عاد الذهب مرة أخرى إلى دائرة الضوء العالمية، حيث يحبس المستثمرون أنفاسهم، متسائلين عما إذا كان الارتفاع الدراماتيكي الأخير للمعدن الثمين سيستمر، أم أنه سيصطدم بجدار مفاجئ.
فمع استعداد عملاقي الاقتصاد العالمي (الولايات المتحدة والصين) لعقد اجتماع "عالي المخاطر"، واستعداد مجلس الاحتياطي الفيدرالي لاتخاذ قرارات محورية (الأربعاء 29 أكتوبر 2025)، فإن الساحة مهيأة لتقلبات عنيفة قد ترسل موجات صادمة عبر سوق الذهب.
ويطرح السؤال نفسه: هل يرتفع الذهب إلى ارتفاعات جديدة، أم أن الآمال في الارتفاع ستتلاشى في مواجهة السياسات المتغيرة والمفاوضات التجارية الحاسمة؟
العوامل المحركة للسوق (اليوم الحاسم):
يشهد اليوم تقاطع حدثين رئيسيين يراقبهما سوق الذهب عن كثب:
قرار الاحتياطي الفيدرالي: بعد مراجعة تحركات العقود الآجلة للذهب، يبدو واضحا أن السوق يتجه وسط تزايد الرهانات على المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة قبل نهاية العام.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس اليوم، وسيترقب المستثمرون "التوجيهات" التي سيصدرها البنك بشأن مسار التخفيضات المستقبلية. (التخفيض عادة يدعم الذهب).
القمة التجارية (ترمب - شي): من المتوقع أن يشهد اليوم تطورا حاسما بشأن النزاع التجاري والتعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة والصين. حيث سيجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، وسط آمال بتهدئة "الحرب التجارية المدمرة".
الرؤية المتفائلة (Bullish): الارتفاع إلى 5000 دولار
يرى بعض المحللين، مثل "ويدمر"، أن السوق لا يزال في اتجاه صاعد قوي. ويعتقد أن "حجم الارتفاع الحالي ليس خارجا عن المألوف عند مقارنته بأي من أسواق الذهب الصاعدة منذ عام 1970".
ويتوقع هذا الفريق من المحللين أن يبلغ متوسط سعر الأونصة 3800 دولار في الربع الأخير من عام 2025، يليه "ارتفاع إلى 5000 دولار للأونصة في العام المقبل".
الرؤية المعاكسة (Bearish): الهبوط دون 2805 دولارات (رأي كاتب التحليل)
"ولكنني لا أتفق مع وجهات نظر [ويدمر]"، حيث أجد أن التراجع الأخير للعقود الآجلة للذهب يبدو واضحا بما يكفي لمواصلة هذا الانخفاض حتى نهاية هذا العام، لاختبار مستويات قد تصل إلى "ما دون 2805 دولارات".
الدافع الرئيسي لهذا التوقع الهبوطي هو إمكانية تحقيق "نتائج إيجابية من اجتماع اليوم بين ترمب وشي جين بينغ".
حيث يبدو كلاهما "أكثر قلقا" بشأن حل هذه القضية على أساس الأولوية، بهدف "تقليل عجز ميزانيتهما".
إن نجاح القمة وتهدئة الحرب التجارية سيقلل من جاذبية الذهب كملاذ آمن، مما يدفع الأسعار للانخفاض.
المستويات الفنية للمراقبة (الرؤية الهبوطية):
أجد أن العقود الآجلة للذهب تتبع نفس المسار الذي شرحته في تحليلي بالأمس، مع تكرار "هبوط الثمانينيات" بعد اختبار القمة.
فنيا، أتوقع أنه إذا قامت العقود الآجلة للذهب بحركة مستدامة "دون الدعم الكبير عند المتوسط المتحرك البسيط لـ 50 يوما (50 DMA) عند مستوى 3823.58 دولار"، فإن الأهداف التالية ستكون:
المتوسط المتحرك لـ 100 يوم (100 DMA) عند 3602 دولار.
المتوسط المتحرك البسيط لـ 200 يوم (200 DMA) عند 3356 دولار.
"سيكون الدببة (البائعون) مستهدفين لهذه المستويات"، خاصة إذا شهدنا "تخفيفا في شراء البنوك المركزية"، وهو ما قد يكون داعما لاختبار هذه المستويات قبل 13 نوفمبر 2025.
المعضلة والشكوك القائمة:
مع ذلك، لا تزال "المعضلة حول نجاح اجتماع اليوم قائمة". فنجاح المفاوضات ليس مضمونا، حيث "سيضغط كلا الزعيمين من أجل تحقيق أجندته الخاصة".
وقد أشار الرئيس الأمريكي بالفعل إلى وجود نقاط خلافية، حين قال إنه "غير متأكد" مما إذا كان سيناقش "موضوع تايوان الحساس" المتعلق بالحكم الذاتي لتايوان خلال اجتماعه مع الزعيم الصيني، وهو ملف شائك قد يعرقل أي اتفاق تجاري.
0 تعليق