في خطوة تاريخية تعيد تعريف ملامح التحالفات في منطقة الشرق الأوسط، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب رسميا تصنيف المملكة العربية السعودية "حليفا رئيسيا من خارج حلف الناتو" .
ويأتي هذا الإعلان ليضع الرياض في قائمة حصرية تضم عشرين دولة فقط حول العالم تتمتع بهذه المكانة الاستراتيجية لدى الولايات المتحدة.
وبذلك، تنضم السعودية إلى مجموعة منتقاة من الدول، مثل اليابان، وكوريا الجنوبية، وأستراليا، ومصر، والأردن وكيان الاحتلال، مما يعكس عمق الشراكة الأمنية بين البلدين.
ماذا يعني تصنيف "خارج الناتو"؟
يعتبر هذا التصنيف، الذي بدأ الكونغرس الأمريكي بمنحه منذ عام 1987 بموجب المادة 22 من الدستور، خطوة رمزية وعملية قوية.
وعلى الرغم من أنه لا يحمل في طياته "ضمانا دفاعيا متبادلا" تلقائيا على غرار المادة الخامسة في ميثاق حلف شمال الأطلسي التي تلزم الأعضاء بالدفاع المشترك في حال التعرض لهجوم، إلا أنه يمنح المملكة امتيازات عسكرية استثنائية.
وتشمل أبرز المزايا التي ستحصل عليها الرياض بموجب هذا الوضع الجديد:
توقيع اتفاقية الدفاع الاستراتيجي
وبالتوازي مع هذا التصنيف، شهد البيت الأبيض حدثا مفصليا آخر، تمثل في توقيع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، والرئيس ترامب على "اتفاقية الدفاع الاستراتيجي".
ووفقا لوكالة الأنباء السعودية "واس"، فإن هذه الاتفاقية تأتي تتويجا لروابط تاريخية راسخة تمتد لأكثر من تسعين عاما.
وتمثل هذه الوثيقة "خطوة محورية تعزز الشراكة الدفاعية طويلة المدى"، وتعكس التزام الجانبين المشترك بدعم السلام والأمن في المنطقة.
وأكدت الاتفاقية أن السعودية والولايات المتحدة "شريكان أمنيان قادران على العمل المشترك لمواجهة التحديات والتهديدات الإقليمية والدولية".
كما تهدف إلى "تعميق التنسيق الدفاعي، وتعزيز قدرات الردع، ورفع مستوى الجاهزية".
ويرى مراقبون أن الجمع بين تصنيف "الحليف الرئيسي" وبنود "اتفاقية الدفاع الاستراتيجي" يؤسس لإطار أمني متين ومستدام، يسد الفجوة بين التعاون العسكري التقليدي ومفهوم الدفاع المشترك الشامل.

0 تعليق