في تصعيد خطير للأحداث في السودان، أطلق حاكم إقليم دارفور سلسلة من الاتهامات العاجلة، معلنا أن مدينة الفاشر والقرى المجاورة شهدت "مجازر وإبادات جماعية" نفذتها قوات الدعم السريع.
وأكد الحاكم أن "مليشيا الدعم السريع لا تفرق لا بين مواطن وطفل في مجازرها"، موجها تحذيرا شديد اللهجة للقوات قائلا: "على المليشيا ألا تفرح بما حدث فما يجري في الفاشر هو البداية لا النهاية".
وفي نداء غاضب للمجتمع الدولي، قال حاكم دارفور: "نقول للعالم إن صمتكم دليل عار وتخل عن الإنسانية"، متهما "ممولي مليشيا الدعم السريع" بأنهم "اشتروا صمت العالم".
إدانات دولية ومطالبات بالتصنيف كـ "منظمة إرهابية"
تصريحات حاكم دارفور تزامنت مع مواقف دولية بارزة أدانت بشدة فظائع الدعم السريع:
كارثة إنسانية متفاقمة
على الصعيد الإنساني، دق الصليب الأحمر ناقوس الخطر بشأن الأوضاع الميدانية. وأفاد رئيس بعثة الصليب الأحمر في دارفور بوجود "مخيمات ضخمة للنازحين" في منطقة الطويلة، مع توقعات بتوسعها بسبب ما يجري حاليا في الفاشر.
وفي تصريح للجزيرة، كشف رئيس البعثة عن حجم الكارثة، قائلا: "تقديراتنا أن نحو 5 ملايين شخص في عداد النازحين حاليا".
ورغم الجهود التي تبذلها بعض المنظمات الدولية، مثل "أطباء بلا حدود" و"يونيسيف"، فإن حجم الاحتياجات يفوق بكثير ما يقدم.
وتقول منسقة إغاثة محلية، سارة محمد، "نحاول تقديم الحد الأدنى من الدعم، لكننا نواجه نقصا حادا في التمويل والإمدادات، وهناك حاجة عاجلة لمواد غذائية، وأدوية، وأدوات نظافة، وخيام، وإنشاء مرافق صحية".
وتضيف "الوضع يتعقد أكثر مع تزايد أعداد الوافدين يوميا، ونحتاج لمساعدات عاجلة لتفادي انهيار الوضع الإنساني".
وتواجه النساء الحوامل وكبار السن تحديات مضاعفة في ظل غياب الرعاية الطبية، حيث سجلت فرق الإغاثة، بحسب مصادر الجزيرة نت، حالات ولادة في العراء، دون إشراف طبي، ووسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات.
وتأتي موجة النزوح الجديدة بعد وقت وجيز من إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة الفاشر، بعد معارك عنيفة خاضتها ضد الجيش السوداني وحلفائه هناك.
وقد اتهمت الدعم السريع بارتكاب انتهاكات واسعة طالت المدنيين أثناء هجومها الأخير، بما فيها قتل أعداد كبيرة من الفارين، بعضهم قتل على أساس عرقي، وفقا لشهادات محلية وتقارير حقوقية.
وتعد الفاشر آخر معقل للجيش السوداني في إقليم دارفور، ما جعلها هدفا إستراتيجيا لقوات الدعم السريع منذ اندلاع النزاع في أبريل/نيسان 2023، وشكل سقوطها نقطة تحول في المشهد العسكري والإنساني، وأطلقت موجة نزوح غير مسبوقة نحو المناطق الغربية مثل طويلة وكتم.

 
            
0 تعليق