Published On 7/11/20257/11/2025
|آخر تحديث: 20:37 (توقيت مكة)آخر تحديث: 20:37 (توقيت مكة)
أوضحت مجلة جون أفريك الفرنسية أن السلطة العسكرية الحاكمة في مالي تواجه أزمة وجودية غير مسبوقة، حيث تتعرض العاصمة باماكو والعديد من المناطق الأخرى لخنق تدريجي بسبب حصار تفرضه جماعات جهادية مسلحة.
وقالت المجلة في تقرير إن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين -أكبر فصيل مرتبط مباشرة بتنظيم القاعدة في المنطقة- تفرض حصارا على استيراد الوقود، مما أدى إلى شل اقتصاد البلاد.
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listوتابعت أن هذه الإستراتيجية الخانقة دفعت الدولة إلى إغلاق المدارس، ومنعت الحصاد الزراعي في العديد من المناطق، وعرقلت بشدة الوصول إلى الكهرباء.
" frameborder="0">
وذكرت أن رئيس المجلس العسكري المالي الرئيس أسيمي غويتا دعا مواطنيه إلى بذل جهود لتجاوز الأزمة، ووعد بـ"بذل كل ما في وسعه لتوفير الوقود".
ونقلت عن باكاري سامبي من معهد تمبوكتو للدراسات، ومقره العاصمة السنغالية دكار، قوله إن "الدولة المالية لم تعد تسيطر على أي شيء" على أراضيها و"تركز قواتها حول باماكو لتأمين النظام".
ووفقا له "بدأ تأييد السكان يتآكل في مواجهة عجز النظام العسكري عن الوفاء بوعده بتوفير الأمن".
تشارلي ويرب، من شركة الاستشارات ألبيداران ثريت، "لا أعتقد أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين لديها القدرة أو النية للاستيلاء على باماكو، لكن التهديد الذي تشكله على المدينة لم يسبق له مثيل".
هل يمكن أن تسقط باماكو؟
ونقلت عن مراقبين استبعادهم أن تسقط العاصمة باماكو قريبا لأن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين لا تمتلك القدرات العسكرية أو الإدارية اللازمة لذلك.
وقال تشارلي ويرب، من شركة الاستشارات ألبيداران ثريت، للمجلة "لا أعتقد أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين لديها القدرة أو النية للاستيلاء على باماكو، لكن التهديد الذي تشكله على المدينة لم يسبق له مثيل".
وبحسب المجلة، وسّعت الجماعة خلال الشهور الأخيرة نفوذها إلى جزء كبير من الأراضي غير محدد بدقة، وهي تمول نفسها من خلال جمع الضرائب وفديات الاختطاف.
وأوضح باكاري سامبي للمجلة أن "الهدف الإستراتيجي" من فرض هذا الحصار هو "الإطاحة بالنظام". وأكد مصدر أمني أوروبي أن الجماعة "تريد إسقاط المجلس العسكري وتشكيل حكومة يمكنها التفاوض معها وإجبارها على تنفيذ أجندتها".
إعلان
" frameborder="0">
التفاوض
وتابع الكاتب أن أحد الخيارات المتاحة للحكومة هو التفاوض مع قيادة الجماعة، وقال أحد النواب المحليين، طلب عدم الكشف عن هويته، للمجلة "تسعى الحكومة حاليا إلى الحصول على هدنة من الحصار من الجهاديين".
وتعيين الجنرال توماني كونيه قبل أسبوعين رئيسا لأركان الجيش البري قد يشير إلى تحرك في هذا الاتجاه، بحسب الكاتب، وذلك لأنه "يعرف الأوساط الجهادية، وقد حاول التفاوض معهم سابقا، وهو حاليا يعيد إطلاق المفاوضات معهم للحصول على هدنة على الأقل".
وأوضح التقرير أن استمرار "إستراتيجية الخنق الاقتصادي" قد يتسبب في انهيار الدولة بمالي، مما سيكون له "عواقب كارثية" على المنطقة.
وبحسب تقرير آخر بالمجلة نفسها، بقلم كل من ماهر جبي وأسمان أسكوفاري، فإن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين كثفت -منذ سبتمبر/أيلول الماضي- عملياتها ضد الطرق التي تربط باماكو بالموانئ الإيفوارية والسنغالية.
استمرار "إستراتيجية الخنق الاقتصادي" قد يتسبب في انهيار الدولة بمالي، مما سيكون له "عواقب كارثية" على المنطقة
فقد بادرت السلطة الحاكمة منذ يونيو/حزيران الماضي بحظر بيع الوقود في عبوات في المناطق الريفية، وكان هدفها الحد من حركة الجماعات المسلحة، التي غالبا ما تتنقل على الدراجات النارية، عن طريق تجفيف مصادر إمداداتها.
وتبرر الجماعة خنقها العاصمة ومنع الوقود عنها بأنه رد على ذلك الإجراء.
ونقلت المجلة عن مصدر عسكري شرحه لحالة الحصار قائلا "ما يجب فهمه عندما نتحدث عن الحصار هو أنه لا يتعلق بحواجز دائمة عليها لافتات ممنوع المرور، فغالبا ما يكون هناك عشرات الرجال على دراجات نارية ينشرون الرعب على الطريق، ثم ينسحبون. في هذه الظروف، من الصعب مواجهتهم بفعالية، حتى بالطيران، فهم يختلطون بسرعة بين المدنيين.. نحن نواجه حالة من عدم التكافؤ".
وتابعت المجلة أن عناصر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تنشط على الطريق الوطنية رقم 1، التي تربط مالي بالسنغال، وكذلك على الطريق الوطنية رقم 7 التي تؤدي إلى ميناء كوت ديفوار، بحيث يختبئ مقاتلو الجماعة في أطراف الغابات لشن هجمات مفاجئة على قوافل الوقود.
" frameborder="0">
موقف أميركي
وبحسب المجلة، تعتمد مالي بشكل كلي على واردات المنتجات النفطية المكررة، وبغيابها "ستتأثر جميع قطاعات الاقتصاد المالي والجهات الفاعلة فيه بتداعيات نقص الوقود"، كما أكد ذلك لها الخبير الاقتصادي موديبو ماو ماكالو، الذي أضاف أن نقص الوقود، إذا استمر، سيؤدي إلى تضخم عام مع ارتفاع أسعار الكهرباء والنقل والمنتجات الغذائية، أما النشاط الصناعي فمن المحتمل أن يتباطأ.
وكان كريستوفر لاندو مساعد وزير الخارجية الأميركي قد أجرى مؤخرا محادثات مع وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب، تناولت التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة، في ظل تصاعد هجمات الجماعات المسلحة.
The US commends the armed forces of Mali ???????? in their fight against Islamic extremist militants (JNIM). Today I had an excellent conversation with Mali’s Foreign Minister @AbdoulayeDiop8 to discuss our shared security interests in the region. Look forward to greater cooperation! pic.twitter.com/E3tge3sLnJ
— Christopher Landau (@DeputySecState) November 4, 2025
وعبّر لاندو، في منشور على منصة "إكس"، عن تقديره للقوات المسلحة المالية، مشيدا بجهودها في مواجهة الجماعات المتطرفة، وعلى رأسها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بتنظيم القاعدة.
إعلان
ويُنظر إلى هذه التصريحات على أنها تحول علني في موقف واشنطن تجاه الحكومة العسكرية بعد سنوات من التوتر الدبلوماسي.
ويرى مراقبون أن تصريحات لاندو تمثل إشارة إلى رغبة واشنطن في إعادة بناء جسور التعاون مع السلطات المالية.

0 تعليق