كشفت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية المصرية ملابسات مقطع فيديو صادم تم تداوله على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، يظهر فيه مجموعة من الأشخاص يعتدون بالضرب والتوبيخ على شخص آخر، محتجزين إياه داخل أحد المنازل في محافظة المنيا.
لم تقتصر القضية على حادثة الاعتداء الموثقة، بل كشفت جهود الفحص والتحري عن تفاصيل صادمة متعلقة بالجرائم الأصلية لـ"المعتدى عليه"، لتهز هذه القضية الرأي العام المحلي بشدة.
ضبط المتورطين ودافع الاحتجاز المصور
أسفرت جهود الأمن المكثفة عن تحديد وضبط كافة الأطراف المتورطة في الواقعة.
وتبين أن القائمين على تصوير ونشر مقطع الفيديو هم أربعة مزارعين يقيمون في دائرة مركز شرطة بني مزار. وبمواجهتهم، أقروا بتفاصيل غير متوقعة
لم يكن دافعهم الانتقام لمجرد النصب المالي، بل بينوا أن الشخص الذي ظهر في الفيديو وهو يتعرض للضرب قام بفعل التحرش الجنسي بزوجة أحدهم وشقيقة الآخرين.
وبحسب الأقوال، استغل المتهم إيهامهما بقدرته المزعومة على معالجتهما "روحانيا" ليتمكن من ارتكاب جرائم التحرش.
وعلى إثر هذه الادعاءات المنكرة، قام المزارعون باستدراجه إلى منزل أحدهم، حيث احتجزوه وصوروا مقطع الفيديو المشار إليه لغرض فضحه أمام الرأي العام.
سقوط "الدجال" المسجل جنائيا واعترافه بالاحتيال
لم تتوقف الأجهزة الأمنية عند ضبط المعتدين، بل وصلت إلى "الدجال" الذي كان هو المعتدى عليه في الفيديو.
وتبين أن المشكو في حقه له معلومات جنائية مسجلة ويقيم بذات الدائرة. وبمواجهته، اعترف تفصيليا بارتكاب الواقعة.
أقر المتهم بأنه كان يقوم بأعمال النصب والاحتيال على عدد من المواطنين البسطاء، مستغلا إيهامهم بقدرته المزيفة على العلاج الروحاني والشعوذة.
وكانت هذه الأفعال الإجرامية بمثابة طريق معبد له لارتكاب جرائم التحرش الجنسي.
الإحالة للنيابة ومحاربة جرائم الاحتيال
تم الانتهاء من كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وجميع المتهمين، سواء الذين قاموا بالاعتداء والاحتجاز والتصوير لغرض الفضح، أو المتهم الرئيسي الذي ارتكب جرائم النصب والشعوذة والتحرش.
وقد أحيلت القضية بكل تفاصيلها إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيقات وفرض العقوبات الرادعة.
تؤكد هذه القضية أهمية اليقظة الأمنية في مواجهة ظاهرة النصب باسم العلاج الروحاني والاحتيال على العواطف والعقول لارتكاب جرائم أخلاقية.

0 تعليق