وافق مجلس الوزراء يوم الأربعاء، برئاسة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، على اتفاقية شاملة لتوريد الغاز الطبيعي المنتج من حقل الريشة الغازي لاستخدامه في توليد الكهرباء.
وتُنظم الاتفاقية، التي تجمع ست جهات رئيسية، عملية شراء الغاز الطبيعي المنتج من شركة البترول الوطنية، وتوريده إلى مواقع شركة السمرا لتوليد الكهرباء ليتم استخدامه لصالح شركة الكهرباء الوطنية.
أطراف الاتفاقية:
شركة البترول الوطنية (المُنتج)
الشركة اللوجستية الأردنية للمرافق النفطية (المشتري)
شركة غاز الأردن المسال (المعالج والناقل)
شركة السمرا لتوليد الكهرباء (المستخدم النهائي)
شركة الكهرباء الوطنية (المستفيد)
الشركة الوطنية المتطورة للغاز الطبيعي
أهداف الاتفاقية:
تهدف الاتفاقية إلى تنظيم عملية شراء "اللوجستية الأردنية" للغاز من "البترول الوطنية"، بما في ذلك خدمات معالجته ونقله عبر "غاز الأردن المسال" إلى "شركة السمرا".
وتكمن أهمية هذه الخطوة في مساهمتها بتحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية لقطاع الطاقة، الرامية إلى زيادة مساهمة مصادر الطاقة المحلية في خليط الطاقة الكلي.
كما ستوفر الاتفاقية مصدراً للإيرادات لشركة البترول الوطنية، مما يمكنها من تمويل خططها المستقبلية لحفر المزيد من الآبار وزيادة الإنتاج من حقل الريشة الغازي.
وأشار القرار إلى أن الغاز الطبيعي يتميز بأنه أقل كلفة من مصادر الطاقة التقليدية، كما أن استخدامه يسهم في الحفاظ على البيئة بشكل أكبر.
يُعد حقل الريشة الغازي المشروع الأبرز والأقدم في الأردن في مجال استكشاف وإنتاج الغاز الطبيعي، ويمثل ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة لتحقيق أمن الطاقة وتنويع مصادرها عبر الاعتماد على الموارد المحلية.
الاكتشاف والموقع:
الموقع: يقع الحقل في أقصى شرق الأردن، في محافظة المفرق، ضمن منطقة الريشة، ويمتد على مساحة واسعة بمحاذاة الحدود الأردنية-العراقية.
الاكتشاف: تم اكتشاف الحقل في عام 1987 من قبل سلطة المصادر الطبيعية الأردنية (NRA).
بدء الإنتاج: بدأ الإنتاج الفعلي من الحقل في عام 1989، بعد حفر أول بئر إنتاجية (الريشة-3).
التشغيل والإدارة:
تتولى شركة البترول الوطنية (NPC)، وهي شركة مملوكة بالكامل للحكومة الأردنية، مسؤولية إدارة وتطوير وتشغيل الحقل منذ تأسيسها عام 1995.
تاريخياً، كان الإنتاج من الحقل يذهب بشكل شبه حصري لتزويد "محطة كهرباء الريشة"، وهي محطة توليد كهرباء تقع بالقرب من الحقل ومصممة للعمل على الغاز الطبيعي المنتج منه لتغذية الشبكة الوطنية.
الإنتاج والتحديات:
مر إنتاج الحقل بمراحل مختلفة. في بداياته، وصل الإنتاج إلى مستويات جيدة (تراوحت بين 30-40 مليون قدم مكعب يومياً)، لكنه شهد تراجعاً لسنوات بسبب التحديات الفنية والجيولوجية وتعقيدات الحقل.
وفي العقد الأخير، كثفت شركة البترول الوطنية جهودها بشكل كبير لإعادة إحياء الحقل وزيادة قدرته الإنتاجية. تضمنت هذه الجهود:
إعادة معالجة البيانات الزلزالية ثلاثية الأبعاد لفهم التراكيب الجيولوجية بشكل أفضل.
حفر آبار جديدة: تم تنفيذ برنامج طموح لحفر سلسلة من الآبار الإنتاجية الجديدة (مثل آبار 48، 49، 50، 51، 52، 53 وغيرها)، والتي نجح الكثير منها في رفع الإنتاج اليومي للحقل بشكل ملحوظ.
الأهمية الاستراتيجية:
أمن الطاقة: يُعتبر المصدر المحلي الأهم للغاز الطبيعي في الأردن.
تقليل فاتورة الاستيراد: كل قدم مكعب من الغاز يُنتج محلياً يعني توفير عملة صعبة تُدفع لاستيراد الغاز الطبيعي المسال (LNG) عبر ميناء العقبة أو مصادر أخرى.
وقود نظيف وأقل تكلفة: يُعد الغاز الطبيعي وقوداً أنظف وأقل كلفة لتوليد الكهرباء مقارنة بالوقود الثقيل والديزل.
التطور الأخير (سياق 2025):
تأتي "اتفاقية توريد الغاز الطبيعي للنظام الكهربائي" (التي أقرها مجلس الوزراء مؤخراً) كتتويج لجهود شركة البترول الوطنية في زيادة الإنتاج. تمثل هذه الاتفاقية نقلة نوعية، حيث لم يعد غاز الريشة مقتصراً على تزويد محطة كهرباء الريشة المجاورة فقط، بل سيتم ضخه ومعالجته ونقله عبر شبكة الأنابيب الوطنية (بإدارة شركات مثل الشركة اللوجستية JOPETROL وشركة غاز الأردن المسال) لتزويد محطات توليد رئيسية أخرى في المملكة (مثل محطات شركة السمرا)، مما يعظم الاستفادة منه ويدمجه بشكل كامل في خليط الطاقة الكلي للمملكة.

0 تعليق