مباراة المنتخب السعودي أمام نظيره الجزائري - تصوير محمد المانع
كشف الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب الوطني السعودي، عن قائمته المشاركة في كأس العرب قطر 2025، لتفتح هذه الاختيارات نافذة واسعة على فلسفته الفنية ورؤيته للمرحلة المقبلة، حيث جمع بين حيوية الشباب ورصانة الخبرة في توليفة تبدو مصممة بعناية لخوض غمار البطولة بطموحات عالية وأسلوب هجومي واضح المعالم.
القائمة التي أعلنها رينارد حملت مؤشرات قوية على رغبته في ضخ دماء جديدة داخل “الأخضر”، من خلال الاستعانة بعناصر شابة واعدة مثل جهاد ذكري ومراد هوساوي ومصعب الجوير ومحمد بكر سليمان، وهي أسماء تعكس إيمان المدرب الفرنسي بقدرة الجيل الصاعد على تقديم الإضافة الفنية والبدنية، ومنح الفريق طاقة متجددة قادرة على مجاراة النسق السريع للبطولات الكبرى.
وفي المقابل، لم يغفل رينارد أهمية الخبرة في المباريات الحاسمة، فحافظ على ركائز أساسية يتقدمها القائد سالم الدوسري، إلى جانب صالح الشهري وعبدالله الخيبري ومحمد كنو، وهم اللاعبون الذين يشكلون العمود الفقري للمنتخب بخبرتهم الطويلة في المحافل القارية والدولية، وقدرتهم على ضبط إيقاع اللعب وامتصاص ضغط المواجهات الكبرى.
اللافت في اختيارات رينارد كان الميل الواضح نحو النزعة الهجومية، إذ ضم مجموعة مميزة من المهاجمين والأجنحة، في مقدمتهم فراس البريكان وصالح الشهري وعبدالله الحمدان، إضافة إلى الأجنحة الهجومية سالم الدوسري وصالح أبو الشامات وعبدالرحمن العبود. هذه الأسماء تعكس رغبة المدرب في تنويع الحلول الهجومية، سواء عبر الاختراق من العمق أو الاعتماد على الأطراف وصناعة الفرص من الكرات العرضية والتحولات السريعة.
قراءة متأنية للقائمة توحي بأن رينارد يراهن على أسلوب لعب يعتمد على الضغط المبكر، وسرعة نقل الكرة، واستغلال مهارات اللاعبين الهجومية في الثلث الأخير من الملعب، مع الحفاظ على التوازن الدفاعي عبر عناصر تمتلك حساً تكتيكياً عالياً وخبرة في قراءة مجريات اللعب.
وبين رهانه على الشباب وثقته في أصحاب الخبرة، يبدو أن رينارد يسعى إلى بناء منتخب متوازن قادر على المنافسة بقوة على لقب كأس العرب، وتقديم صورة فنية تعكس تطور الكرة السعودية وطموحها المستمر في اعتلاء منصات التتويج.
0 تعليق