مُوَافَقَةِ الدَّعْمِ السَّرِيعِ عَلَى الهُدْنَةِ.. تَحْذِيرٌ أُمَمِيٌّ مِنْ تَكْثِيفٍ لِلْأَعْمَالِ العَدَائِيَّةِ فِي السُّودَان - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
موافقة قوات الدعم السريع على مقترح هدنة قدمه الوسطاء. الحكومة المدعومة من الجيش لم ترد حتى الآن على مقترح الوسطاء.

 

أطلقت الأمم المتحدة تحذيرا شديد اللهجة من "تكثيف للأعمال العدائية" في السودان، في مفارقة تأتي على الرغم من موافقة قوات الدعم السريع على مقترح هدنة قدمه الوسطاء، بعد أكثر من سنتين على اندلاع الحرب في البلاد.

ويشهد السودان نزاعا داميا منذ نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، الملقب "حميدتي".

وفي بيان صادر يوم الجمعة ، قال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك: "ليس هناك أي مؤشر إلى خفض التصعيد". وتابع: "على العكس، تشير التطورات على الأرض إلى استعدادات واضحة لتكثيف الأعمال العدائية، بكل ما يعنيه ذلك للسكان الذين يعانون منذ فترة طويلة".

كانت قوات الدعم السريع قد أعلنت، الخميس، موافقتها على مقترح لهدنة إنسانية مؤقتة قدمته الدول "الرباعية" (الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر).

لكن الحكومة المدعومة من الجيش لم ترد حتى الآن على مقترح الوسطاء. وفي تصعيد ميداني مواز، هزت الانفجارات العاصمة الخرطوم، التي يسيطر عليها الجيش، اليوم الجمعة.

"الدعم السريع" يحكم قبضته على دارفور

يأتي هذا التحذير الأممي بعد أقل من أسبوعين من سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، التي كانت تمثل آخر المعاقل الكبرى للجيش في إقليم دارفور بغرب البلاد.

ومع سقوط الفاشر، تكون قوات الدعم السريع قد بسطت سيطرتها على جميع عواصم الولايات الخمس في إقليم دارفور، مما أثار مخاوف جدية من تقسيم السودان بين شرق وغرب، حيث يسيطر الجيش على غالبية المناطق في الشمال والشرق والوسط.

وقد ترافقت عمليات السيطرة هذه مع تقارير عن عمليات قتل جماعي وعنف جنسي ونهب، مما أثار إدانات دولية واسعة.

وفي هذا السياق، قال مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل (Yale)، الخميس، إن صور الأقمار الصناعية تظهر إغلاق قوات الدعم السريع لطريق رئيسي يستخدمه المدنيون للفرار من الفاشر.

تصعيد محتمل في كردفان

تتزايد المخاوف من وقوع مزيد من الفظائع مع تمدد القتال شرقا نحو الخرطوم ومنطقة كردفان الغنية بالنفط.

وحذر "تورك"، الجمعة، من تصعيد وشيك للعنف في إقليم كردفان، المنطقة الاستراتيجية الواقعة بين العاصمة وإقليم دارفور. وقال: "منذ السيطرة على الفاشر، تزداد أعداد الضحايا المدنيين والدمار والنزوح الجماعي".

وفي جنوب كردفان، اتهمت نقابة أطباء السودان قوات الدعم السريع بقصف مستشفى في مدينة الدلنج المحاصرة صباح الخميس، مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة خمسة آخرين. وقالت النقابة إن القصف أدى إلى "تدمير قسم الأشعة والتصوير الطبي بمستشفى الدلنج التعليمي".

وتواجه المدينة، وفقا للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، خطر المجاعة. وقال أحد سكان الأبيض (عاصمة شمال كردفان)، شريطة عدم كشف هويته، إن الناس "يعيشون في خوف" و "يستعدون للمغادرة في أي لحظة". وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت الأسبوع الماضي السيطرة على مدينة بارا، شمال الأبيض.

انفجارات في الخرطوم وعطبرة

أفاد شهود عيان لوكالة "فرانس برس"، يوم الجمعة، بسماع دوي انفجارات في الخرطوم وفي مدينة عطبرة (على بعد 300 كيلومتر شمال العاصمة).

وقال شهود في أم درمان إنهم سمعوا أصوات "مضادات (أرضية) ومن بعدها انفجارات" من جهة قاعدة وادي سيدنا العسكرية، ولاحقا من جهة محطة المرخيات للطاقة، قبل تسجيل "انقطاع للتيار الكهربائي". وفي عطبرة، تحدث شهود عن "ظهور عدد من المسيرات فوق المدينة أسقطتها المضادات"، مفيدين "باندلاع النيران وأصوات انفجارات في شرق المدينة".

ولم يعلق أي من طرفي النزاع على هذه الانفجارات.

تشكيك في نوايا الهدنة

على الرغم من إعلان قوات الدعم السريع موافقتها على مقترح الهدنة، يشكك الخبراء في إمكانية احتواء التصعيد.

وقال كامرون هادسون، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، لـ "فرانس برس"، إن إعلان الدعم السريع "يهدف إلى صرف الانتباه عن الفظائع... في الفاشر والإيحاء بأنها تتحلى بحس أكبر من المسؤولية" مقارنة بالجيش.

ولم تكشف تفاصيل المقترح، لكن مسؤولا سعوديا قال إنه ينص على "هدنة تمتد ثلاثة أشهر"، يتم خلالها تشجيع الجانبين على إجراء محادثات في جدة.

0 تعليق