عاجل

الوِلَايَاتُ المُتَّحِدَةُ تُطْلِقُ FIFA PASS لِمَنحِ أَوْلَوِيَّةِ التَّأْشِيرَاتِ لِحَامِلِي تَذَاكِرِ مُونْدِيَالِ 2026 - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
أعرب رئيس الفيفا عن سعادته البالغة بهذه المبادرة، مؤكدا أن نظام "FIFA PASS" سيمنح المشجعين "أفضل الظروف الممكنة" لحضور فعاليات كأس العالم

في خطوة وصفت بالأجرأ في مسار التحضير لاستضافة النسخة الأضخم في تاريخ بطولات كأس العالم، أزاح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الستار عن نظام جديد كليا، أطلق عليه اسم "FIFA PASS". تهدف هذه المبادرة إلى منح مشجعي كرة القدم، الذين حصلوا على تذاكر المباريات، أولوية كاملة في جدولة مواعيد مقابلات التأشيرة داخل السفارات الأمريكية الموجودة حول العالم. وتأتي هذه الخطوة كمحاولة جادة لفتح الطريق أمام تدفق ملايين الزوار المرتقب وصولهم إلى الولايات المتحدة الصيف المقبل.

جاء هذا الإعلان المحوري من المكتب البيضاوي، وسط حضور رفيع المستوى، تقدمه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو، إلى جانب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو. وقد عكس المشهد حجم التنسيق العالي بين واشنطن وأعلى سلطة كروية في العالم، قبيل انطلاق النسخة الأكبر في تاريخ المونديال.


 آلية عمل "FIFA PASS"

وفقا للتصريحات الصادرة عن كل من ترامب وروبيو، فإن النظام المستحدث يمنح المشجعين، الذين يثبتون شراءهم لتذاكر المباريات، الحق في التقدم لموعد مقابلة تأشيرة يوصف بأنه "ذو أولوية". هذا الإجراء من شأنه أن يمكنهم من تجاوز قوائم الانتظار الطويلة، والتي كانت تمتد في السابق لعدة أشهر في بعض البعثات الدبلوماسية.

ومع ذلك، حرص وزير الخارجية على تقديم صورة كاملة، مشددا على أن "تذكرة المباراة لا تعتبر تأشيرة دخول" بأي حال من الأحوال. كما أكد روبيو أن الجميع، بمن فيهم حاملو "FIFA PASS"، سيخضعون لنفس إجراءات التدقيق الأمني الصارمة المعمول بها على جميع المتقدمين دون استثناء. وأوضح أن الميزة الوحيدة لهذا النظام تقتصر فقط على تسريع الموعد، وليست ضمانا لقبول الطلب.

وفي سياق متصل، أشار السياسي الأمريكي إلى أن وزارة الخارجية قد بادرت بنشر ما يزيد عن 400 موظف قنصلي إضافي حول العالم، بهدف معالجة سيل طلبات التأشيرة المرتبطة بالمونديال، مشيرا إلى أنهم قاموا "بمضاعفة" عدد الموظفين في بعض البلدان ذات الكثافة العالية لتقليل الضغط المرتقب.

 أبعاد القرار السياسية والاقتصادية

يرى مراقبون أن قرار إدارة ترامب يتجاوز الجانب التنظيمي البحت، ليحمل في طياته أبعادا سياسية واقتصادية لافتة. فالرئيس الأمريكي، الذي قال صراحة: "أريد لكأس العالم 2026 أن يكون الأعظم في التاريخ"، يسعى من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز صورة الولايات المتحدة كدولة مضيفة قادرة على استقبال الملايين بسلاسة.

على الصعيد الاقتصادي، تبدو الأرقام مغرية؛ فالـ"فيفا" تتوقع وصول ما يتراوح بين خمسة وعشرة ملايين زائر إلى أمريكا، وهو رقم فلكي غير مسبوق، من شأنه أن ينعش قطاعات السياحة والضيافة والطيران بعائدات تقدر بمليارات الدولارات. كما يعكس هذا التحرك تقوية للتحالف والعلاقات الوثيقة بين واشنطن والاتحاد الدولي لكرة القدم، وهو ما ظهر جليا في الحضور المتكرر لإنفانتينو داخل البيت الأبيض.

 إنفانتينو: خطوة تغير مفهوم التجربة الجماهيرية

من جانبه، أعرب رئيس الفيفا عن سعادته البالغة بهذه المبادرة، مؤكدا أن نظام "FIFA PASS" سيمنح المشجعين "أفضل الظروف الممكنة" لحضور فعاليات كأس العالم، بدءا من مرحلة الحصول على التأشيرة وصولا إلى الاستمتاع بالبطولة على الأراضي الأمريكية. وكشف إنفانتينو عن توقعات هائلة، مشيرا إلى أن ستة مليارات شخص سيشاهدون البطولة حول العالم، بينما ينتظر مليار مشاهد مترقب حدث قرعة المجموعات في الخامس من ديسمبر المقبل في واشنطن.

خلاصة القول، إن إطلاق "FIFA PASS" ليس مجرد تسهيل إداري روتيني، بل هو خطوة سياسية واقتصادية مدروسة، تعكس رغبة الولايات المتحدة الجامحة في إنجاح مونديال 2026 على كافة الأصعدة الرياضية والسياحية. وبينما يفتح هذا القرار الباب على مصراعيه أمام الملايين، يبقى التحدي الحقيقي أمام واشنطن في إدارة هذه السيولة الهائلة من الطلبات، وضمان الأمن في واحد من أضخم الأحداث العالمية على الإطلاق

0 تعليق