Published On 6/11/20256/11/2025
|آخر تحديث: 15:49 (توقيت مكة)آخر تحديث: 15:49 (توقيت مكة)
بعد مرور عام على انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بدأت ملامح سياسته تجاه القارة الأفريقية تتضح أكثر فأكثر.
فبين الإجراءات الحمائية ووقف برامج المساعدات، لم تسلم دول القارة من تداعيات هذا التحول، وفق تقرير نشرته إذاعة فرنسا الدولية.
رسوم جمركية وضغوط سياسية
في يوليو/تموز الماضي، استقبل ترامب خمسة من قادة الدول الأفريقية في البيت الأبيض. وخلال اللقاء، حاول الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني إبراز ثروات بلاده المعدنية، قبل أن يقاطعه ترامب قائلا "لنكن موجزين، ادخلوا في صلب الموضوع"، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة من ترامب لإهانة قادة أفريقيا.
أما جنوب أفريقيا، فقد كانت الأكثر تضررا، إذ فرضت واشنطن رسوما جمركية بنسبة 30% على وارداتها، وطردت سفيرها، كما اتهم ترامب الرئيس سيريل رامافوزا في المكتب البيضاوي بارتكاب "إبادة جماعية" ضد البيض، في خطوة اعتبرها مراقبون إهانة مباشرة لرمز "الأمة المتنوعة".
الأولوية للأقلية البيضاء
وأشار التقرير إلى أن البيت الأبيض أعلن مؤخرا منح الأولوية في اللجوء للأفارقة البيض من جنوب أفريقيا، في سياق ما وصفه ترامب بـ"الاضطهاد".
لكن هذه الأقلية ما زالت تملك غالبية الأراضي الزراعية، إرثا من نظام الفصل العنصري، والجرائم التي تستهدف المزارع جزء من أزمة أمنية عامة تطول جميع المواطنين.
ويرى محللون أن هذه الخطوات ليست سوى وسيلة ضغط على بريتوريا لسحب شكواها ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، بينما يذهب آخرون إلى اعتبارها انعكاسا لأيديولوجية عنصرية في البيت الأبيض.
انهيار برامج التعاون
في سبتمبر/أيلول، انتهى العمل باتفاقية النمو والفرص في أفريقيا (أغوا) التي كانت تتيح لـ32 دولة أفريقية تصدير آلاف المنتجات إلى السوق الأميركية دون رسوم جمركية.
إعلان
مما جعل دولا مثل ليسوتو، مدغشقر، كينيا وجنوب أفريقيا تتأثر بشدة بهذا القرار.
كما أوقف ترامب برنامج "يو إس إيد" (المعونة الأميركية)، الذي كان يوفر مليارات الدولارات من المساعدات السنوية للقارة، وهو ما وصفه التقرير بأنه "زلزال اقتصادي" جديد.
من المساعدات إلى الصفقات
الاهتمام الأميركي بات موجّها نحو الموارد الطبيعية، خصوصا في الكونغو الديمقراطية. فمشروع "ممر لوبيتو" يهدف إلى ربط مناطق التعدين في كاتانغا بموانئ أنغولا ومنها إلى السوق الأميركية. كما حصلت شركة "كوبولد ميتالز" الأميركية على تراخيص للتنقيب عن المعادن في الكونغو.
حتى اتفاق السلام بين الكونغو ورواندا، الذي وُقع في واشنطن في يونيو/حزيران، جاء وفق منطق "السلام مقابل الاستثمار"، حيث تحصل الشركات الأميركية على امتيازات اقتصادية في مقابل الوساطة السياسية.
وتقول التقارير إن التحول الأميركي من "المساعدات إلى التجارة" أصبح السمة الأبرز لسياسة ترامب تجاه أفريقيا.
بيد أن حذر كينشاسا في توقيع الاتفاقيات الإقليمية يعكس إدراكا بأن هذه الشراكات قد تحمل في طياتها أكثر من مجرد فرص اقتصادية، بل أيضا أوراق ضغط سياسية وأمنية.

0 تعليق