أزمة الفاشر تتصدر وسائل الإعلام والتواصل في الإعلام العربي - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي

share2

"الفاشر بلون الدم" و"أنقذوا الفاشر"، عبارات خيمت بشكل لافت على تغطية إعلامية ونداءات بمنصات التواصل بشأن هذه المدينة السودانية بعد أشهر من حصارها من عناصر قوات الدعم السريع التي تخوض حربا على الجيش الوطني منذ نحو عامين.

وبعد اشتباكات ضارية مع قوات الدعم السريع لأيام، أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان مساء أمس الاثنين، في خطاب متلفز، مغادرة الجيش مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور غربي البلاد لما تعرضت له المدينة من تدمير وقتل ممنهج للمدنيين.

وعن استعادة الفاشر، قال البرهان "نستطيع أن نقلب الطاولة في كل مرة، ونستطيع أن نعيد كل أرض دنسها هؤلاء الخونة إلى حضن الوطن".

ولم تعلق قوات الدعم السريع فورا على ما جاء في خطاب البرهان، لكنها قالت في وقت سابق الاثنين إن قواتها لا تزال تنشط وتنظف مدينة الفاشر، وتقضي على آخر جيوب الجيش والمقاومة الشعبية "أثناء محاولاتهم الفرار من المدينة".

وعلى وسائل التواصل، جاءت نداءات الإغاثة تحت وسوم (هاشتاغات) من قبيل: الفاشر تموت جوعا، وأنقذوا الفاشر، والفاشر تتعرض للإبادة، والفاشر تحاصر وتعاني.

واحتوت بعض هذه الوسوم على عبارات تشير إلى أن السودانيين في مدينة الفاشر يموتون بأبشع أنواع الطرق، يبادون دون أي سبب، ولا يستطيعون حتى النزوح إلى أي مكان، والموت يلوح في كل شبر في تلك المدينة.

تغطية واسعة

وقد حظيت معاناة الفاشر بتغطية إعلامية واسعة من الإعلام العربي. ونقلت قناة القاهرة الإخبارية المصرية الخاصة، مساء الاثنين، عن الكاتب السوداني السماني عوض الله قوله إن الدعم السريع تنفذ حملة تطهير عرقي واسعة في الفاشر بالسودان.

وأفادت قناة الجزيرة مساء الاثنين بحدوث مشاهد صادمة تفيض بالعنف من مدينة الفاشر السودانية. وأشارت إلى أن "عناصر من الدعم السريع ينفذون عمليات إعدام ميداني واسعة".

إعلان

وراجت بمنصات التواصل مقاطع مصورة لفنانين مصريين يدعون لإنقاذ الفاشر. وقال الفنان أحمد ماهر إن "مصابا جللا قد أصاب السودان من خلال مليشيات الدعم السريع الظالمة بمنع الماء والدواء".

وأكد الفنان المصري فتوح أحمد أن الفاشر تواجه أكبر مأساة إنسانية في العالم اليوم، داعيا للحديث عنها كما كنا نتحدث عن مأساة غزة.

العالم أخرس

وشدد الفنانان المصريان ضياء الميرغني ومحمد الصاوي على أهمية دعم الفاشر وإنقاذها.

وكتب حساب أحمد باسي -لاعب كرة قدم إيراني- عبر منشورات بمنصة إكس  "مصيبتنا في الفاشر عظيمة والله، لا إعلام ولا تحرك دوليا، اللهم نسألك يوما كيوم الأحزاب، انقطعت فيه أسباب الأرض فجاء مدد السماء".

وسلط الكاتب السعودي سليمان العقيلي، في منشور بالمنصة ذاتها، الضوء على ما يحدث بالمدينة السودانية، قائلا "نزوح من الفاشر بعد مجازر الدعم السريع"، لافتا إلى بيانات لمنظمة الهجرة الدولية تشير إلى "نزوح آلاف خلال يومين".

وقال المدون السوداني ياسين أحمد، في منشور بالمنصة ذاتها، "انتهاكات مليشيات الدعم السريع على المواطن السوداني الأعزل، لا حول ولا قوه إلا بالله، اللهم كن عونا لأهلنا في الفاشر واحفظهم بعينك التي لا تنام".

وتحت عنوان "الفاشر تنزف.. والعالم أخرس"، كتب الرياضي السوداني هيثم مصطفى كرار عبر صفحته في فيسبوك "في الوقت الذي تُرتكب فيه أبشع الجرائم الإنسانية في الفاشر على يد مليشيا إرهابية من قتلٍ ونهبٍ وانتهاك وترويعٍ للمدنيين،  يلوذ المجتمع الدولي بصمتٍ مريب، كأن دماء الأبرياء لا تستحق حتى بيانات الشجب الباردة".

مأساة كبيرة

وفي وقت سابق الاثنين، أفادت منظمة الهجرة الدولية بأن التقديرات الميدانية تشير إلى نزوح أكثر من 26 ألف شخص من مدينة الفاشر خلال 48 ساعة بسبب الاشتباكات الدائرة.

ولفتت إلى أن هذه الأرقام أولية وقابلة للتغيير نظرًا لاستمرار انعدام الأمن وتسارع وتيرة النزوح.

كذلك كشفت مؤسسة أهلية بالسودان أمس الاثنين عن وصول 1117 نازحا جديدا من مدينة الفاشر إلى منطقة طويلة بولاية شمال دارفور غربي البلاد جراء تصاعد وتيرة العنف وانعدام الأمن.

وتعاني آلاف الأسر في المدينة المحاصرة من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب، في ظل انعدام انقطاع الإمداد نتيجة للحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية من قبل الدعم السريع، مما يجعل حياة المدنيين، وخاصة الأطفال وكبار السن، تحت خطر المجاعة والأوبئة.

وتحاصر قوات الدعم السريع الفاشر منذ 10 مايو/أيار 2024، في حين يسعى الجيش السوداني لكسر الحصار عن المدينة التي تُعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.

ومنذ 15 أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش وقوات الدعم السريع حربا طاحنة أدت لمقتل نحو 20 ألف شخص وتشريد أكثر من 15 مليونا بين نازحٍ ولاجئ، وفقا لتقارير أممية ومحلية.

0 تعليق