُعد الذهب ركناً أساسياً في تقاليد الزواج. فتقديم "الشبكة" (طقم الذهب) من العريس للعروس هو عرف اجتماعي راسخ ومؤشر على الالتزام والتقدير.

هدايا ومناسبات: يُقدم الذهب كهدايا ثمينة في مناسبات هامة مثل الولادة، والنجاح، والأعياد، كونه يحمل قيمة مادية ومعنوية.

3. الذهب كاستثمار وملاذ آمن

ينظر الأردنيون إلى الذهب باعتباره المخزن الأفضل للقيمة والوسيلة الأكثر أماناً للادخار، خاصة في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.

الادخار: تفضل العديد من العائلات تحويل مدخراتها المالية إلى مصوغات ذهبية أو سبائك لحفظ قيمتها من التضخم.

الليرات والأونصات: في السنوات الأخيرة، زاد الإقبال بشكل كبير على شراء الليرات الذهبية (الإنجليزية والرشادي) والأونصات (السبائك) بهدف الاستثمار المباشر، نظراً لسهولة شرائها وبيعها وعدم وجود "مصنعية" كبيرة عليها مقارنة بالمجوهرات.

احتياطي وطني: يمتلك البنك المركزي الأردني احتياطيات استراتيجية من الذهب كجزء من الأصول الاحتياطية للمملكة، مما يعزز الاستقرار المالي والنقدي.

4. التنقيب عن الذهب في الأردن

تاريخياً، شهدت منطقة الأردن الحالية أنشطة تعدينية منذ العصور القديمة (مثل العصور النبطية والرومانية). وحديثاً، يشهد هذا القطاع اهتماماً متجدداً:

منطقة وادي أبو خشيبة: تتركز جهود الاستكشاف الحديثة في هذه المنطقة الواقعة في وادي عربة (جنوب الأردن).

نتائج مبشرة: أظهرت دراسات أجرتها وزارة الطاقة والثروة المعدنية وجود تراكيز للذهب الخام في هذه المنطقة.

الاستثمار: تم توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات مع شركات محلية وعالمية للتنقيب عن الذهب في هذه المناطق، مما يفتح الباب أمام إمكانية وجود قطاع تعدين للذهب في المستقبل.