مركز أسسته القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، يقع مقره الرئيسي في مدينة كريات غات جنوب إسرائيل، وافتتح في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2025 بهدف متابعة تنفيذ اتفاق شرم الشيخ لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو الاتفاق الذي يشكل جزءا من خطة شاملة اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في القطاع.
النشأة والتأسيس
في 29 سبتمبر/أيلول 2025 أصدر البيت الأبيض خطة مفصلة تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، متبوعة ببرنامج شامل لإعادة الإعمار وتنظيم الوضع السياسي والأمني في القطاع.
وبعد مفاوضات غير مباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، برعاية أميركية مصرية قطرية تركية، أُعلن في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2025 في مدينة شرم الشيخ المصرية عن التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من خطة الرئيس ترامب لوقف الحرب في قطاع غزة.
وبعد أسبوع من توقيع الاتفاق ومع سريان وقف إطلاق النار، أعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) البدء في إنشاء مركز التنسيق المدني العسكري بهدف دعم الاستقرار في غزة.
وفي 21 من الشهر نفسه، افتتح المركز كل من جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي والمبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، إضافة إلى قائد القيادة العسكرية الأميركية الوسطى الأدميرال (رتبة عسكرية بحرية رفيعة المستوى) براد كوبر.
وقال كوبر في كلمة له أثناء الافتتاح "إن المركز ضروري لتمكين الانتقال إلى الحكم المدني في غزة" مضيفا "أنه يضم ممثلين من الدول الشريكة والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الدولية والقطاع الخاص".
وقالت القيادة الوسطى بالجيش الأميركي في بيان لها "إن افتتاح المركز يأتي في إطار تنفيذ خطة الرئيس ترامب لإنهاء الحرب في غزة".
" frameborder="0">
وفي 24 أكتوبر/تشرين الأول 2025 زار وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو المركز وقال إنه "يجب ضمان عدم وجود أي بؤرة توتر قد تعرقل العملية الأوسع (المراحل الأخرى من الاتفاق)، وفي الوقت نفسه يتم التنسيق بشأن المساعدات الإنسانية التي تتدفق إلى المناطق الواقعة خلف الخط الأصفر".
الموقع
يقع مقر مركز التنسيق المدني العسكري لدعم اتفاق غزة في مبنى رمادي اللون كان يُستخدم سابقا نقطة لشحن البضائع في مدينة كريات غات جنوبي إسرائيل.
إعلان
واختير هذا المقر بسبب قربه من قطاع غزة، إضافة إلى قربه من مدينة تل أبيب وهيئة الأركان العامة الإسرائيلية ووزارة الدفاع.
الأهداف والمسؤوليات
من أبرز أهداف ومسؤوليات المركز، بحسب القيادة المركزية الأميركية:
تنسيق جهود تحقيق الاستقرار في غزة. التنسيق مع القوات الإسرائيلية والقوات الأمنية الأخرى لتجنب وقوع اشتباكات في غزة. مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. تقييم التطورات الميدانية في غزة أولا بأول. الإسهام في تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية واللوجستية والأمنية من الشركاء الدوليين إلى القطاع. التنسيق بين جيوش الدول التي ستشارك في القوة الدولية في غزة. إجراء التخطيط المشترك بين القادة والممثلين وأعضاء الفرق المختلفة.
الإدارة
يتبع مركز التنسيق المدني العسكري بشكل مباشر للقيادة المركزية الأميركية، وقد عُينت شخصيات عدة لقيادته ومتابعة سير عمله.
ويقود الجانب العسكري للمركز الجنرال باتريك فرانك، قائد الجيش الأميركي المركزي.
وفي 24 أكتوبر/تشرين الأول 2025، قررت وزارة الخارجية الأميركية تعيين سفير الولايات المتحدة لدى اليمن ستيفن فاجين، قائدا مدنيا لمركز التنسيق المدني العسكري.
وفاجين أحد أبرز الشخصيات في السلك الدبلوماسي الأميركي، إذ خدم في بروكسل وإسلام آباد وسراييفو وتبليسي وموسكو والقاهرة وبغداد وأربيل.
كما عمل في واشنطن مسؤولا عن مكتب باكستان ومساعدا خاصا لوكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية آنذاك نيك بيرنز، ومديرا لمكتب الشؤون الإقليمية في مكتب جنوب ووسط آسيا، ثم مديرا لمكتب الشؤون الإيرانية بالوزارة.
ويمثل إسرائيل في المركز قائد فرقة الضفة في الجيش الإسرائيلي، الجنرال ياكي دولف.
وفي 21 أكتوبر/تشرين الأول 2025، كشف الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية– عيّن رجل الأعمال الإسرائيلي الأميركي مايكل آيزنبرغ ممثلا شخصيا له في المركز.
ويُذكر أن آيزنبرغ جنرال متقاعد من الجيش الإسرائيلي، وشغل منصب السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة بين نوفمبر/تشرين الثاني 2021 ويناير/كانون الثاني 2025.
كما أنه أحد مؤسسي الشركة الأميركية المشرفة على "مؤسسة غزة الإنسانية"، التي فشلت في تقديم الإغاثة للفلسطينيين المحاصرين في القطاع، إذ تحولت مراكز توزيعها إلى ما وُصف بأنه "مصايد للموت" للغزيين.
وعمل آيزنبرغ أيضا مستشارا عسكريا لعدد من وزراء الدفاع الإسرائيليين، وأسهم في وضع الخطط الإستراتيجية لجيش الاحتلال.
وبحسب القيادة المركزية الأميركية، يضم المركز 200 جندي أميركي لتأسيس قوة مهام تهدف إلى دعم جهود الاستقرار في غزة.
ويعمل في المركز ضباط وجنود احتياط إسرائيليون، وقد خُصصت مكاتب منفصلة لهم وللضباط الأميركيين في طابق واحد مشترك داخل المركز.
كما يضم المركز قوات من كندا وفرنسا وقبرص وإسبانيا وألمانيا وأستراليا واليونان وبريطانيا والأردن والإمارات والدانمارك، فضلا عن ممثلين عن منظمات إغاثة مدنية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
محتويات المركز
يحتوي مركز التنسيق المدني العسكري على شاشات عملاقة تُعرض عليها خريطة قطاع غزة وتحديثات مباشرة وتقارير من وسائل إعلام ومنصات عامة ولقطات لقوافل المساعدات، إضافة إلى بيانات حول نقص الغذاء والمياه والإمدادات الطبية.
إعلان
وقد جُهز المركز بأجهزة حاسوب حديثة يتابع عبرها الضباط والجنود العاملون فيه سير تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. كما يضم شاشة كبيرة لعرض جدول أعمال الاجتماعات.
قلق إسرائيلي
على الرغم من ترحيب إسرائيل العلني بتأسيس مركز التنسيق المدني العسكري، فإنه "يثير قلقها" نظرا للدور الأميركي المتزايد في المنطقة وتراجع الدور الإسرائيلي.
ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فإن ضباطا إسرائيليين يقولون سرا إن "هذا المستوى من الرقابة يمنع إسرائيل فعليا من استئناف إطلاق النار".
وأضاف مصدر إسرائيلي رفيع المستوى، بحسب الصحيفة أن "الآلية الأميركية تعمل بأقصى طاقتها، إنهم لا يتوقفون، فقد أصبحوا الآن مسيطرين على الوضع ويريدون معرفة كل ما يحدث في غزة".
وتتابع الصحيفة، نقلا عن المصدر نفسه أنه "بفضل الشبكة الاستخباراتية الأميركية الخاصة في المركز، فإنهم غالبا ما يصدرون تعليمات للجيش الإسرائيلي بإلغاء العمليات التي يرون أنها تهدد وقف إطلاق النار".
كما ذكرت يديعوت أحرونوت أن "مركز القيادة في كريات غات بات تجسيدا ملموسا للتدخل الدولي في مستقبل غزة، وهو ما كانت تتخوف منه إسرائيل سنوات طويلة، فهو لم يجتذب قوات أميركية فحسب، بل جنودا من دول كانت من بين أشد منتقدي إسرائيل أثناء الحرب، مثل إسبانيا".
المصدر: الجزيرة + الصحافة الإسرائيلية + مواقع إلكترونية

0 تعليق