مراسلو الجزيرة نت
Published On 20/11/202520/11/2025
|آخر تحديث: 19:06 (توقيت مكة)آخر تحديث: 19:06 (توقيت مكة)
غزة- على وقع أصوات القصف المدفعي وتقدم آليات الجيش الإسرائيلي باتجاه المناطق الغربية من حي الشجاعية الواقع شرق مدينة غزة، اضطر الحاج أبو محمد مشتهى، رغم دخول ساعات المساء، إلى النزوح قسرا برفقة 20 شخصا من أفراد عائلته هربا من نيران الاحتلال.
وما إن حاول مشتهى العودة إلى منزله صباحا حتى فوجئ بوضع الاحتلال مكعبات إسمنتية على بعد أكثر من 500 متر غرب الخط الأصفر -الذي جاء ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي- في توسعة إضافية لحدود وجود الجيش على امتداد الحي المدمر، مما حال دون تمكنه من الوصول إلى منزله.
ووجدت مئات الأسر التي تقطن حي الشجاعية نفسها بلا مأوى بعدما ابتلع الخط الأصفر المزيد من منازل الفلسطينيين في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
آثار الخروقات
ولم تمهل آليات الهدم التابعة للجيش الإسرائيلي محمد مرزوق ليخرج أيا من مقتنياته من منزله الذي غادره قسرا مع بدء تقدمها في محيط سكنه.
والتقت الجزيرة نت المواطن مرزوق أثناء محاولته العودة برفقة جيرانه إلى منزله لاستخراج احتياجاته لكن من دون جدوى.
وقضى مرزوق 3 أسابيع فقط في بقايا منزله المُدمّر في حي الشجاعية بعدما عاد من نزوحه الاضطراري وسط قطاع غزة، ليعيش ويلات النزوح من جديد مع جيرانه بعدما وسعّت قوات الاحتلال مساحة الخط الأصفر.
ويسيطر الجيش الإسرائيلي على 60% من مساحة قطاع غزة، ومع ذلك يزحف بآلياته تجاه مناطق إضافية بهدف تدمير مزيد من المنازل والمباني التي لا تزال قائمة.
ورصدت الجزيرة نت حركة نزوح كبيرة من امتداد المناطق الشرقية لشارع صلاح الدين شرق مدينة غزة، وذلك بعد ليلة قاسية حاصرت فيها الدبابات الإسرائيلية عائلات تقطن في محيط مدرسة دلال المغربي، بالتزامن مع قصف مدفعي وإطلاق نار من الطائرات المُسيّرة "كواد كابتر" على جميع مناطق الحي.
إعلان
واستشهدت فلسطينية، أمس الأربعاء، وأصيب آخرون جراء إلقاء مسيّرات إسرائيلية قنبلة على منزل لعائلة قرب "سوق البسطات" في حي الشجاعية.
وتظهر آليات الاحتلال وجرافاته العسكرية وهي تواصل تدمير منازل الفلسطينيين في المناطق الشرقية لمحافظات قطاع غزة على مدار الساعة.
وكانت قوات الاحتلال قد شرعت في عملية عسكرية برية في حي الشجاعية الذي تبلغ مساحته 14.3 كيلومترا مربعا، ويقطنه 110 آلاف فلسطيني مطلع أبريل/نيسان الماضي أدت إلى تدمير معظم مبانيه.
" frameborder="0">
حماس تدين
ويأتي تقدم الجيش الإسرائيلي خارج الخط الأصفر في حي الشجاعية، مساء الأربعاء، امتدادا لخرق الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث زعم تعرض قواته لإطلاق النار في رفح، وشنّ على إثر ذلك غارات أدت إلى استشهاد 32 فلسطينيا، بينهم 12 طفلا و8 سيدات.
وقال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حازم قاسم -للجزيرة نت- إن عدوان الاحتلال يعكس عدم احترامه للوسطاء والدول الضامنة التي عجزت عن منعه من مواصلة حرب الإبادة على غزة، ودعاهم للوقوف عند مسؤولياتهم واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف عدوان الاحتلال وانتهاكاته لاتفاق وقف الحرب على غزة.
"لجم الاحتلال"
وفي السياق ذاته، وصف المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي، إسماعيل الثوابتة، عدوان الاحتلال بالخرق الفاضح لاتفاق وقف النار، حيث لم يكتف الاحتلال بالمجازر التي ارتكبها يوم أمس، وتوغل في المنطقة الشرقية من مدينة غزة وغيّر أماكن تموضع العلامات الصفراء بتوسيع المنطقة التي يسيطر عليها بنحو 300 متر.
وقال الثوابتة -للجزيرة نت- إن هذه الجرائم تضاف إلى نحو 400 خرق رصدت منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وأودت بحياة أكثر من 300 شهيد وخلّفت مئات الجرحى، وفاقمت الأوضاع الكارثية التي يعيشها سكان غزة في المساحة المحدودة المتبقية من القطاع.
وطالب المسؤول الثوابتة الوسطاء والضامنين لاتفاق وقف إطلاق النار بالتحرك الجاد لوقف هذه الجرائم، ولجم تغوُّل الاحتلال، وإلزامه بما اتفق عليه.

0 تعليق