كتب خليل الشيخ:
"سمعنا صوت انفجار فصُدمنا جميعاً وتبيّن بعد وصولنا إلى المكان بأنه ناجم عن جسم يعتقد أنه من مخلفات الاحتلال"، هكذا قال الشاب فضل (25 عاماً) من مدينة غزة لـ"الأيام" بعد أن شارك في نقل طفل مصاب بانفجار وقع في شارع الجلاء بالمدينة إلى المستشفى.
وأضاف: "يبدو أن الطفل الذي لم يتعدَ الثانية عشرة من عمره، كان واحداً من هؤلاء الذين ينبشون أكوام الركام بحثاً عن الخشب المستخدم لإشعال النار وقد اصطدم بجسم متفجر"، مشيراً إلى أن إصابته وصفت بأنها بالغة.
لم تكن إصابة هذا الطفل الوحيدة التي وقعت خلال الأيام الماضية، فسبقها عدة حوادث لإصابات طالت نساء وأطفالاً بجروح في مناطق متفرقة من مدينة غزة، انسحب منها جيش الاحتلال قبل نحو أسبوعين.
وذكر مواطنون وشهود عيان لـ"الأيام" أن عدة انفجارات مشابهة لكنها مختلفة من حيث قوة الصوت والتأثير تقع بين يوم وآخر في مناطق متباعدة من القطاع، وجميعها ناجمة عن انفجار أجسام مشبوهة تركها الاحتلال في مناطق الدمار والقصف.
وأشار المواطن "أبو رامي" إلى أن واحداً من هذه الانفجارات وقع وسط ركام منزل في مدينة غزة وأدى إلى انهيار ما تبقى من منزل مقصوف، لافتاً إلى أن الانفجار لم يسفر عن ضحايا حيث كان المنزل خالياً من أصحابه.
وروى شاهد عيان، فضل عدم نشر اسمه، أن فرق الهندسة التابعة للشرطة في قطاع غزة، وصلت إلى منزله في شارع النفق لتفكيك صاروخ لم ينفجر، لافتاً حسب ما أفيد من قبل طواقم الهندسة بأنهم وصلوا في الوقت المناسب تجنباً لانفجار الصاروخ.
وأوضح أن هناك مخلفات عسكرية أخرى بين ركام منزله لم يتعرف عليها، تمنعه من المضي في التخفيف من هذا الركام.
ونقل مواطنون روايات حول وجود صواريخ لم تنفجر وسط ركام منازلهم وفي أكوام النفايات المتراكمة في الشوارع.
وقالت مديرية الدفاع المدني في غزة، على لسان المتحدث باسمها محمود بصل، إنه تم العثور على صواريخ ومواد وعبوات لم تنفجر في المناطق التي انسحب منها جيش الاحتلال، مشيراً إلى أنه تم إبلاغ الجهات الدولية بذلك، علماً أن تفكيك هذه الأجسام يتطلب وحدات هندسية متخصصة غير موجودة في قطاع غزة.
وبيّن أن الواقع الميداني بعد الحرب أكثر تعقيداً مما يتصوره الناس، مقدراً وجود نحو 70 ألف طن من المتفجرات التي خلفتها الغارات الإسرائيلية.
وذكر بصل أن بعض هذه الصواريخ والأجسام المتفجرة مدفونة تحت الأنقاض أو داخل البيوت أو في الشوارع، وهو ما وصفه بأنه أكبر تهديد يواجه العائدين إلى منازلهم.
وأشار إلى أن التهديد الأخطر هو أن التعامل مع هذه الصواريخ وإزالتها يحتاج إلى معدات ثقيلة، ما يضطر الفرق المتخصصة إلى العمل بالحد الأدنى من الإمكانات، مؤكداً أن انفجار هذه الأجسام قد يودي بحياة الطواقم العاملة.
ولا تتوقف التحذيرات والمناشدات المتعلقة بعدم لمس الأجسام المتفجرة والمشبوهة على مواقع الدمار وأماكن تواجد جيش الاحتلال في قطاع غزة، لا سيما بعد وقوع مثل هذه الحوادث الناجمة عن المساس بهذه الأجسام.
وتعمل منظمات دولية متعددة في نشر التوعية بمخاطر هذه الأجسام المتفجرة المتناثرة في مناطق غير معلومة، عبر توزيع ملصقات ونشرات تحث السكان، خاصة الأطفال، على عدم لمسها أو محاولة نقلها أو العبث بها.
كما تواصل جهات محلية أمنية وشرطية إصدار التعليمات للمواطنين لا سيما للعائدين من مناطق النزوح جنوباً إلى مدينة غزة وشمال القطاع، بعدم المساس بالأجسام المشبوهة أو التعامل معها.

0 تعليق