Published On 7/11/20257/11/2025
|آخر تحديث: 22:02 (توقيت مكة)آخر تحديث: 22:02 (توقيت مكة)
عادت زعيمة حزب المحافظين البريطاني كيمي بادينوك إلى واجهة الجدل بعد تصريحاتها في برنامج إذاعي بريطاني، قالت فيها إنها "نيجيرية الجذور، لكن بالهوية لست كذلك".
وقد أثارت هذه العبارة مجددا نقاشا واسعا حول علاقتها بجذورها الأفريقية وصورتها السياسية في بريطانيا.
فمنذ توليها زعامة المحافظين عام 2024، حرصت بادينوك على تقديم نفسها كنتاج للنظام البريطاني التي تعتبره "المنقذ"، في مقابل تصوير نيجيريا كبلد فوضوي وفاسد.
لكن في لاغوس، حيث ما زال اسم عائلتها "أديغوكي" معروفا، تبدو روايتها أقل إقناعا.
فبحسب شهادات نقلها موقع أفريكا ريبورت، فإن عائلتها عاشت حياة ميسورة، وكان والدها طبيبا يدير عيادة خاصة، ووالدتها أستاذة محاضرة في جامعة لاغوس.
ويقول أحد جيران العائلة السابقين إن "تصويرها للفقر لا يشبه ما يعيشه غالبية النيجيريين"، مؤكدا أن أسرة أديغوكي كانت من "نخبة الحي".
كما يشير التقرير إلى أن العائلة كانت قادرة على السفر إلى بريطانيا لتلقي العلاج، وأن ولادة كيمي في لندن عام 1980 منحتها تلقائيا الجنسية البريطانية، وهو ما اعتبره كثيرون امتيازا إستراتيجيا استفادت منه الأسرة.
مفارقة سياسية
المفارقة، كما يوضح تقرير أفريكا ريبورت، أن بادينوك التي استفادت من سياسات هجرة مرنة في السبعينيات والثمانينيات، أصبحت اليوم من أبرز المدافعين عن تشديد قوانين الهجرة، مقترحة رفع شرط الإقامة للحصول على الجنسية من 6 سنوات إلى 15 عاما.
وتقول بادينوك إن انهيار الاقتصاد النيجيري في التسعينيات قلب أوضاع أسرتها رأسا على عقب، وإن انتقالها إلى بريطانيا في سن الـ16 شكل وعيها السياسي المحافظ.
لكنها، وفق شهادات أقارب نقلها الموقع، تبالغ في تصوير معاناتها وتنتقي من ذاكرتها ما يخدم خطابها أمام الجمهور البريطاني.
إعلان
إذ ترى إحدى قريباتها أن "محافظتها الاجتماعية تأثرت بوالدها، أما محافظتها السياسية فمرتبطة أكثر برغبتها في إرضاء جمهور بريطاني أبيض يبحث عن قصة نجاح فردية".
إلا أن بادينوك كثيرا ما تصف نيجيريا بأنها بلد "الخوف والفشل"، حتى إنها شبّهت مدرستها الثانوية بـ"السجن".
لكن زميلات سابقات لها في المدرسة اعتبرن هذا الوصف مبالغا فيه، مؤكدات أن ما عاشته لم يكن سوى "انضباط طبيعي في سن المراهقة".
ويخلص تقرير أفريكا ريبورت إلى أن رواية بادينوك عن طفولتها ليست مجرد ذكريات شخصية، بل أداة سياسية تُعيد من خلالها صياغة هويتها لتلائم المزاج المحافظ في بريطانيا ما بعد بريكست، حيث تلقى قصتها عن "النجاة من فوضى أفريقيا" صدى واسعا لدى جمهورها.

0 تعليق