كتب عيسى سعد الله:
لم يشعر المواطنون في شمال غزة بأي تحسّن على صعيد حياتهم اليومية رغم مرور أسبوعين، على إعلان وقف إطلاق النار وتوقف العدوان.
ولم تصل إلى المنطقة، التي تضم محافظتي غزة والشمال، معظم السلع الأساسية، رغم إعلان الاحتلال عن فتح المعابر أمام إدخال المساعدات والحركة التجارية.
وشهدت الأسواق التقليدية والمستحدثة شحاً وعدم توفر هذه السلع، خاصة الخضراوات واللحوم، والتي توفرت بشكل نسبي في أسواق محافظتي الوسطى وخان يونس.
ولوحظ تباين في الأسعار بين محافظات جنوب وشمال قطاع غزة بنسبة كبيرة، ما أثار استياء المواطنين، وغالبيتهم عادوا من النزوح.
وشهدت أسعار الخضراوات والفواكه ارتفاعاً هائلاً تجاوز أربعين شيكلاً متوسط سعر الكيلو الواحد، فيما شهدت أسعار اللحوم المجمدة ارتفاعات كبيرة أيضاً. ولا يزال ضخ المساعدات لمحافظتي غزة والشمال ضعيفاً جداً مقارنة بما تشهده محافظتا خان يونس والوسطى.
ويواجه العائدون إلى هاتين المحافظتين صعوبات هائلة في الحصول على المواد الغذائية، سواء التجارية أو من خلال المساعدات، ويضطرون إلى شراء الحد الأدنى منها من الأسواق السوداء بأسعار فلكية.
وتساءل المواطنون في هاتين المحافظتين عن عدم ضخ ما يكفي من مساعدات للمحافظتين رغم عدم وجود أي حواجز أو موانع تمنع تنقل البضائع من وإلى المحافظتين.
وفي وقت تباع اللحوم المجمدة بشكل شبه حر في محافظتي الوسطى وخان يونس، يعاني مواطنو محافظتي غزة والشمال من عدم توفرها في الأسواق، حتى بأسعار مرتفعة.
ويضطر مواطنون وتجار صغار للذهاب إلى المحافظة الوسطى لشراء كميات متواضعة وبيعها بأسعار مضاعفة في غزة. وحتى اللحظة يغيب أي نظام تجاري منظم عن المحافظتين اللتين تعرضتا لتدمير كلي طال محافظة الشمال، ودمار شبه كلي لمحافظة غزة.
ويتطلع المواطنون لعودة الحياة بوتيرة أسرع بما يضمن انتهاء المجاعة التي حلت بهم على مدار عامين. ويحاولون إعادة إحياء الحياة من جديد في المحافظتين والعودة إليهما بعد نزوح غالبيتهم العظمى إلى جنوب القطاع في أعقاب اشتداد العدوان قبل نحو شهرين ونصف الشهر.
ويكتفي معظم المواطنين بالفرجة على كميات قليلة من الفواكه تعرض لأول مرة في عدد قليل من البسطات التجارية وسط مدينة غزة، لعدم قدرتهم على دفع ثمنها المرتفع.
واستهجن المواطن يوسف نبهان ارتفاع سعر الفواكه رغم الإعلان عن دخول عشرات الشاحنات المحملة بالفواكه والخضراوات للقطاع خلال الأيام الماضية.
وقال نبهان لـ"الأيام": من غير المنطق أن يصل سعر ثمن كيلو الفواكه إلى أربعين شيكلاً في وقت يعلن فيه عن إدخال مئات الأطنان من الفواكه للقطاع.
وأوضح أنه توقع أن يتمكن من شراء الخضراوات والفواكه بكل سهولة وبأسعار معقولة بعد مرور أيام على توقف العدوان وفتح المعابر.
فيما اكتفى المواطن محمود عطا الله بالاطلاع على أسعار تشكيلة من الفواكه معروضة على بسطة كبيرة وسط حي الرمال بمدينة غزة.
وقال عطا الله، إنه لا يمكنه أن يفعل أكثر من ذلك بسبب ارتفاع الأسعار، مشيراً إلى أنه توجه للسوق على أمل أن تكون الأسعار أفضل بكثير بعد أن تناهى إلى مسامعه خبر دخول عشرات الشاحنات المحملة بالفواكه للقطاع.
وتساءل عن أسباب استمرار ارتفاع الأسعار، داعياً الجهات المختصة في غزة إلى التدخل العاجل لوضع حد لجشع التجار، وتنظيم عملية استيراد السلع التي تشوبها الكثير من المشاكل والضبابية.
وأكد عطا الله أنه لم يشعر بأي تحسن في الحياة منذ توقف العدوان على عكس ما يتحدث عنه المواطنون في جنوب القطاع.

0 تعليق