حملة تضليل تستهدف مسلمي تكساس وتروج لادعاءات "محاكم الشريعة" - الأول نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تداول رواد منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة مقطع فيديو قيل إنه يُظهر تجمعا إسلاميا ضخما في مدينة إيرفينغ بولاية تكساس الأميركية.

وادعت حسابات مؤثرة على منصة إكس أن الفعالية أقيمت مع وجود "محكمتي شريعة" تعملان داخل الولاية، وأصدرتا أكثر من 300 حكم في قضايا مختلفة، مما أثار موجة من الجدل ودفع كثيرين للتساؤل عن حقيقة ما يجري في تكساس.

اقرأ أيضا

list of 2 items end of list

ويُظهر الفيديو، الذي حصد أكثر من 3 ملايين مشاهدة على المنصة نفسها، حشودا ترتدي ملابس سوداء وترفع رايات حمراء وشعارات دينية، في مشهد جرى تقديمه على أنه دليل على "توسّع نفوذ المسلمين" داخل الولايات المتحدة.

تحذيرات من تمدد الإسلام

وأثار انتشار المقطع انتقادات واتهامات من حسابات يمينية متشددة اعتبرت ما يحدث "خطرا متزايدا" على البلاد، كما عملت حسابات رقمية على تضخيم هذه الرواية، وربطها بمزاعم "تمدد إسلامي متسارع" في الولاية.

وأرفق حساب على منصة "إكس" الفيديو بتعليق يقول: "هل تدركون مدى خطورة الوضع الإسلامي في أميركا؟"، مطالبا إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتدخل.

نظام قضائي مواز

في السياق ذاته، أطلق حساب يحمل اسم (David J Harris) -المعروف بخطابه العدائي تجاه المسلمين- سلسلة منشورات ادعى فيها أن تكساس تشهد "نموا غير مسبوق" في بناء المساجد، قائلا: "خلال العامين الماضيين شُيد أكثر من 50 مسجدا، وبحلول نهاية هذا العقد سيكون لدى تكساس عدد مساجد يفوق أي ولاية أميركية أخرى".

إعلان

وفيما يتعلق بادعاء وجود "محاكم شريعة"، استخدم الحساب ذاته على "فيسبوك" عبارات توحي بأن المسلمين في تكساس "ينشئون نظاما قضائيا موازيا" يعمل خارج إطار القانون الأميركي، في محاولة لإثارة الخوف والقلق في الولاية وتصوير المسلمين على أنهم "تهديد خطير".

واعتبر آخرون أن فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك أعطى دفعة قوية للحضور والتوسع الإسلامي في تكساس، فضلا عن وصف ذلك بـ"الغزو".

في المقابل، توصّل فريق "الجزيرة تحقق" إلى نسخة سابقة من الفيديو منشورة في يوليو/تموز 2023 على يوتيوب، مما يؤكد أنه قديم ولم يلتقط حديثا كما يروج البعض.

" frameborder="0">

احتفالات اعتيادية

وأشارت حسابات ومواقع في ذلك الوقت إلى أن الفيديو يعود إلى إحياء ذكرى يوم عاشوراء في مدينة هيوستن بولاية تكساس، إذ يضرب فيه الشيعة المحتفلون بأيديهم على صدورهم ووجوههم، وهو ما يسمونه "التطبيرة"، في تعبير عن ندمهم لعدم نصرة الحسين.

وتبين أن احتفالات عاشوراء لا تقتصر على الدول الإسلامية أو البلدان ذات الوجود الشيعي مثل إيران والعراق ولبنان واليمن فحسب، بل تمتد إلى دول ومناطق متباعدة جغرافيا وثقافيا، مثل لندن وأذربيجان وتكساس و

">النمسا، عبر طقوس خاصة تقام سنويا.

 

حملة تضخيم منسقة

ومن خلال البحث، رصد فريقنا سلسلة تغريدات متطابقة نشرتها عشرات الحسابات المختلفة على منصة "إكس"، إذ أعادت نشر النص مرفقا بالفيديو نفسه، في نمط يشير إلى "حملة تضخيم منسقة" تهدف إلى ربط المقطع زورا بمزاعم وجود "محاكم شريعة" في تكساس.

ويُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها حسابات يمينية متطرفة مشاهد مشابهة لتأجيج السردية المعادية للمسلمين في الولايات المتحدة، فقد رصدنا انتشار الخطاب نفسه خلال السنوات الماضية، بالتزامن مع احتفالات عاشوراء، وكان آخرها في يوليو/تموز 2025.

جدل "حظر الشريعة" في تكساس

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أصدر حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت، أمرا تنفيذيا "يحظر تطبيق الشريعة الإسلامية" في الولاية، ودعا في تغريدة على حسابه بمنصة "إكس" إلى الإبلاغ عن أي محاولات لفرضها، وتبين لفريق "الجزيرة تحقق" آنذاك أن الحاكم اعتمد على رواية "مجتزأة ومضللة".

 

وردا على القرار، أكدت منظمة مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) أن منشور الحاكم مبني على نظريات مؤامرة، ومنفصل عن الواقع ومتهور، فضلا عن أنه يصوّر المسلمين في تكساس وكأنهم مجرمون "لمجرد ممارستهم لدينهم".

وأوضحت في بيانٍ أن الشريعة الإسلامية، مثل القوانين الدينية الأخرى (اليهودية والكاثوليكية)، تُمارس فقط في المجالات الشخصية والعبادات كإطار أخلاقي وروحي يوجه المسلمين في حياتهم الشخصية، ولا تتعارض مع القوانين الأميركية ولا تحل محلها.

إعلان

وأكدت المنظمة أنه لا وجود لـ"مجمّعات شريعة" في تكساس، ولا يوجد أي دليل على محاولة فرض نظام قانوني منفصل على سكان الولاية.

وبالأمس، أعلنت ولاية تكساس الأميركية تصنيفها جماعة الإخوان المسلمين ومجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) "منظمتين إرهابيتين أجنبيتين ومنظمتين إجراميتين عابرتين للحدود"، وقال حاكم الولاية الجمهوري إن القرار "يمنعهما من شراء أو الاستحواذ على الأراضي في تكساس" ويسمح للسلطات الحكومية "ببدء إجراءات قانونية لإغلاقهما".

0 تعليق