ارتفاع طفيف.. تسعيرة جديدة للذهب في الأردن - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
81.60 دينارا: سعر بيع غرام الذهب عيار 21 (الأكثر رواجا). 78.20 دينارا: سعر شراء غرام الذهب عيار 21 من المواطنين. 93.50 دينارا: سعر بيع غرام الذهب عيار 24. 652.80 دينارا: سعر بيع الليرة الإنجليزية (وزن 8 غرامات).

 

أصدرت النقابة العامة لأصحاب محلات تجارة وصياغة الحلي والمجوهرات، التسعيرة المسائية للمعدن الأصفر في السوق المحلي ليوم الخميس، حيث استقر سعر بيع الغرام من عيار 21 عند 81.60 دينارا.

  تفاصيل الأسعار لمختلف العيارات

وفقا للبيانات الصادرة عن النقابة، حدد سعر شراء غرام الذهب من عيار 21 (الأكثر طلبا) من المواطنين بـ 78.20 دينارا.

أما بالنسبة للعيارات الأخرى، فقد بلغ سعر بيع الغرام من عيار 24 الأعلى سعرا نحو 93.50 دينارا، مقابل 90.50 دينارا للشراء. في حين، وصل سعر بيع الغرام من عيار 18 إلى 72.30 دينارا، وسجل سعر شرائه بـ 66.90 دينارا.

 أسعار الليرات الذهبية:

 

على صعيد الليرات الذهبية المتداولة، واستنادا إلى سعر عيار 21 الأساسي، سجلت الليرة الإنجليزية (بوزن 8 غرامات) سعر بيع قدره 652.80 دينارا، وسعر شراء بلغ 625.60 دينارا. كما سجلت الليرة الرشادية (بوزن 7.2 غرام) سعر بيع عند 587.52 دينارا، وسعر شراء عند 563.04 دينارا.

يعرف "المعدن الأصفر" تاريخيا بأنه ساحة للتقلبات الحادة والسريعة، وغالبا ما تبدو تحركاته محيرة للمراقب العادي. لكن هذه التحركات ليست عشوائية، بل هي انعكاس مباشر لحالة من "شد الحبل" المستمر بين قوى اقتصادية وجيوسياسية كبرى، يحدد اتجاهها ميزان الخوف والطمع في الأسواق العالمية.

لفهم هذه الديناميكية، يمكن إرجاع التقلبات إلى العوامل الرئيسية التالية:

1. بوصلة "الفيدرالي الأمريكي" والدولار

يظل المحرك الأكبر لسوق الذهب هو السياسة النقدية للولايات المتحدة. يقف في قلب هذه المعادلة "الدولار الأمريكي" وقرارات "الاحتياطي الفيدرالي" (البنك المركزي الأمريكي) بشأن أسعار الفائدة.

العلاقة العكسية: العلاقة هنا شبه عكسية. عندما يرفع الفيدرالي أسعار الفائدة لكبح جماح التضخم، يكتسب الدولار قوة عالمية. وبما أن الذهب مسعر بالعملة الأمريكية، فإنه يصبح تلقائيا أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى، مما يقلل الطلب عليه. تكلفة الفرصة البديلة: الأهم من ذلك، أن الفائدة المرتفعة تزيد من جاذبية السندات وأدوات الدخل الثابت. الذهب، كأصل "لا يدر عائدا" (أي لا يدفع فائدة دورية)، يفقد بريقه مقارنة بالسندات التي تقدم عائدا مضمونا، مما يدفع المستثمرين للتخلي عنه لصالحها.

2. مقياس "الملاذ الآمن" والتوترات الجيوسياسية

على الضفة الأخرى، يبرز دور الذهب كـ "ملاذ آمن" بامتياز. في أوقات القلق، يهرب رأس المال من الأصول "عالية المخاطر" (مثل الأسهم وعملات الأسواق الناشئة) ويتحصن بالمعدن النفيس.

أي تصعيد في التوترات الجيوسياسية، سواء كانت نزاعات عسكرية (كما في أوكرانيا أو الشرق الأوسط)، أو حروب تجارية (مثل التنافس الأمريكي الصيني)، أو فرض عقوبات اقتصادية، يدفع المستثمرين للبحث عن الأمان، مما يرفع الطلب على الذهب بقوة وفجأة.

3. التحوط ضد "التضخم" والركود

تاريخيا، ينظر إلى الذهب كأداة تحوط فعالة ضد تآكل القوة الشرائية للنقود الذي يسببه "التضخم".

عندما ترتفع معدلات التضخم بشكل حاد، وتفشل البنوك المركزية في السيطرة عليها، يفقد الناس الثقة في العملات الورقية. في هذه البيئة، يتجه الكثيرون لحفظ قيمة مدخراتهم في أصول ملموسة، والذهب هو الخيار الكلاسيكي.

كذلك، فإن "الضبابية الاقتصادية" ومخاوف الدخول في "ركود" تدفع المستثمرين لتنويع محافظهم بأصول آمنة، مما يدعم أسعار المعدن الثمين.


4. شهية "البنوك المركزية" المتنامية

في السنوات الأخيرة، برز لاعب جديد ومؤثر بقوة: "البنوك المركزية" العالمية.

نشهد اتجاها متناميا، تقوده دول كبرى (أبرزها الصين، روسيا، تركيا، والهند)، نحو تنويع احتياطياتها الاستراتيجية بعيدا عن هيمنة الدولار الأمريكي.

هذه المشتريات الرسمية الضخمة والمستمرة تساهم في امتصاص كميات كبيرة من المعروض السنوي للذهب، وتخلق حدا أدنى صلبا للأسعار، وتعمل كقوة موازنة لضغوط البيع الناتجة عن ارتفاع الفائدة.

لذلك، فإن السعر الذي نراه يوميا على الشاشات ليس إلا محصلة لصراع هذه العوامل مجتمعة؛ ما بين سياسات نقدية متشددة تضغط عليه، ومخاوف أمنية واقتصادية تدعمه، وشهية "رسمية" متزايدة لا تزال تبقيه في دائرة الضوء.

0 تعليق