Published On 18/11/202518/11/2025
|آخر تحديث: 06:17 (توقيت مكة)آخر تحديث: 06:17 (توقيت مكة)
أطلقت أمينة محمد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة رسالة تحذير جديدة، الاثنين، نبهت فيها إلى أن العلاقة المتفاقمة بين الجوع والنزاع تشكل "تهديدا إستراتيجيا ووجوديا" للأمن الدولي.
وشددت خلال مناقشة مفتوحة لمجلس الأمن حول انعدام الأمن الغذائي المرتبط بالنزاعات، على ضرورة التعامل مع هذه الأزمة على هذا النحو، موضحة أن "الحرب والجوع غالبا ما يكونان وجهين لأزمة واحدة".
اقرأ أيضا
list of 2 items end of listوأشارت إلى إحصائيات تثبت الارتباط المباشر بينهما، حيث قالت إن النزاع المسلح هو الدافع لانعدام الأمن الغذائي الحاد في 14 من أصل 16 بؤرة جوع في جميع أنحاء العالم.
وسجلت المتحدثة ذاتها أن 295 مليون شخص واجهوا الجوع الحاد خلال العام الماضي، بزيادة قدرها 14 مليونا عن العام السابق له، كما أكدت أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع الكارثي تضاعف إلى 1.9 مليون شخص.
وأشارت نائبة الأمين العام إلى أن الرصاص والقنابل يدمران الحقول والأسواق والطرق، بينما يرد الجوع بـ"ضربة مماثلة" عبر تغذية اليأس والنزوح والعنف وتدمير النظم الغذائية.
غزة والسودان
كما ألقت الضوء على الأوضاع المأساوية في مناطق النزاع، إذ يواجه السودان أكبر أزمة جوع عالمية، حيث يُديم العنف المجاعة في دارفور وكردفان. أما في غزة حيث تأكدت المجاعة في أغسطس/آب "لا يزال وضعها وخيما"، مشددة على أن "الغذاء نفسه أصبح سلاحا" من خلال تكتيكات التجويع المتعمد.
وفي مناطق أخرى، لا يزال الملايين محاصرين في الحلقة المفرغة ذاتها في هاييتي واليمن ومنطقة الساحل وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأشارت المسؤولة الأممية إلى "مفارقة صارخة" في الأولويات العالمية، إذ بلغ إجمالي الإنفاق العسكري 21.9 تريليون دولار خلال العقد الماضي، بينما لا يكلف القضاء على الجوع بحلول عام 2030 سوى 93 مليار دولار سنويا.
وحذرت أمينة محمد من أن تغير المناخ يسرّع الأزمة "بقوة مميتة"، مسجلة أن الفيضانات والجفاف يدمران المحاصيل وأراضي الرعي، كما ذهبت إلى أنه غالبا ما تتواجد البلدان الأكثر عرضة لتغير المناخ في ظل النزاع، وهو ما "ليس مصادفة".
إعلان
ودعت نائبة الأمين العام المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري عبر 4 ركائز، تتمثل أولاها في ضمان تدفق المساعدات، وصمود وقف إطلاق النار ودعم القانون الإنساني الدولي، فيما تتعلق الثانية بتعزيز النظم الغذائية لتكون طريقا للانتقال من الهشاشة إلى الصمود.
كما حثت على اعتبار العمل المناخي ركيزة أساسية للأمن الغذائي والسلام، فضلا عن التأكيد على أن الحلول السياسية وحدها هي التي تنهي الحرب، وأن تحقيق السلام يتطلب التعامل مع الغذاء والزراعة كضرورات إستراتيجية.
وشددت على أن نهج الترابط أصبح ضروريا وركيزة مهمة، وقالت: "لا يمكننا معالجة الأمن الغذائي دون معالجة الأسباب الجذرية للنزاع"، كما أكدت أن بناء السلام لا يمكن أن يتم دون ضمان قدرة الناس على إطعام أنفسهم.

0 تعليق